دخول
بحـث
المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
المواضيع الأكثر شعبية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
imad | ||||
bird1of1peace | ||||
إيمان | ||||
وردة الرمال | ||||
alkhaimadz | ||||
عبد المؤمن | ||||
randa | ||||
شهرزاد | ||||
تمكين للتدريب والاستشارات | ||||
Soleil Aseel |
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
إعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
ماذا نفعل بعد رمضان؟
صفحة 1 من اصل 1
ماذا نفعل بعد رمضان؟
ماذا نفعل بعد رمضان؟
الجمعة 16 أوت 2013 الشيخ بشير شارف*
kaheel7.com
لقد مضى رمضان وانسلخ، وجاء زمن ما بعد رمضان، فماذا نفعل بعد رمضان؟ سؤال ينقدح في ذهن كلّ مسلم بعد رمضان، فماذا نفعل بعد رمضان؟
إنّكم إن قضيتم رمضان تتقلّبون في نعيم العبادات، ورياض الطّاعات، وأقبلتم على كتاب اللّه، وعظّمتم محارم اللّه، فاعلموا أنّ المؤمن مأمور بدوام العبادة إلى حلول الأجل ونهاية العُمر، قال المسيح عيسى عليه السّلام وهو في المهد مخبِرًا عن ربّه تعالى: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} مريم:31، فأخبر بوصية اللّه تعالى له بالدّوام على الصّلاة والزّكاة ما دام حيًّا، ووصايا اللّه تعالى لأنبيائه عليهم السّلام هي وصايا للبشر جميعًا؛ لأنّ الأنبياء عليهم السّلام هم رسل اللّه تعالى إلى البشر، وقد خاطب اللّه تعالى نبيّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم بمثل هذا فقال: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ} الحجر:99، وخطاب اللّه لنبيّه خطاب للمؤمنين حتّى يدل دليل الخصوصية، فلا يحول بين العبد وبين العمل الصّالح إلاّ الموت؛ لأنّ الدّنيا ميدان عمل الآخرة، فاجعلوا عباد اللّه أعمارَكم كرمضان، محافظة على الفرائض، وإكثارًا من النّوافل، وإمساكًا عن الآثام، وعملاً بالأخلاق الحِسان، وكونوا ربّانيين تعبدون اللّه تعالى في كلّ حين، ولا تكونوا موسميين لا تعرفونه إلاّ في المواسم.
إنّ رمضان كان موسمًا لعبادات متنوعة، وقد مضى بما أودعه العباد فيه من أعمال، وكما أنّ اللّه تعالى قد شرع الفرائض ومواسمها، فإنّه سبحانه قد دلّ العباد على ما يعملونه عقب انتهائها، ومن ذلك: إكمال نَقصها، وترقيع خُروقها، والخوف من ردّها، واستئناف عبادات أخرى. أمّا إكمال نقصها وترقيع خروقها فيكون بالاستغفار، وهو العمل الّذي أمرنا به ربّنا سبحانه عقب العبادات كالوضوء والصّلاة وغيرها، وقد لزم الاستغفار الصّالحون حتّى ذِكرهم اللّه تعالى وأثنى به عليهم، فقد كانوا يتهجّدون باللّيل، ثمّ يشتغلون بالاستغفار بعد التهجّد، قال تعالى: {كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} الذّاريات:17-18، وفي ختام مناسك الحجّ أمر اللّه عباده بالاستغفار فقال: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللّه إِنَّ اللّه غَفُورٌ رَحِيمٌ} البقرة:199، وأمر سبحانه وتعالى بالاستغفار مع الأمر بالاستقامة وهي لازمة على الدوام، {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ} فصِّلت:6؛ فالاستغفار عقب العبادات مشروع، ذلك لأنّ العامل والمجتهدَ يقع في نقصٍ يحتاج إلى إكمال، كما يقع منه تخريق للعبادة يحتاج إلى ترقيع.
بل إنّ المؤمن مأمور في ختام حياته الدّنيوية بالإكثار من الاستغفار، كما أمر بذلك النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا اقترب أجله، قال تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} النَّصر:3، فكان صلّى اللّه عليه وسلّم عقب نزول هذه الآية المُخبرة بدنو أجله يُكثـر من الاستغفار في ركوعه وسجوده وفي كلّ أحيانه؛ كما قالت عَائِشَةَ رضي اللّه عنها: ”كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يُكْثِـرُ أَنْ يَقُولَ في رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبْحَانَكَ اللّهمّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللّهمّ اغْفِرْ لي” رواه الشيخان.
