دخول
بحـث
المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
المواضيع الأكثر شعبية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
imad | ||||
bird1of1peace | ||||
إيمان | ||||
وردة الرمال | ||||
alkhaimadz | ||||
عبد المؤمن | ||||
randa | ||||
شهرزاد | ||||
تمكين للتدريب والاستشارات | ||||
Soleil Aseel |
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
إعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
اعتمد فلاسفة الاسلام على المنهج التجريبي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
اعتمد فلاسفة الاسلام على المنهج التجريبي
اعتمد فلاسفة الاسلام على المنهج التجريبي ، وهم أول من قرر هذا المنهج ووضع أسسه ،ومن اعظم الرواد في هذا المجال : جابر بن حيان في الكمياء ، والرازي في الطب ، وابن الهيثم في الفيزياء ، والبيروني في علم الأرض والفلك .
من أعلام الفكر الفلسفي :
أحمد بن يعقوب بن مسكويه
- حياته:
هو أحمد بن محمد بن يعقوب الملقب مسكويه، ويطلق عليه اسم أبي علي الخازن، ولقب بالخازن، لأنه كان خازناً للكتب عند الملك عضد الدولة بن بويه الذي حكم من سنة 367 إلى 372هـ.
وكان مسكويه أثيراً عنده، ومقرباً إليه. ولد في الريِّ ((ويرجع مرجليوث أنه ولد في سنة 320هـ تقريباً، إن لم يكن قبل ذلك. (بدوي، 1980 ،21).
وعمر الرجل طويلاً، ومات في أصفهان عام 421هـ (1030)م وكان مسكويه معاصراً لابن سينا.
هذا ويلاحظ أن ابن مسكويه قد تعرض للنقد من أبي حيان التوحيدي في كتاب (( الإقناع والمؤانسة ))، فقال عنه أنه قصير الباع في الفلسفة النظرية لانشغاله عن تحصيلها بالاهتمام بالكيمياء وانشغاله بخدمة الحاكم بخزانة كتبه، ومع ذلك فقد قال عنه إنه ذكي، حسن الشعر، نقي اللفظ.
وذكر يا قوت الحموي أن منصور الثعالبي قال عنه: إنه كان في الذروة العليا من الفضل والأدب، والبلاغة، والشعر (الحموي، ج2، 3). وكتب مسكويه في العديد من المجالات، فكتب في الطب والتاريخ والأخلاق، وعلم النفس. وكانت له أيضاً مشاركة في العلوم اللغوية والأدبية والعلوم القديمة.
ولعل هذا التنوع هو السبب الذي من أجله يعتبر كثير من الكتاب ابن مسكويه من الرعيل الأول بين أدباء العصر الموسوعيين.
ولقد تأثر بن مسكويه في كتاباته بآراء الفلاسفة اليونانيين، أمثال: أفلاطون، وأرسطو وجالينوس وغيرهم من الفلاسفة اليونانيين، والأفلاطونية الجديدة. وترجع شهرة مسكويه في الأغلب إلى مذهبه الفلسفي في الأخلاق، وهو، كما يقول دي بور، ((مزيج من آراء أفلاطون، وأرسطو، وجالينوس، ومن أحكام الشريعة الإسلامية، غير أن نزعة أرسطو غالبة عليه)) (دي بور، 1981، 239).
وهنا يتضح أن بن مسكويه قد أسهم بدرجة كبيرة في الفكر الفلسفي الإسلامي..
ابن مسكويه .. وآراؤه النفسية والتربوية :
اشتهر مسكويه بكتاباته في الأخلاق، ومن أشهر كتبه كتاب ((تهذيب الأخلاق)) الذي اهتم فيه بالنفس وما يتعلق بها من عوامل فيرى ((أن النفس وإن كانت تأخذ كثيراً من مبادئ العلوم عن الحواس فلها من نفسها مبادئ أخرى وأفعال لا تأخذها عن الحواس، وهي المبادئ الشريفة العالية التي تبنى عليها القياسات الصحيحة. (صبحي، 1407، 145).
والمدقق لما سبق، يتضح له أن ابن مسكويه يرى أنه إذا كانت الحواس تدرك المحسوسات فقط، فإن النفس تدرك أسباب الاتفاقات والاختلافات التي تأتي من المحسوسات وهي على حد تعبيره ((معقولاتها)) التي تستعين عليها بشيء من الجسم. ومن رأيه أن النفس العاقلة فينا هي بمثابة المجهر الذي يستدرك شيئاً كثيراً من خطأ الحواس في مبادئ أفعالها .. ويضيف في تعريفه للنفس بقوله: ((فالنفس ليست بجسم ولا بجزء من جسم ولا حال من أحوال الجسم، وإنها شيء آخر مفارق للجسم بجوهره وأحكامه وخواصه وأفعاله)) (ابن مسكويه، 1985، 4).
ولم يكتف ابن مسكويه بهذا التحديد الدقيق لتعريف النفس ولكنه أضاف إضافة عميقة لم يسبقه إليها عالم من علماء النفس منذ أن بدأ العلم في الظهور ومنذ أن بدأ في تقديم "نظرياته التي ذاع صيتها وانتشرت شهرتها..فيقول :(ابن مسكويه، 10).
إن النفس تشتاق إلى أفعالها الخاصة بها، وتلك هي فضيلة النفس وبحسب طلب الإنسان لهذه الفضيلة وحرصه عليها يكون فضله، وهذا الفضل يزداد ويتزايد بحسب عناية الإنسان بنفسه وانصرافه عن الأمور العائقة له والتي ترتبط بجهده وطاقاته، وما يتطلبه البدن من إشباع حسي وغريزي .. فالفضائل لا تحصل لنا إلا بعد أن تطهر نفوسنا من الرذائل التي هي أضدادها وشهواتها الرديئة الجسمانية ونزواتها الفاحشة البهيمية".
كما يلاحظ أن ابن مسكويه حرص على أن يكون الإنسان متنبهاً لهذه الشهوات، ومن خلال تمسكه وحرصه على الخيرات، ورأى أن الواجب الذي لا مريه منه أن نحرص على الخيرات التي هي كمالا لنا والتي من أجلها خلقنا ونجتهد في الوصول إلى الانتهاء إليها، ونتجنب الشرور التي تعوقنا على فعل الخير.
ويقسم ابن مسكويه النفس إلى ثلاثة قوى كما يلي:(النقيب، 193).
