مقترحات وتوصيات لتحسين الإعلام البيئي

مقترحات وتوصيات لتحسين الإعلام البيئي

كان اليوم الأخير في الدورة الدراسية للإعلاميين البيئيين، التي أقامتها جمعية حماية البيئة والتنمية المستدامة بالتعاون مع وزارتي الإعلام والإدارة المحلية والبيئة يوماً حوارياً ساخناً بين ممثلي الجهات المنظمة للدورة والزملاء المشاركين، رغم التقاطع في بعض النقاط التي تؤكد أهمية تعاظم الإعلام البيئي ودوره في الإنذار المبكر ورصد أي خلل بيئي يحدث، وتحريكه للرأي العام، وزيادة الوعي البيئي عند السكان، وإسهامه في إصدار التشريعات الإيجابية التي تخص البيئة. إلا أنه جرت الإشارة إلى بعض الثغرات التي تتخلل عمل الإعلاميين البيئيين مثل غياب التبادل المعرفي بين المشرفين على الصفات البيئية في الصحف والخبراء والمهتمين والجمعيات المعنية، الأمر الذي ينتج عنه أحياناً معالجة سطحية لقضايا البيئة. كذلك مسألة غياب التنسيق بين وسائل الإعلام نفسها، وغياب بنك المعلومات وانعدام تأهيل الإعلاميين البيئيين ورفع كفاءتهم.
ووجهت ملاحظات مختلفة حول أوقات بث البرامج البيئية سواء بالنسبة للمذياع أو التلفاز، إذ تبث في أوقات غير مناسبة، ولمدة نصف ساعة أسبوعياً. واستغرب بعضهم إلغاء بعض البرامج التلفزيونية المهمة في هذا المجال، إضافة إلى انعدام المطبوعات التخصصية، إذ لا توجد إلى الآن سوى مجلة فصلية واحدة، رغم أهمية موضوع البيئة وتفاقم المشكلات البيئية.
وعرض الزملاء الإعلاميون الصعوبات التي تعترض عملهم عند تناول القضايا البيئية، كالافتقار إلى الأرشيف التخصصي والمكتبة التلفزيونية، وانخفاض التعويضات على الموضوعات والريبورتاجات التي تحتاج إلى جهد ومال كبيرين، وجرى الحديث أيضاً على آليات عمل المؤسسات الإعلامية، والهامش الذي كان يتاح للحوار وسماع النقد، واقتصار دور الإعلام على إبراز الإيجابيات، والابتعاد عن كشف السلبيات التي تضر بالبيئة وبالمواطن.
وخلص المشاركون إلى مجموعة اقتراحات وتوصيات تهدف إلى تحسين سوية الإعلام البيئي عندنا، نذكر بعضها:
إن إيجاد المحرر الإعلامي المتخصص تخصصاً دقيقاً بالبيئة يتطلب وجود مناهج دراسية للإعلام البيئي، سواء في قسم الصحافة في الجامعات أم في معهد الإعداد الإعلامي أم في دورات اتحاد الصحفيين وكذلك في برنامج التدريب السنوي للمركز العربي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني التابع لجامعة الدول العربية في دمشق.
ـ التعاون بين وزارة الإعلام ومختلف وسائل الإعلام الحكومية والخاصة والتابعة للمنظمات الشعبية والنقابات وغيرها، لوضع خطة وطنية للإعلام البيئي تنسجم مع الخطة والاستراتيجية الوطنية للبيئة التي أقرتها وزارة الإدارة المحلية والبيئة في مطلع هذا العام.
ـ العمل على إحداث رابطة للإعلاميين والكتاب البيئيين أ*** بالدول العربية المجاورة، خصوصاً لأن سورية عضو في المنتدى العربي الإعلامي للبيئة والتنمية المستدامة الذي يضم جمعيات كتاب ومحرري البيئة في الوطن العربي ويقوم بنشاطات إقليمية ودولية.
ـ تنظيم حملات إعلامية بيئية للمواضيع الهامة الطارئة أو ذات الأولوية بالتعاون مع الجهات المعنية مثل (إدارة النفايات وتلوث الهواء وغيرها من المشاكل البيئية الملحة لها أو إحياء نهر بردى ـ إنجاز مشروع نهر قويق في حلب في الوقت المحدد ـ الحفاظ على المدن القديمة باعتبارها تراثاً عالمياً ـ متابعة الخطة الوطنية للصرف الصحي ـ شح المياه في سنوات الجفاف ـ هدر الطاقة..).
ـ التعاون مع الجمعيات غير الحكومية ذات الصلة بالشأن البيئي ووضع خطة تعاون مشترك لمواكبة نشاطاتها خصوصاً تلك التي تتطلب حملات توعية للعمل الشعبي التطوعي والاهتمام بالبيئة المشيدة، كالآثار التاريخية والحضارية وغيرها مما ينبغي الحفاظ عليه في مجال التراث.
ـ تعزيز دور الإعلام البيئي ليكون مشاركاً على نحو فعال من خلال إجراء استبيان لرأي مختلف شرائح المجتمع المستهدفة بالبرامج الإعلامية البيئية.
ـ تشجيع التواصل بين الإعلاميين البيئيين مع الخبراء والمختصين والمهتمين بالشأن البيئي من خلال شبكة وطنية بأسمائهم وعناوينهم والحصول على آرائهم بصدد المشاكل البيئية المطروحة.
ـ تشجيع إقامة قواعد معلومات بيئية وإعلامية ولا سيما لدى وزارة الإعلام ـ مديرية الإعلام التنموي، واقتراح تسميتها مديرية الإعلام التنموي المستدام وتشجيع إقامة أقسام خاصة للمكتبة البيئية في مختلف وسائل الإعلام تتوفر فيها المراجع والكتب البيئية والمعاجم والمصطلحات وغيرها.
ـ الإعلان عن جائزة سنوية للإعلاميين البيئيين عن أفضل أعمال في الإعلام المقروء والمسموع والمرئي (وقد تبنى رئيس فرع اتحاد الصحفيين بدمشق هذا الاقتراح) وتنظيم لقاءات بين المسؤولين والإعلاميين لتوضيح القضايا البيئية وبيان الرأي في الفوائد المرجوة منها.
ـ تشجيع حراس البوابة الإعلامية (رؤساء التحرير، مديرو القنوات التلفزيونية والإذاعية) على منح مساحات أكبر في الصفحات والبرامج التي تعالج قضايا التنمية المستدامة.
ـ تطوير مديرية الإعلام البيئي في وزارة الإدارة المحلية والبيئية لتكون قادرة على تزويد الإعلاميين يومياً بالمعلومات الجديدة والنشاطات المختلفة الخاصة بالشأن البيئي، وتخصيص جزء من موازنة الإدارة المحلية والبيئية لدعم البرامج الإعلامية البيئية وإقامة جولات اطلاعية للإعلاميين البيئيين في جميع المحافظات للتعرف على الواقع البيئي والمشاريع البيئية التي يتم تنفيذها سنوياً والعثرات التي تعترضها.
ـ إيفاد الإعلاميين البيئيين في جميع المهام الداخلية والخارجية، ويستحسن أن يرافق الإعلاميون البيئيون الوفود الحكومية التي تتعلق بالبيئة والتنمية المستدامة.
ـ تشكيل لجنة من جمعية البيئة والتنمية المستدامة ووزارة الإعلام واتحاد الصحفيين لتقويم الدورة ومتابعة توصياتها وتشجيع إقامة دورات سنوية مشابهة مستقبلاً يتم التحضير الجيد لها.