ماذا نفعل بعد رمضان؟
ما نفعله بعد رمضان هو أن يُلازمُنا خوف من ردّ العمل وعدم قبوله، لا أن يُصيبنا غرورٌ بما عمِلناه، يدل على هذا قول اللّه تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} المؤمنون:60، سألت عائشة رضي اللّه عنها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن هذه الآية فقالت: يا رَسُولَ اللّه، هو الّذي يَسْرِقُ ويزني وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ وهو يَخَافُ اللّه؟ قال: ”لاَ يا بِنْتَ أَبِى بَكْرٍ، وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ يَصُومُ ويصلّي وَيَتَصَدَّقُ وهو يَخَافُ أَنْ لا يُقْبَلَ منه” رواه أحمد.
ماذا نفعل بعد رمضان عباد اللّه؟
ما نفعله بعد رمضان هو استئناف عمل صالح جديد عقب الفريضة، دلّ على ذلك قول اللّه تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} الشّرح:8، فالفراغ إمّا أن يكون من فرائض الدّين، فلينصب العبد في النّوافل عقبها، أو يكونَ الفراغ من واجبات الدّنيا بعد إنجازها، فينصب المرء في أعمال الآخرة، بحيث لا يكون في فراغٍ البَتة، بل هو في عبادة دائمة؛ فإن كان في عمل الدّنيا فهو يعمل ليَعِفّ نفسه، ويُنفق على أهل بيته، ويَنفع بعمله المسلمين، وهو مأجور على نيته تلك، فإذا فرغ من هذا العمل الدّنيوي نصَب في العمل للآخرة، وادخار الثّواب للدّار الباقية، إنّ هذه قاعدة ربّانية ترسم للمسلم منهجه، وتدلّه على طريقه، وتُثبت أنّه لا فراغ لديه؛ فحياته للّه تعالى، ومماته للّه تعالى، يعيش في سبيله سبحانه، ويموت في سبيله عزّ وجلّ، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للّه رَبِّ العَالَمِينَ* لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ} الأنعام:163.
ومن رحمة اللّه تعالى بالمؤمن أنَّ أزمان اللّهو المُباح كما في الأعياد، وأوقاتَ الاستجمام مع الأهل والعيال، هي عبادات أذن اللّه تعالى بها، ومن أهدافها بيان سَعَة الإسلام، وتنشيط المؤمن لأداء عبادات أخرى؛ فإنّ العبد إن أخذ نفسه بالشّدّة على الدّوام أصابه السَأَمُ والمَلل؛ ولذا كانت الأعياد بعد مواسم العبادات من التوسعة المشروعة، وقد أقرّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لعب الحبشة بالحراب في يوم العيد، وقال صلّى اللّه عليه وسلّم: ”لِتَعْلَمَ اليهود أنَّ في دِينِنَا فُسْحَةً إنّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ” رواه أحمد.
wassitalkhir.com
kafilelyatim.org
الجمعة 16 أوت 2013 الشيخ بشير شارف*
kaheel7.com
لقد مضى رمضان وانسلخ، وجاء زمن ما بعد رمضان، فماذا نفعل بعد رمضان؟ سؤال ينقدح في ذهن كلّ مسلم بعد رمضان، فماذا نفعل بعد رمضان؟
إنّكم إن قضيتم رمضان تتقلّبون في نعيم العبادات، ورياض الطّاعات، وأقبلتم على كتاب اللّه، وعظّمتم محارم اللّه، فاعلموا أنّ المؤمن مأمور بدوام العبادة إلى حلول الأجل ونهاية العُمر، قال المسيح عيسى عليه السّلام وهو في المهد مخبِرًا عن ربّه تعالى: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} مريم:31، فأخبر بوصية اللّه تعالى له بالدّوام على الصّلاة والزّكاة ما دام حيًّا، ووصايا اللّه تعالى لأنبيائه عليهم السّلام هي وصايا للبشر جميعًا؛ لأنّ الأنبياء عليهم السّلام هم رسل اللّه تعالى إلى البشر، وقد خاطب اللّه تعالى نبيّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم بمثل هذا فقال: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ} الحجر:99، وخطاب اللّه لنبيّه خطاب للمؤمنين حتّى يدل دليل الخصوصية، فلا يحول بين العبد وبين العمل الصّالح إلاّ الموت؛ لأنّ الدّنيا ميدان عمل الآخرة، فاجعلوا عباد اللّه أعمارَكم كرمضان، محافظة على الفرائض، وإكثارًا من النّوافل، وإمساكًا عن الآثام، وعملاً بالأخلاق الحِسان، وكونوا ربّانيين تعبدون اللّه تعالى في كلّ حين، ولا تكونوا موسميين لا تعرفونه إلاّ في المواسم.