_ ((القوة الناطقة)) التي يكون بها الفكر والتمييز والنظر في حقائق الأمور، و((القوة الغضبية)) التي يكون بها الغضب والنجدة والإقدام على الأهوال والشوق إلى التسلط والترفع وضروب الكرامات، و ((القوة الشهوية)) التي يكون بها الشهوة وطلب الغذاء والشوق إلى الملاذ في المشاكل والمشارب والمناكح وضروب اللذات الحسية.
ولكل قوة من هذه القوة فضيلة خاصة بها. فالقوة الناطقة فضيلتها الحكمة، والقوة الغضبية فضيلتها الشجاعة، والقوة الشهوية وفضيلتها العفة.
- واهتم الكندي بالتربية والتأديب، وفي هذا الصدد يذكر الأهواني أن طريقة التأديب إذا وقع من الصبي مخالفات هي التغافل أولاً، ثم التوبيخ، ثم الضرب، ((لأنك إن عودته التوبيخ والمكاشفة حملته على الوقاحة)) ويُمدح بكل ما يظهر منه من خلق جميل.
- ومن رأي مسكويه أن يُمنع الصبي من النوم الكثير، وذلك لأنه – أي كثرة النوم – يقبحه ويغلط ذهنه، ولا يتعود النوم بالنهار ألبته، ويُعود الحركة والمشي والرياضة. (الأهواني، 229).
فالغاية من هذه الآداب كلها هي أن يتعود الخشونة ويصلب بدنه، ولتعود الخشونة والرجولة فيرى أنه:
((ينبغي إذا ضربه المعلم ألا يصرخ ولا يتشفع بأحد، فإن هذا فعل المماليك، ومن هو خوار ضعيف)) (الأهواني، 228).
- ومن رأي مسكويه أن الصبي يؤذن لـه في بعض الأوقات أن يلعب لعباً جميلاً.
وعلى أية حال فإن آراء ابن مسكويه كثيرة ومتعددة وفي أكثر من مجال، فله آراء في النفس وقواها، كما سبق وبينا، وفي نظرية المعرفة، وفي الأحلام والرؤيا الصادقة والنبوة، وفي العادة ومفهومها وفي الإخلاص، وفي تأديب الأحداث والصبيان ، وفي الأمراض النفسية وعلاجها.
رابعا :الاتجاه الصوفي :-
هل كان الاتجاه الصوفي ردة فعل للتفريط في حياة الترف والنعيم الذي ساد في مجتمعات المسلمين ، ام انه اتجاه طبيعي مضاد لانتشار الفكر الكلامي ومن بعده الفلسفي ، اللذان أعرضا عن اعتبار الوجدان والعاطفة والحب مصدراً للوصول إلي المعرفة بالله واليقين بوجوده ، وهو الأمر الذي وجده المتصوفه الطريق السالك للوصول إلى الله سبحانه وتعالي .
في الواقع أن كلا الأمرين – كما قرر الدكتور الغامدي (ص 122) كانا أساسا لظهور الاتجاه الصوفي وقد بدأت طلائع هذا الاتجاه في ظاهرة مدرسة الزهد التي مثلها الفضيل بين عياض ، وعبدالله بن المبارك ، وإبراهيم بن ادهم ، وبشير الحافي ويعتبر المحاسبي (ت243هـ) أول من أرسى أسس الفكر التربوي للمدرسة الصوفية في كتابة "" الرعاية "" وكان لتطبيق أفكار المحاسبي أثر في ظهور عدد من المدارس الصوفية مثل ( المدرسة الجنيدية – والمدرسة النورية – والمدرسة النيسابورية ) ( الكيلاتي – 48)
والحديث هنا عن نشأة المدارس الصوفية يجب أن يأخذنا إلى الوجه المشرق النير للتصوف إذ هو النقاء بعينه ، فلم تخرج أراؤهم آنذاك عن تعاليم ومقاصد الشريعة ، وقد علق ابن تيمية في فتاواه في كتاب التصوف على ممارسات المتصوفة في تلك الفترة بقوله ( .. وهم يسيرون بالصوفي إلى معنى الصديق وأفضل الخلق بعد الأنبياء الصديقون .. كما قال تعالي :"" أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا "" ) ( ابن تيمية ، الفتاوىج11 ، 6-16 )
لكن المؤثرات الثقافية والاجتماعية عملت عملها في تلك المدارس ، إذ أن فشل التكامل والتضامن بين المدارس الفقهية والتربوية المختلفة وبين المدارس الصوفية جعل هذه الأخيرة تنقطع عن ما تميزت به مدرسة الفقهاء والمحدثين من ضوابط في العقيدة والسلوك ، الأمر الذي مهد لظهور اتجاهات الحلول وشطحات الدروشة والطرق .
ولذلك بدأ الخلاف واشتد بين الصوفية والفقهاء في النصف الثالث من ق الثالث بعد أن تطرقوا إلى مسائل في صميم الدين وقد سيق أمام القضاء بعض غلاء المتصوفة مثل ذو النون المصري ، والحلاج .
وقد بلغت أزمة المتصوفة ذروتها بمحنة غلام الخليل ( سنة 262هـ ) والتي اتهم فيها سبعين من الصوفية من بينهم الجنيد شيخ الطائفة ببغداد ، وقد حوكموا وسجنوأ ، ولكن الغزالي بحكمته وقوة إيمانه وذكائه استطاع أن يبذل الجهد في إصلاح المدرسة الصوفية وردها إلي أصولها السابقة ، إلا أن الصوفية الذين مزجوا مسائل الكلام والفلسفة اللاهويته بالتصوف زادوا الطين بله ، حيث كانت لهم مذاهب في الاتحاد والحلول مما رآه فقهاء الإسلام منافياً للإسلام مؤدياً للكفر ، فزادت الخصومه بين الفريقين خاصة في القرن السابع الهجري ، وكان من اشهر خصومهم أبن تيمية .( توفيق الطويل ، ص 182 )
المنهج العلمي عند الاتجاه الصوفي :-
يمكن بسط هذا المنهج من خلال مجموعة من النقاط على النحو التالي :-
أولاً : تعتبر المعرفة أو ( العرفان ) من أهم المسائل الصوفية بل الهدف الأصلي والغرض الأساسي للتصوف ، ولذا فإن موضوع المعرفة عند الصوفية يعتبرها العارفون طريق الوصول إلى المعرفة التامة ( فإذا استنار الطالب بهذه المعرفة أصبح مرآة تتجلي فيها المعارف الإلهية) .