إنّ رمضان كان موسمًا لعبادات متنوعة، وقد مضى بما أودعه العباد فيه من أعمال، وكما أنّ اللّه تعالى قد شرع الفرائض ومواسمها، فإنّه سبحانه قد دلّ العباد على ما يعملونه عقب انتهائها، ومن ذلك: إكمال نَقصها، وترقيع خُروقها، والخوف من ردّها، واستئناف عبادات أخرى. أمّا إكمال نقصها وترقيع خروقها فيكون بالاستغفار، وهو العمل الّذي أمرنا به ربّنا سبحانه عقب العبادات كالوضوء والصّلاة وغيرها، وقد لزم الاستغفار الصّالحون حتّى ذِكرهم اللّه تعالى وأثنى به عليهم، فقد كانوا يتهجّدون باللّيل، ثمّ يشتغلون بالاستغفار بعد التهجّد، قال تعالى: {كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} الذّاريات:17-18، وفي ختام مناسك الحجّ أمر اللّه عباده بالاستغفار فقال: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللّه إِنَّ اللّه غَفُورٌ رَحِيمٌ} البقرة:199، وأمر سبحانه وتعالى بالاستغفار مع الأمر بالاستقامة وهي لازمة على الدوام، {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ} فصِّلت:6؛ فالاستغفار عقب العبادات مشروع، ذلك لأنّ العامل والمجتهدَ يقع في نقصٍ يحتاج إلى إكمال، كما يقع منه تخريق للعبادة يحتاج إلى ترقيع.
بل إنّ المؤمن مأمور في ختام حياته الدّنيوية بالإكثار من الاستغفار، كما أمر بذلك النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا اقترب أجله، قال تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} النَّصر:3، فكان صلّى اللّه عليه وسلّم عقب نزول هذه الآية المُخبرة بدنو أجله يُكثـر من الاستغفار في ركوعه وسجوده وفي كلّ أحيانه؛ كما قالت عَائِشَةَ رضي اللّه عنها: ”كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يُكْثِـرُ أَنْ يَقُولَ في رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبْحَانَكَ اللّهمّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللّهمّ اغْفِرْ لي” رواه الشيخان.
ماذا نفعل بعد رمضان؟
ما نفعله بعد رمضان هو أن يُلازمُنا خوف من ردّ العمل وعدم قبوله، لا أن يُصيبنا غرورٌ بما عمِلناه، يدل على هذا قول اللّه تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} المؤمنون:60، سألت عائشة رضي اللّه عنها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن هذه الآية فقالت: يا رَسُولَ اللّه، هو الّذي يَسْرِقُ ويزني وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ وهو يَخَافُ اللّه؟ قال: ”لاَ يا بِنْتَ أَبِى بَكْرٍ، وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ يَصُومُ ويصلّي وَيَتَصَدَّقُ وهو يَخَافُ أَنْ لا يُقْبَلَ منه” رواه أحمد.
ماذا نفعل بعد رمضان عباد اللّه؟
ما نفعله بعد رمضان هو استئناف عمل صالح جديد عقب الفريضة، دلّ على ذلك قول اللّه تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} الشّرح:8، فالفراغ إمّا أن يكون من فرائض الدّين، فلينصب العبد في النّوافل عقبها، أو يكونَ الفراغ من واجبات الدّنيا بعد إنجازها، فينصب المرء في أعمال الآخرة، بحيث لا يكون في فراغٍ البَتة، بل هو في عبادة دائمة؛ فإن كان في عمل الدّنيا فهو يعمل ليَعِفّ نفسه، ويُنفق على أهل بيته، ويَنفع بعمله المسلمين، وهو مأجور على نيته تلك، فإذا فرغ من هذا العمل الدّنيوي نصَب في العمل للآخرة، وادخار الثّواب للدّار الباقية، إنّ هذه قاعدة ربّانية ترسم للمسلم منهجه، وتدلّه على طريقه، وتُثبت أنّه لا فراغ لديه؛ فحياته للّه تعالى، ومماته للّه تعالى، يعيش في سبيله سبحانه، ويموت في سبيله عزّ وجلّ، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للّه رَبِّ العَالَمِينَ* لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ} الأنعام:163.
ومن رحمة اللّه تعالى بالمؤمن أنَّ أزمان اللّهو المُباح كما في الأعياد، وأوقاتَ الاستجمام مع الأهل والعيال، هي عبادات أذن اللّه تعالى بها، ومن أهدافها بيان سَعَة الإسلام، وتنشيط المؤمن لأداء عبادات أخرى؛ فإنّ العبد إن أخذ نفسه بالشّدّة على الدّوام أصابه السَأَمُ والمَلل؛ ولذا كانت الأعياد بعد مواسم العبادات من التوسعة المشروعة، وقد أقرّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لعب الحبشة بالحراب في يوم العيد، وقال صلّى اللّه عليه وسلّم: ”لِتَعْلَمَ اليهود أنَّ في دِينِنَا فُسْحَةً إنّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ” رواه أحمد.
wassitalkhir.com
kafilelyatim.org
bird1of1peace- نائب المدير العام
- تاريخ التسجيل : 29/06/2011
عدد المساهمات : 708
نقاط : 2120
الجنس :
المهنة :
الثبات على الطّاعة بعد رمضان
الثبات على الطّاعة بعد رمضان
الاثنين 12 أوت 2013 الجزائر: عبد الحكيم ڤماز
kaheel7.com
لا شكّ أنّ المسلم مطالب بالمُداومة على الطّاعات والاستمرار في الحرص على تزكية النّفس، ومن أجل ذلك شُرعت العبادات والطّاعات، وبقدر نصيب العبد من الطّاعات تكون تزكيته لنفسه، وبقدر تفريطه يكون بُعده عن التّزكية.
لقد كان الصّحابة رضوان الله عليهم يجتهدون في إكمال الطّاعات والتّقرّب إلى الله تعالى بإحسان العمل ومداومته، مع خوفهم من عدم القبول، فعن أمّ المؤمنين السيّدة عائشة رضي الله عنها زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قالت: سألتُ رسول الله عن هذه الآية {والّذين يؤتون ما آتوا وقُلوبُهم وَجِلَة} قالت عائشة: هم الّذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: لا يا بنت الصدّيق، ولكنّهم الّذين يصومون ويُصلّون ويتصدّقون وهُم يَخافون أن لا يقبل منهم، أولئك الّذين يُسارعون في الخيرات”.
وللثبات على طاعة الله عزّ وجلّ بعد شهر رمضان الكريم وسائل كثيرة، منها:
الدعاء بالثبات: مِنْ صفات عباد الرّحمن أنّهم يتوجّهون إلى الله بالدعاء أَنْ يثبّتهم على الطّاعة وأَنْ لا يزيغ قلوبهم بعد إذ هداهم، لذا كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يكثر أن يقول: “اللّهمّ يا مُقَلِّبَ القلوب ثَبِّتْ قلبي على دينك، اللّهمّ يا مُصَرِّف القلوب صرّف قلبي إلى طاعتك”.
تنويع الطّاعات والمسارعة إليها: مِنْ رحمة الله عزّ وجلّ بنا أَنْ نَوَّعَ لنا العبادات لتأخذ النّفس بما تستطيع منها، فمنها عبادات بدنية، ومالية وقولية وقلبية، وقد أمر الله عزّ وجلّ بالتّسابق إليها جميعًا، وعدم التّفريط في شيء منها. مصداقًا لقوله تعالى: {وَلَو أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} النّساء:66.