وقد اعتمد الصوفية على مجموعة من المفاهيم ورددوها في كتبهم مثل :-القلب : وهو قسمين ، الأول هو هذا العضو الواقع في الجانب الأيسر من الصدر وخواصة تذكرها علوم الطب والتشريح وهذا القسم ليس للمتصوف به صلة .
أما الثاني : فهو "" اللطيفة الروحانية "" وهي عبارة عن حقيقة الإنسان وهذا القلب هو الذي يكون عالماً ومدركاً وعارفاً ومعافياً ... الخ
ومن المفاهيم أيضاً : الروح ، وهو جزء من القدرة الإلهية ووجودها في البدن هو هبوط ، فإذا أرادت أن تحيا الحياة التي تليق بها فعليها أن تعرف ذلك الكون الذي تنتمي إليه في الأصل ( قاسم غني، 589) .
ومن المفاهيم كذلك النفس وتطلق على معنيين : الأول قوة الغضب والشهوة ، والثاني هو : اللطيفة الإلهية .
ثانياً : اشترط الصوفيون على طالب العلم والطريق الصوفي ضرورة التأدب بشيخ يسترشد به ويبصره بعيوبه ، وهذا الشيخ بالنسبة للمريد يمثل القوة العليا المهيمنة عليه التي تكبح جماحه .
وعلاقة المريد بالشيخ علاقة الجزء بالكل ، فالمريد جزء من الشيخ كما الولد جزء من أبيه .
ثالثاً : تقييد حرية المتعلم والمعلم ، إذا يعتبر الجبر هو النزعة المسيطرة على مختلف فرق التصوف فمالعلوم التي يبدأ بها المتعلم ، وما الوسيلة للتعلم وما محتوى كل مرحلة من التعليم وأي الكتب يتم اختيارها ... الخ هذه الأمور ليس للمتعلم حرية الاختيار منها، وينطلقون من أن التوحيد الحق هو الذي لا يثبت فيه الإنسان لنفسه أي استغلال أو اختيار وان الاستناد إلي الأسباب ما هو إلا صورة من صور الشرك .
من أعلام الاتجاه الصوفي :
حجة الاسلام (ابو حامد الغزالي )
هو حجة الاسلام محمد بن احمد الطوسي الغزالي ،ينسب الى القرية التي ولد فيها وهي غزالة بجوار مدينة طوس بخراسان في بلاد فارس ، وهو من أشهر علماء الاسلام ومن أكبر مفكريه ، ولذا سمي بحجة الاسلام ، ولد عام 450 للهجرة ، لأب صالح محب للفقهاء ، وعند قرب وفاته اوصى به وبأخيه الى أحد الفقهاء الصوفية لتربيته ، تلقى الشيخ الغزالي طرفا من العلم في طوس ، ثم ارتحل الى الى نيسابور ، بعد ان سمع بالشيخ الجويني شيخ المدرسة النظامية ، وإمام الشافعية ، فدرس على يديه وتأثر به ، وفي عام 478 هـ بعد وفاة شيخه ترك نيسابور الى بغداد وانظم الى مجالس العلماء لدى الوزير نظام الملك ، فأعجب به وأسند اليه التدريس في المدرسة النظامية ببغداد عام 484 ، وبعد اربع سنوات هجر التدريس واعتزل الحياة وقصد الحج ثم توجه الى الشام واعتكف في الجامع الاموي واشتغل بالتاليف ، وبعد عشر سنوات من الاعتكاف عاد الى بغداد وأقام بها مجلسا للوعظ ثم تركها الى طوس ، وابتنى خانقاه الى جوار بيته ، واشتغل بالتأليف والتعليم والعباده حتى توفي عام 505 هـ عن أربعة وخمسين عاما .
مؤلفات الغزالي وبيئته العلمية :
الغزالي من اعلام القرن الخامس الهجري ، هذا القرن الذي شهد ذروة الاختلاف بين الطوائف الاسلامية خاصة السنة والشيعة ، أي بين الدولتين العباسية في بغداد ، والفاطمية في في القاهرة ، كذلك الصراع داخل المذاهب السنية ذاتها ،كما ظهرت تيارات فكرية متأثرة بالمعارف اليونانية والفارسية والهندية ، تمثلت في المذاهب الفلسفية .( الخطيب 1421هـ ،308)
هذه البيئة تركت علامات في فكر ونتاج الشيخ الغزالي الفكري ، خاصة مع اضمحلال دور الخلافة العباسية وضعفها ، فانكب الشيخ الغزالي على القراءة والبحث والتأليف فألف ما يزيد من سبعين مؤلفا في علوم الدين والفلسفة ، ومن أشهر مؤلفاته : "ميزان العمل " ورسالة " أيها الولد " و "احياء علوم الدين " وفاتحة العلوم" و " الرسالة اللدنية " ( الغامدي ، 1418هـ ، 123)
الفكر التربوي عند أبي حامد الغزالي:
حفلت كتب الامام الغزالي بالأفكار والتوجيهات التربوية ، خاصة في كتابيه ، الإحياء ، ورسالة ايها الولد ، وكما درجت العادة في هذا البحث سوف تتم مناقشة أفكار الشيخ الغزالي على شكل نقاط منتقاة فيما يلي :
أولا :
تقسيم العلوم : (المرصفي والمرزوقي ،1410،138-141)
1-العلم الذي هو فرض عين عند الغزالي ينقسم الى قسمين : علم معاملة وعلم مكاشفة ، وهذا العلم العيني هو علم المعاملة ، وعلم المعاملة مكلف به المسلم العاقل ، وهو ثلاثة أقسام : اعتقاد وفعل وترك ، ومثال هذا العلم ، تعلم الشهادتين وفهم معناهما.
2- العلم الذي هو فرض كفاية ، والشيخ هنا قسمها الى : علوم شرعية ، والتي مصدرها الأنبياء والمرسلين ، والقسم الثاني : العلوم غير الشرعية ، وهي ثلاثة اقسام : محمودة مثل الطب وعلم الحساب ، ومذمومة كعلم السحر والشعوذة،ومباحة كالعلم بالاشعار ونوادر الأخبار.