التعلق بالمسجد وأهله: ففي التعلّق بالمسجد وأهله ما يُعين على الثبات على الطّاعات، حيث المحافظة على صلاة الجماعة والصُّحبة الصّالحة ودعاء الملائكة وحلق العلم وتوفيق الله وحفظه ورعايته.
مطالعة قصص الصّالحين: لقد قصّ الله علينا في كتابه قصصًا طيّبة مِنْ أخبار الأنبياء والسّابقين، ولم تذكر للتّسلية والسّمر ولكن لننتفع ونتّعظ بها. ومن منافعها تثبيت قلوب المؤمنين والمؤمنات والطّائعين والطّائعات، قال تعالى: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} هود:120.
التطلع إلى ما عند الله من النّعيم المقيم: إِنَّ اليقين بالمعاد والجزاء يُسَهِّلُ على الإنسان فعل الطّاعات وترك المنكرات، مصداقًا لقوله تعالى: {واسْتَعيُنوا بالصّبر والصّلاة وإنّها لكبيرة إلاّ على الخاشعين * الّذين يظنّون أنّهم ملاقو ربّهم وأنّهم إليه راجعون} البقرة:45-46. وفي حديث يُعلي الهمّة ويحث على صالح العمل والثبات عليه، يذكر لنا الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أدنى أهل الجنّة منزلة، فيقول: “سأل موسى ربّه ما أَدْنَى أهل الجنّة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعدما أُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ فيقال له: ادْخُلِ الْجَنَّةَ، فيقول: أي ربّ: كيف وقد نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل مُلْك مَلِك من ملوك الدّنيا؟ فيقول: رضيت ربّي. فيقول: لك ذلك ومثله ومثله، فقال في الخامسة رضيت ربّي. قال: رَبِّ، فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الّذين أرَدتُ، غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي، وخَتَمْتُ عليها فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ، ولَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ”، قال صلّى الله عليه وسلّم: “وَمِصْدَاقُهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} السجدة:17.
kafilelyatim.org
wassitalkhir.com
الاثنين 12 أوت 2013 الجزائر: عبد الحكيم ڤماز
kaheel7.com
لا شكّ أنّ المسلم مطالب بالمُداومة على الطّاعات والاستمرار في الحرص على تزكية النّفس، ومن أجل ذلك شُرعت العبادات والطّاعات، وبقدر نصيب العبد من الطّاعات تكون تزكيته لنفسه، وبقدر تفريطه يكون بُعده عن التّزكية.
لقد كان الصّحابة رضوان الله عليهم يجتهدون في إكمال الطّاعات والتّقرّب إلى الله تعالى بإحسان العمل ومداومته، مع خوفهم من عدم القبول، فعن أمّ المؤمنين السيّدة عائشة رضي الله عنها زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قالت: سألتُ رسول الله عن هذه الآية {والّذين يؤتون ما آتوا وقُلوبُهم وَجِلَة} قالت عائشة: هم الّذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: لا يا بنت الصدّيق، ولكنّهم الّذين يصومون ويُصلّون ويتصدّقون وهُم يَخافون أن لا يقبل منهم، أولئك الّذين يُسارعون في الخيرات”.
وللثبات على طاعة الله عزّ وجلّ بعد شهر رمضان الكريم وسائل كثيرة، منها:
الدعاء بالثبات: مِنْ صفات عباد الرّحمن أنّهم يتوجّهون إلى الله بالدعاء أَنْ يثبّتهم على الطّاعة وأَنْ لا يزيغ قلوبهم بعد إذ هداهم، لذا كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يكثر أن يقول: “اللّهمّ يا مُقَلِّبَ القلوب ثَبِّتْ قلبي على دينك، اللّهمّ يا مُصَرِّف القلوب صرّف قلبي إلى طاعتك”.
تنويع الطّاعات والمسارعة إليها: مِنْ رحمة الله عزّ وجلّ بنا أَنْ نَوَّعَ لنا العبادات لتأخذ النّفس بما تستطيع منها، فمنها عبادات بدنية، ومالية وقولية وقلبية، وقد أمر الله عزّ وجلّ بالتّسابق إليها جميعًا، وعدم التّفريط في شيء منها. مصداقًا لقوله تعالى: {وَلَو أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} النّساء:66.