كما قسم العلوم المحمودة أيضا الى أربعة انواع :
الأصول : وهي أربعة ، كتاب الله تعالى ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وإجماع الأمة ، وآثار الصحابة
الفروع : وهي العلوم المستنبطة من الأصول ليس لفظا بل بالمعنى الذي تستنبطه العقول .
المقدمات : وهي العلوم التي تعد كالآلة لفهم علم الكتاب والسنة ، مثل علم اللغة والنحو .
المتممات : مثل علم القراءات ، ومخارج الحروف والتفسير والناسخ والمنسوخ .
ثانيا : آداب المعلم والمتعلم :
تحدث كثير من المفكرين التربويين عن آداب طالب العلم ، وآداب المعلم ، ولكن الغزالي انفرد بتبيان آداب المتعلم بصورة أكثر تفصيلا ، وأدق فكرا ، ومن هذه الآداب :
1- نبه الغزالي الى ضرورة صحبة المتعلم للعالم ، لان التعليم اقتداء ، والمعلم يهذب اتجاهات التلميذ وينقيها من آثار التربية الأولى الخاطئة .
2- حدد عشر خصال على طالب العلم ان يتمسك بها ومنها :
3- عدم التكبر على المعلم ، والتخفف من علائق الدنيا ، وأن يبتعد عن مواطن الاختلاف في بداية طلبه للعلم ، ان يراعي الترتيب في تعلم العلوم ويبتديء بالأهم .
4- قدم ظائف للمعلم ، ومنها :
أن يكون المعلم محبا شغوفا بالمتعلمين ، ان يقتدي بصاحب الشرع صلى الله عليه وسلم ، ان لا يعنف طالب العلم ، ان لا يقبح العلوم الأخرى ، أن يستمر المعلم في تطوير قدراته .
ثالثا : تربية الطفل عند الغزالي
اهتم الغزالي بتعليم الصبيان وتربيتهم ، وبدأ من الحضانة فدعى الى ان تتولى حضانته وارضاعه المرأة المتدينة ، وهنا ملخص لآرائه في تربية الطفل:
- دعوة المدرسين الى دراسة مراحل النمو لدى الأطفال .
- التدرج في تعليم الأطفال
- الإكثار من ضرب الأمثلة الحسية للأطفال
- عدم التمادي في عقاب الطفل .
- شغل وقت الفراغ .
هذ ما تيسر والله سبحانه أعلم وأحكم ، وصلى الله على محمد وآله وسلم
-------------------------------------------
المراجع
------
عبدالرحمن بن عبدالخالق الغامدي ، مدخل الى التربية الاسلامية ، الرياض ، دار الخريجي ، 1418 هـ
توفيق الطويل ، في تراثنا العربي والاسلامي ، الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون ، سلسلة عالم المعرفة (87) ،1985
محمد لبيب النجيحي ، مقدمة في فلسفة التربية ، القاهرة ، مكتبة الانجلومصرية ، 1967
طه جابر فياض ، علم أصول الفقه - نشأته وتاريخه وتدوينه ، مجلة المسلم المعاصر عدد14 ، 1984
علي سامي النشار ، مناهج البحث عند مفكري الاسلام ، القاهرة ، دار المعرفة ، 1965
أبوعلي أحمد بن محمد مسكويه ، الحكمة الخالدة ، تحقيق عبدالرحمن بدوي ، بيروت ، دار الاندلس ، 1980
ياقوت الحموي ، معجم الأدباء ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، ج2
دي بور ، تاريخ الفلسفة في الاسلام ،ط5، ترجمة محمد ابو ريده ، القاهرة ، دار النهضة العربية ، 1981
سيد صبحي ، الإنسان وصحته النفسية ، القاهرة ، المؤلف ، 1407 هـ
عبدالرحمن النقيب ، التربية الإسلامية رسالة ..ومسيرة ، القاهرة ، الفكر العربي ، بدون
أحمد فؤاد الأهواني ، التربية في الاسلام ، القاهرة ، دار المعارف ، 1980
سعيد اسماعيل علي ، اتجاهات الفكر التربوي الاسلامي ، القاهرة ، دار الفكر العربي ، 1412
عبدالرحمن بدوي ، تاريخ التصوف الاسلامي ، الكويت ، وكالة المطبوعات ، 1975
محمد المرصفي وآمال المرزوقي ، التربية الاسلامية وأشهر المربين ، ، ، 1410
جلال الدين السيوطي ، طبقات الحفاظ ، القاهرة ، دار الفكر العربي
عبدالغني عبود ،التربية في القرن الرابع الهجري ، القاهرة ، دار الفكر العربي ، 1982
محمد شحات الخطيب وآخرون ، أصول التربية الاسلامية ، ط 2، الرياض ، دار الخريجي ، 1421 هـ
ماجد عرسان الكيلاني ، الفكر التربوي عند بن تيمية ، المدينة المنورة ،دار التراث ، 1407
قاسم غني ، تاريخ التصوف في الاسلام ، ترجمة صادق نشأت ، القاهرة ، النهضة المصرية ، 1972
محمد المرصفي وآمال المرزوقي ، التربية الاسلامية وأشهر المربين المسلمين ، المنصورة ، مطابع الوفاء ،1989
*************************************
اتجاهات الفكر التربوي الاسلامي في العصرالعباسي
بحث مقدم لمقرر الفكر التربوي الاسلامي
استاذ المقرر د . عبدالرحمن بن عبدالخالق الغامدي
اعداد الطالب عبدالله حمد العباد 1424 هـ
من أعلام الفكر الفلسفي :
أحمد بن يعقوب بن مسكويه
- حياته:
هو أحمد بن محمد بن يعقوب الملقب مسكويه، ويطلق عليه اسم أبي علي الخازن، ولقب بالخازن، لأنه كان خازناً للكتب عند الملك عضد الدولة بن بويه الذي حكم من سنة 367 إلى 372هـ.
وكان مسكويه أثيراً عنده، ومقرباً إليه. ولد في الريِّ ((ويرجع مرجليوث أنه ولد في سنة 320هـ تقريباً، إن لم يكن قبل ذلك. (بدوي، 1980 ،21).
وعمر الرجل طويلاً، ومات في أصفهان عام 421هـ (1030)م وكان مسكويه معاصراً لابن سينا.
هذا ويلاحظ أن ابن مسكويه قد تعرض للنقد من أبي حيان التوحيدي في كتاب (( الإقناع والمؤانسة ))، فقال عنه أنه قصير الباع في الفلسفة النظرية لانشغاله عن تحصيلها بالاهتمام بالكيمياء وانشغاله بخدمة الحاكم بخزانة كتبه، ومع ذلك فقد قال عنه إنه ذكي، حسن الشعر، نقي اللفظ.
وذكر يا قوت الحموي أن منصور الثعالبي قال عنه: إنه كان في الذروة العليا من الفضل والأدب، والبلاغة، والشعر (الحموي، ج2، 3). وكتب مسكويه في العديد من المجالات، فكتب في الطب والتاريخ والأخلاق، وعلم النفس. وكانت له أيضاً مشاركة في العلوم اللغوية والأدبية والعلوم القديمة.
ولعل هذا التنوع هو السبب الذي من أجله يعتبر كثير من الكتاب ابن مسكويه من الرعيل الأول بين أدباء العصر الموسوعيين.
ولقد تأثر بن مسكويه في كتاباته بآراء الفلاسفة اليونانيين، أمثال: أفلاطون، وأرسطو وجالينوس وغيرهم من الفلاسفة اليونانيين، والأفلاطونية الجديدة. وترجع شهرة مسكويه في الأغلب إلى مذهبه الفلسفي في الأخلاق، وهو، كما يقول دي بور، ((مزيج من آراء أفلاطون، وأرسطو، وجالينوس، ومن أحكام الشريعة الإسلامية، غير أن نزعة أرسطو غالبة عليه)) (دي بور، 1981، 239).
وهنا يتضح أن بن مسكويه قد أسهم بدرجة كبيرة في الفكر الفلسفي الإسلامي..
ابن مسكويه .. وآراؤه النفسية والتربوية :
اشتهر مسكويه بكتاباته في الأخلاق، ومن أشهر كتبه كتاب ((تهذيب الأخلاق)) الذي اهتم فيه بالنفس وما يتعلق بها من عوامل فيرى ((أن النفس وإن كانت تأخذ كثيراً من مبادئ العلوم عن الحواس فلها من نفسها مبادئ أخرى وأفعال لا تأخذها عن الحواس، وهي المبادئ الشريفة العالية التي تبنى عليها القياسات الصحيحة. (صبحي، 1407، 145).
والمدقق لما سبق، يتضح له أن ابن مسكويه يرى أنه إذا كانت الحواس تدرك المحسوسات فقط، فإن النفس تدرك أسباب الاتفاقات والاختلافات التي تأتي من المحسوسات وهي على حد تعبيره ((معقولاتها)) التي تستعين عليها بشيء من الجسم. ومن رأيه أن النفس العاقلة فينا هي بمثابة المجهر الذي يستدرك شيئاً كثيراً من خطأ الحواس في مبادئ أفعالها .. ويضيف في تعريفه للنفس بقوله: ((فالنفس ليست بجسم ولا بجزء من جسم ولا حال من أحوال الجسم، وإنها شيء آخر مفارق للجسم بجوهره وأحكامه وخواصه وأفعاله)) (ابن مسكويه، 1985، 4).
ولم يكتف ابن مسكويه بهذا التحديد الدقيق لتعريف النفس ولكنه أضاف إضافة عميقة لم يسبقه إليها عالم من علماء النفس منذ أن بدأ العلم في الظهور ومنذ أن بدأ في تقديم "نظرياته التي ذاع صيتها وانتشرت شهرتها..فيقول :(ابن مسكويه، 10).
إن النفس تشتاق إلى أفعالها الخاصة بها، وتلك هي فضيلة النفس وبحسب طلب الإنسان لهذه الفضيلة وحرصه عليها يكون فضله، وهذا الفضل يزداد ويتزايد بحسب عناية الإنسان بنفسه وانصرافه عن الأمور العائقة له والتي ترتبط بجهده وطاقاته، وما يتطلبه البدن من إشباع حسي وغريزي .. فالفضائل لا تحصل لنا إلا بعد أن تطهر نفوسنا من الرذائل التي هي أضدادها وشهواتها الرديئة الجسمانية ونزواتها الفاحشة البهيمية".
كما يلاحظ أن ابن مسكويه حرص على أن يكون الإنسان متنبهاً لهذه الشهوات، ومن خلال تمسكه وحرصه على الخيرات، ورأى أن الواجب الذي لا مريه منه أن نحرص على الخيرات التي هي كمالا لنا والتي من أجلها خلقنا ونجتهد في الوصول إلى الانتهاء إليها، ونتجنب الشرور التي تعوقنا على فعل الخير.
ويقسم ابن مسكويه النفس إلى ثلاثة قوى كما يلي:(النقيب، 193).
_ ((القوة الناطقة)) التي يكون بها الفكر والتمييز والنظر في حقائق الأمور، و((القوة الغضبية)) التي يكون بها الغضب والنجدة والإقدام على الأهوال والشوق إلى التسلط والترفع وضروب الكرامات، و ((القوة الشهوية)) التي يكون بها الشهوة وطلب الغذاء والشوق إلى الملاذ في المشاكل والمشارب والمناكح وضروب اللذات الحسية.
ولكل قوة من هذه القوة فضيلة خاصة بها. فالقوة الناطقة فضيلتها الحكمة، والقوة الغضبية فضيلتها الشجاعة، والقوة الشهوية وفضيلتها العفة.
- واهتم الكندي بالتربية والتأديب، وفي هذا الصدد يذكر الأهواني أن طريقة التأديب إذا وقع من الصبي مخالفات هي التغافل أولاً، ثم التوبيخ، ثم الضرب، ((لأنك إن عودته التوبيخ والمكاشفة حملته على الوقاحة)) ويُمدح بكل ما يظهر منه من خلق جميل.
- ومن رأي مسكويه أن يُمنع الصبي من النوم الكثير، وذلك لأنه – أي كثرة النوم – يقبحه ويغلط ذهنه، ولا يتعود النوم بالنهار ألبته، ويُعود الحركة والمشي والرياضة. (الأهواني، 229).
فالغاية من هذه الآداب كلها هي أن يتعود الخشونة ويصلب بدنه، ولتعود الخشونة والرجولة فيرى أنه:
((ينبغي إذا ضربه المعلم ألا يصرخ ولا يتشفع بأحد، فإن هذا فعل المماليك، ومن هو خوار ضعيف)) (الأهواني، 228).
- ومن رأي مسكويه أن الصبي يؤذن لـه في بعض الأوقات أن يلعب لعباً جميلاً.