التعلق بالمسجد وأهله: ففي التعلّق بالمسجد وأهله ما يُعين على الثبات على الطّاعات، حيث المحافظة على صلاة الجماعة والصُّحبة الصّالحة ودعاء الملائكة وحلق العلم وتوفيق الله وحفظه ورعايته.
مطالعة قصص الصّالحين: لقد قصّ الله علينا في كتابه قصصًا طيّبة مِنْ أخبار الأنبياء والسّابقين، ولم تذكر للتّسلية والسّمر ولكن لننتفع ونتّعظ بها. ومن منافعها تثبيت قلوب المؤمنين والمؤمنات والطّائعين والطّائعات، قال تعالى: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} هود:120.
التطلع إلى ما عند الله من النّعيم المقيم: إِنَّ اليقين بالمعاد والجزاء يُسَهِّلُ على الإنسان فعل الطّاعات وترك المنكرات، مصداقًا لقوله تعالى: {واسْتَعيُنوا بالصّبر والصّلاة وإنّها لكبيرة إلاّ على الخاشعين * الّذين يظنّون أنّهم ملاقو ربّهم وأنّهم إليه راجعون} البقرة:45-46. وفي حديث يُعلي الهمّة ويحث على صالح العمل والثبات عليه، يذكر لنا الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أدنى أهل الجنّة منزلة، فيقول: “سأل موسى ربّه ما أَدْنَى أهل الجنّة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعدما أُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ فيقال له: ادْخُلِ الْجَنَّةَ، فيقول: أي ربّ: كيف وقد نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل مُلْك مَلِك من ملوك الدّنيا؟ فيقول: رضيت ربّي. فيقول: لك ذلك ومثله ومثله، فقال في الخامسة رضيت ربّي. قال: رَبِّ، فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الّذين أرَدتُ، غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي، وخَتَمْتُ عليها فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ، ولَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ”، قال صلّى الله عليه وسلّم: “وَمِصْدَاقُهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} السجدة:17.
kafilelyatim.org
wassitalkhir.com
bird1of1peace- نائب المدير العام
- تاريخ التسجيل : 29/06/2011
عدد المساهمات : 708
نقاط : 2120
الجنس :
المهنة :
مواضيع مماثلة
» ماذا بعد الحج؟
» ماذا اعددت لرمضان
» ماذا اعددت لرمضان
» ماذا اعددت لرمضان
» .......ماذا قالو عن فلسطين........
» ماذا اعددت لرمضان
» ماذا اعددت لرمضان
» ماذا اعددت لرمضان
» .......ماذا قالو عن فلسطين........
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 3 نوفمبر 2023 - 1:47 من طرف alkhaimadz
» اخراج_القضيب_بعد_القذف_خطأ_كبير
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:51 من طرف nahla
» عدد مرات الجماع في أيام التبويض
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:48 من طرف nahla
» كيفية التعامل مع الزوج المشغول ؟
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:44 من طرف nahla
» عوامل يجب أخذها في الإعتبار قبل الموافقة علي الزواج
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:41 من طرف nahla
» ما يجب أن تقوليه لحماتك وما لا يجب أن تقوليه ؟
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:36 من طرف nahla
» #التقبيل???? و #المداعبة????????
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:34 من طرف nahla
» داء الأمم
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:23 من طرف nahla
» عَجَبًا لأمْر المؤمِن - عَجِبْتُ لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:23 من طرف nahla
» علمتني أذكار النوم
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:21 من طرف nahla
» كيف تجعليه يرغب فيكي ويشتاق إليكي ؟ 18 طريقة فعالة
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:20 من طرف nahla
» أغبى البنات
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:17 من طرف nahla
» أمثال عن المرأة
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:15 من طرف nahla
» مسائل في القَضاء والقَدَر
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:00 من طرف nahla
» له الْمُلْك
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 16:59 من طرف nahla
» الوَدُود سبحانه وتعالى
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 16:58 من طرف nahla
» أربع أمنيات لأربع نساء أوربيات
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:44 من طرف nahla
» نصيحة من عند وحدة مجربة
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:42 من طرف nahla
» نصيحة من اخت لاخت
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:41 من طرف nahla
» وضع المنشورات المتعلقة بالنساء في القسم المخصص لذلك
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:40 من طرف nahla