وعلى أية حال فإن آراء ابن مسكويه كثيرة ومتعددة وفي أكثر من مجال، فله آراء في النفس وقواها، كما سبق وبينا، وفي نظرية المعرفة، وفي الأحلام والرؤيا الصادقة والنبوة، وفي العادة ومفهومها وفي الإخلاص، وفي تأديب الأحداث والصبيان ، وفي الأمراض النفسية وعلاجها.
رابعا :الاتجاه الصوفي :-
هل كان الاتجاه الصوفي ردة فعل للتفريط في حياة الترف والنعيم الذي ساد في مجتمعات المسلمين ، ام انه اتجاه طبيعي مضاد لانتشار الفكر الكلامي ومن بعده الفلسفي ، اللذان أعرضا عن اعتبار الوجدان والعاطفة والحب مصدراً للوصول إلي المعرفة بالله واليقين بوجوده ، وهو الأمر الذي وجده المتصوفه الطريق السالك للوصول إلى الله سبحانه وتعالي .
في الواقع أن كلا الأمرين – كما قرر الدكتور الغامدي (ص 122) كانا أساسا لظهور الاتجاه الصوفي وقد بدأت طلائع هذا الاتجاه في ظاهرة مدرسة الزهد التي مثلها الفضيل بين عياض ، وعبدالله بن المبارك ، وإبراهيم بن ادهم ، وبشير الحافي ويعتبر المحاسبي (ت243هـ) أول من أرسى أسس الفكر التربوي للمدرسة الصوفية في كتابة "" الرعاية "" وكان لتطبيق أفكار المحاسبي أثر في ظهور عدد من المدارس الصوفية مثل ( المدرسة الجنيدية – والمدرسة النورية – والمدرسة النيسابورية ) ( الكيلاتي – 48)
والحديث هنا عن نشأة المدارس الصوفية يجب أن يأخذنا إلى الوجه المشرق النير للتصوف إذ هو النقاء بعينه ، فلم تخرج أراؤهم آنذاك عن تعاليم ومقاصد الشريعة ، وقد علق ابن تيمية في فتاواه في كتاب التصوف على ممارسات المتصوفة في تلك الفترة بقوله ( .. وهم يسيرون بالصوفي إلى معنى الصديق وأفضل الخلق بعد الأنبياء الصديقون .. كما قال تعالي :"" أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا "" ) ( ابن تيمية ، الفتاوىج11 ، 6-16 )
لكن المؤثرات الثقافية والاجتماعية عملت عملها في تلك المدارس ، إذ أن فشل التكامل والتضامن بين المدارس الفقهية والتربوية المختلفة وبين المدارس الصوفية جعل هذه الأخيرة تنقطع عن ما تميزت به مدرسة الفقهاء والمحدثين من ضوابط في العقيدة والسلوك ، الأمر الذي مهد لظهور اتجاهات الحلول وشطحات الدروشة والطرق .
ولذلك بدأ الخلاف واشتد بين الصوفية والفقهاء في النصف الثالث من ق الثالث بعد أن تطرقوا إلى مسائل في صميم الدين وقد سيق أمام القضاء بعض غلاء المتصوفة مثل ذو النون المصري ، والحلاج .
وقد بلغت أزمة المتصوفة ذروتها بمحنة غلام الخليل ( سنة 262هـ ) والتي اتهم فيها سبعين من الصوفية من بينهم الجنيد شيخ الطائفة ببغداد ، وقد حوكموا وسجنوأ ، ولكن الغزالي بحكمته وقوة إيمانه وذكائه استطاع أن يبذل الجهد في إصلاح المدرسة الصوفية وردها إلي أصولها السابقة ، إلا أن الصوفية الذين مزجوا مسائل الكلام والفلسفة اللاهويته بالتصوف زادوا الطين بله ، حيث كانت لهم مذاهب في الاتحاد والحلول مما رآه فقهاء الإسلام منافياً للإسلام مؤدياً للكفر ، فزادت الخصومه بين الفريقين خاصة في القرن السابع الهجري ، وكان من اشهر خصومهم أبن تيمية .( توفيق الطويل ، ص 182 )
المنهج العلمي عند الاتجاه الصوفي :-
يمكن بسط هذا المنهج من خلال مجموعة من النقاط على النحو التالي :-
أولاً : تعتبر المعرفة أو ( العرفان ) من أهم المسائل الصوفية بل الهدف الأصلي والغرض الأساسي للتصوف ، ولذا فإن موضوع المعرفة عند الصوفية يعتبرها العارفون طريق الوصول إلى المعرفة التامة ( فإذا استنار الطالب بهذه المعرفة أصبح مرآة تتجلي فيها المعارف الإلهية) .
وقد اعتمد الصوفية على مجموعة من المفاهيم ورددوها في كتبهم مثل :-القلب : وهو قسمين ، الأول هو هذا العضو الواقع في الجانب الأيسر من الصدر وخواصة تذكرها علوم الطب والتشريح وهذا القسم ليس للمتصوف به صلة .
أما الثاني : فهو "" اللطيفة الروحانية "" وهي عبارة عن حقيقة الإنسان وهذا القلب هو الذي يكون عالماً ومدركاً وعارفاً ومعافياً ... الخ
ومن المفاهيم أيضاً : الروح ، وهو جزء من القدرة الإلهية ووجودها في البدن هو هبوط ، فإذا أرادت أن تحيا الحياة التي تليق بها فعليها أن تعرف ذلك الكون الذي تنتمي إليه في الأصل ( قاسم غني، 589) .
ومن المفاهيم كذلك النفس وتطلق على معنيين : الأول قوة الغضب والشهوة ، والثاني هو : اللطيفة الإلهية .
ثانياً : اشترط الصوفيون على طالب العلم والطريق الصوفي ضرورة التأدب بشيخ يسترشد به ويبصره بعيوبه ، وهذا الشيخ بالنسبة للمريد يمثل القوة العليا المهيمنة عليه التي تكبح جماحه .
وعلاقة المريد بالشيخ علاقة الجزء بالكل ، فالمريد جزء من الشيخ كما الولد جزء من أبيه .
ثالثاً : تقييد حرية المتعلم والمعلم ، إذا يعتبر الجبر هو النزعة المسيطرة على مختلف فرق التصوف فمالعلوم التي يبدأ بها المتعلم ، وما الوسيلة للتعلم وما محتوى كل مرحلة من التعليم وأي الكتب يتم اختيارها ... الخ هذه الأمور ليس للمتعلم حرية الاختيار منها، وينطلقون من أن التوحيد الحق هو الذي لا يثبت فيه الإنسان لنفسه أي استغلال أو اختيار وان الاستناد إلي الأسباب ما هو إلا صورة من صور الشرك .
من أعلام الاتجاه الصوفي :
حجة الاسلام (ابو حامد الغزالي )
هو حجة الاسلام محمد بن احمد الطوسي الغزالي ،ينسب الى القرية التي ولد فيها وهي غزالة بجوار مدينة طوس بخراسان في بلاد فارس ، وهو من أشهر علماء الاسلام ومن أكبر مفكريه ، ولذا سمي بحجة الاسلام ، ولد عام 450 للهجرة ، لأب صالح محب للفقهاء ، وعند قرب وفاته اوصى به وبأخيه الى أحد الفقهاء الصوفية لتربيته ، تلقى الشيخ الغزالي طرفا من العلم في طوس ، ثم ارتحل الى الى نيسابور ، بعد ان سمع بالشيخ الجويني شيخ المدرسة النظامية ، وإمام الشافعية ، فدرس على يديه وتأثر به ، وفي عام 478 هـ بعد وفاة شيخه ترك نيسابور الى بغداد وانظم الى مجالس العلماء لدى الوزير نظام الملك ، فأعجب به وأسند اليه التدريس في المدرسة النظامية ببغداد عام 484 ، وبعد اربع سنوات هجر التدريس واعتزل الحياة وقصد الحج ثم توجه الى الشام واعتكف في الجامع الاموي واشتغل بالتاليف ، وبعد عشر سنوات من الاعتكاف عاد الى بغداد وأقام بها مجلسا للوعظ ثم تركها الى طوس ، وابتنى خانقاه الى جوار بيته ، واشتغل بالتأليف والتعليم والعباده حتى توفي عام 505 هـ عن أربعة وخمسين عاما .
مؤلفات الغزالي وبيئته العلمية :
الغزالي من اعلام القرن الخامس الهجري ، هذا القرن الذي شهد ذروة الاختلاف بين الطوائف الاسلامية خاصة السنة والشيعة ، أي بين الدولتين العباسية في بغداد ، والفاطمية في في القاهرة ، كذلك الصراع داخل المذاهب السنية ذاتها ،كما ظهرت تيارات فكرية متأثرة بالمعارف اليونانية والفارسية والهندية ، تمثلت في المذاهب الفلسفية .( الخطيب 1421هـ ،308)
هذه البيئة تركت علامات في فكر ونتاج الشيخ الغزالي الفكري ، خاصة مع اضمحلال دور الخلافة العباسية وضعفها ، فانكب الشيخ الغزالي على القراءة والبحث والتأليف فألف ما يزيد من سبعين مؤلفا في علوم الدين والفلسفة ، ومن أشهر مؤلفاته : "ميزان العمل " ورسالة " أيها الولد " و "احياء علوم الدين " وفاتحة العلوم" و " الرسالة اللدنية " ( الغامدي ، 1418هـ ، 123)
الفكر التربوي عند أبي حامد الغزالي:
حفلت كتب الامام الغزالي بالأفكار والتوجيهات التربوية ، خاصة في كتابيه ، الإحياء ، ورسالة ايها الولد ، وكما درجت العادة في هذا البحث سوف تتم مناقشة أفكار الشيخ الغزالي على شكل نقاط منتقاة فيما يلي :
أولا :
تقسيم العلوم : (المرصفي والمرزوقي ،1410،138-141)
1-العلم الذي هو فرض عين عند الغزالي ينقسم الى قسمين : علم معاملة وعلم مكاشفة ، وهذا العلم العيني هو علم المعاملة ، وعلم المعاملة مكلف به المسلم العاقل ، وهو ثلاثة أقسام : اعتقاد وفعل وترك ، ومثال هذا العلم ، تعلم الشهادتين وفهم معناهما.
2- العلم الذي هو فرض كفاية ، والشيخ هنا قسمها الى : علوم شرعية ، والتي مصدرها الأنبياء والمرسلين ، والقسم الثاني : العلوم غير الشرعية ، وهي ثلاثة اقسام : محمودة مثل الطب وعلم الحساب ، ومذمومة كعلم السحر والشعوذة،ومباحة كالعلم بالاشعار ونوادر الأخبار.
كما قسم العلوم المحمودة أيضا الى أربعة انواع :
الأصول : وهي أربعة ، كتاب الله تعالى ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وإجماع الأمة ، وآثار الصحابة
الفروع : وهي العلوم المستنبطة من الأصول ليس لفظا بل بالمعنى الذي تستنبطه العقول .
المقدمات : وهي العلوم التي تعد كالآلة لفهم علم الكتاب والسنة ، مثل علم اللغة والنحو .
المتممات : مثل علم القراءات ، ومخارج الحروف والتفسير والناسخ والمنسوخ .
ثانيا : آداب المعلم والمتعلم :
تحدث كثير من المفكرين التربويين عن آداب طالب العلم ، وآداب المعلم ، ولكن الغزالي انفرد بتبيان آداب المتعلم بصورة أكثر تفصيلا ، وأدق فكرا ، ومن هذه الآداب :
1- نبه الغزالي الى ضرورة صحبة المتعلم للعالم ، لان التعليم اقتداء ، والمعلم يهذب اتجاهات التلميذ وينقيها من آثار التربية الأولى الخاطئة .
2- حدد عشر خصال على طالب العلم ان يتمسك بها ومنها :
3- عدم التكبر على المعلم ، والتخفف من علائق الدنيا ، وأن يبتعد عن مواطن الاختلاف في بداية طلبه للعلم ، ان يراعي الترتيب في تعلم العلوم ويبتديء بالأهم .
4- قدم ظائف للمعلم ، ومنها :
أن يكون المعلم محبا شغوفا بالمتعلمين ، ان يقتدي بصاحب الشرع صلى الله عليه وسلم ، ان لا يعنف طالب العلم ، ان لا يقبح العلوم الأخرى ، أن يستمر المعلم في تطوير قدراته .
ثالثا : تربية الطفل عند الغزالي
اهتم الغزالي بتعليم الصبيان وتربيتهم ، وبدأ من الحضانة فدعى الى ان تتولى حضانته وارضاعه المرأة المتدينة ، وهنا ملخص لآرائه في تربية الطفل:
- دعوة المدرسين الى دراسة مراحل النمو لدى الأطفال .
- التدرج في تعليم الأطفال
- الإكثار من ضرب الأمثلة الحسية للأطفال
- عدم التمادي في عقاب الطفل .
- شغل وقت الفراغ .
هذ ما تيسر والله سبحانه أعلم وأحكم ، وصلى الله على محمد وآله وسلم
-------------------------------------------
المراجع
------
عبدالرحمن بن عبدالخالق الغامدي ، مدخل الى التربية الاسلامية ، الرياض ، دار الخريجي ، 1418 هـ
توفيق الطويل ، في تراثنا العربي والاسلامي ، الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون ، سلسلة عالم المعرفة (87) ،1985
محمد لبيب النجيحي ، مقدمة في فلسفة التربية ، القاهرة ، مكتبة الانجلومصرية ، 1967
طه جابر فياض ، علم أصول الفقه - نشأته وتاريخه وتدوينه ، مجلة المسلم المعاصر عدد14 ، 1984
علي سامي النشار ، مناهج البحث عند مفكري الاسلام ، القاهرة ، دار المعرفة ، 1965
أبوعلي أحمد بن محمد مسكويه ، الحكمة الخالدة ، تحقيق عبدالرحمن بدوي ، بيروت ، دار الاندلس ، 1980
ياقوت الحموي ، معجم الأدباء ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، ج2
دي بور ، تاريخ الفلسفة في الاسلام ،ط5، ترجمة محمد ابو ريده ، القاهرة ، دار النهضة العربية ، 1981
سيد صبحي ، الإنسان وصحته النفسية ، القاهرة ، المؤلف ، 1407 هـ
عبدالرحمن النقيب ، التربية الإسلامية رسالة ..ومسيرة ، القاهرة ، الفكر العربي ، بدون
أحمد فؤاد الأهواني ، التربية في الاسلام ، القاهرة ، دار المعارف ، 1980
سعيد اسماعيل علي ، اتجاهات الفكر التربوي الاسلامي ، القاهرة ، دار الفكر العربي ، 1412
عبدالرحمن بدوي ، تاريخ التصوف الاسلامي ، الكويت ، وكالة المطبوعات ، 1975
محمد المرصفي وآمال المرزوقي ، التربية الاسلامية وأشهر المربين ، ، ، 1410
جلال الدين السيوطي ، طبقات الحفاظ ، القاهرة ، دار الفكر العربي
عبدالغني عبود ،التربية في القرن الرابع الهجري ، القاهرة ، دار الفكر العربي ، 1982
محمد شحات الخطيب وآخرون ، أصول التربية الاسلامية ، ط 2، الرياض ، دار الخريجي ، 1421 هـ
ماجد عرسان الكيلاني ، الفكر التربوي عند بن تيمية ، المدينة المنورة ،دار التراث ، 1407
قاسم غني ، تاريخ التصوف في الاسلام ، ترجمة صادق نشأت ، القاهرة ، النهضة المصرية ، 1972
محمد المرصفي وآمال المرزوقي ، التربية الاسلامية وأشهر المربين المسلمين ، المنصورة ، مطابع الوفاء ،1989
*************************************
اتجاهات الفكر التربوي الاسلامي في العصرالعباسي
بحث مقدم لمقرر الفكر التربوي الاسلامي
استاذ المقرر د . عبدالرحمن بن عبدالخالق الغامدي
اعداد الطالب عبدالله حمد العباد 1424 هـ
عبد المؤمن- مشرف
- تاريخ التسجيل : 06/11/2010
عدد المساهمات : 200
نقاط : 431
تاريخ الميلاد : 12/09/1986
الجنس :
المهنة :
رد: اعتمد فلاسفة الاسلام على المنهج التجريبي
العفواااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
:o
:o
عبد المؤمن- مشرف
- تاريخ التسجيل : 06/11/2010
عدد المساهمات : 200
نقاط : 431
تاريخ الميلاد : 12/09/1986
الجنس :
المهنة :
مواضيع مماثلة
» المنهج التاريخي
» نقد المنهج العلمي
» المنهج المسحي
» فلاسفة عصر التنوير في اوربا ـ عما نؤيل كنت (الجزء الثاني والاخير) ..أ.د.عبد الجبار منديل
» الفرق بين المذهب التجريبي و المذهب العقلي
» نقد المنهج العلمي
» المنهج المسحي
» فلاسفة عصر التنوير في اوربا ـ عما نؤيل كنت (الجزء الثاني والاخير) ..أ.د.عبد الجبار منديل
» الفرق بين المذهب التجريبي و المذهب العقلي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 3 نوفمبر 2023 - 1:47 من طرف alkhaimadz
» اخراج_القضيب_بعد_القذف_خطأ_كبير
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:51 من طرف nahla
» عدد مرات الجماع في أيام التبويض
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:48 من طرف nahla
» كيفية التعامل مع الزوج المشغول ؟
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:44 من طرف nahla
» عوامل يجب أخذها في الإعتبار قبل الموافقة علي الزواج
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:41 من طرف nahla
» ما يجب أن تقوليه لحماتك وما لا يجب أن تقوليه ؟
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:36 من طرف nahla
» #التقبيل???? و #المداعبة????????
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:34 من طرف nahla
» داء الأمم
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:23 من طرف nahla
» عَجَبًا لأمْر المؤمِن - عَجِبْتُ لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:23 من طرف nahla
» علمتني أذكار النوم
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:21 من طرف nahla
» كيف تجعليه يرغب فيكي ويشتاق إليكي ؟ 18 طريقة فعالة
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:20 من طرف nahla
» أغبى البنات
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:17 من طرف nahla
» أمثال عن المرأة
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:15 من طرف nahla
» مسائل في القَضاء والقَدَر
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:00 من طرف nahla
» له الْمُلْك
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 16:59 من طرف nahla
» الوَدُود سبحانه وتعالى
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 16:58 من طرف nahla
» أربع أمنيات لأربع نساء أوربيات
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:44 من طرف nahla
» نصيحة من عند وحدة مجربة
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:42 من طرف nahla
» نصيحة من اخت لاخت
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:41 من طرف nahla
» وضع المنشورات المتعلقة بالنساء في القسم المخصص لذلك
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:40 من طرف nahla