دخول
بحـث
المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
المواضيع الأكثر شعبية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
imad | ||||
bird1of1peace | ||||
إيمان | ||||
وردة الرمال | ||||
alkhaimadz | ||||
عبد المؤمن | ||||
randa | ||||
شهرزاد | ||||
تمكين للتدريب والاستشارات | ||||
Soleil Aseel |
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
إعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
الفكر الاجتماعي في العصر الحديث
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الفكر الاجتماعي في العصر الحديث
الفكر الاجتماعي في العصر الحديث
مدرسة فلسفة طبيعة الوعي الذاتي والفكر السياسي يوسف حجازي
كان سقراط ( 470 ق م – 389 ق م ) هو الفيلسوف الأول الذي انزل الفلسفة من السماء إلى الأرض ، والفيلسوف الأول الذي استخدم فن الحوار في النقاش ، والفيلسوف الأول الذي عبر عن علم النفس الاجتماعي الذي يهتم بدراسة الظواهر النفسية لدى الإنسان والتي تتكون من قسمين ، القسم الأول وهو الظواهر الشعورية مثل التذكر والتفكر والتخيل والتصور ، والقسم الثاني وهو الظواهر اللاشعورية التي لا بشعر بها الإنسان ولكنها تؤثر في سلوكه وتشكل القسم الأكبر من حياته النفسية ، حيث كان الاتجاه الفلسفي قبل سقراط يهتم اهتماما شديدا بالعوالم الخارجية إلى أن جاء سقراط الذي اتجه بالفلسفة نحو البحث في أعماق النفس البشرية واتخذ من الإنسان وطبائعه وغرائزه مادة أساسية في دروسه وحواراته وتعاليمه ، وقد تمثل ذلك في حكمته المشهورة اعرف نفسك التي كتبت على معبد دلفي الذي يقع على المنحدرات الجنوبية لجبال بارناسوس في مقاطعة فوكس ويعتبره اليونانيون مركز الأرض ، وهو مزار ديني يحتوي على الهيكل الرئيسي لأبوللو ومدرج للألعاب الرياضية ومسرح ، وكان على كل من يريد الدخول إلى هذا المعبد أن يتطهر أولا في الينبوع المقدس وأن يسير في الطريق المقدس الذي تحف به التماثيل ، كما عبر عن علم النفس الاجتماعي أفلاطون تلميذ سقراط ( 427 ق م – 327 ق م ) في كتابه الجمهورية حيث اعتبر النفس شيء غير مادي ومستقل عن الجسد ولكنها تحل فيه خلال الحياة ، وان هذه النفس هي مصدر السلوك الإنساني ولذلك قسمها إلى ثلاثة أقسام ولكل قسم فضيلة خاصة ، النفس العاقلة ومقرها الرأس ومهمتها الخير وفضيلتها الحكمة ، والنفس الغاضبة ومقرها الصدر ومهمتها تحقيق الخير وفضيلتها الشجاعة ، والنفس الشهوانية ومقرها البطن وفضيلتها العفة ، والإنسان الحكيم هو الذي يلتزم الاعتدال ويحرص عل تحقيق الانسجام بين هذه الفضائل الثلاثة بحيث لا تطغي واحدة على أخرى ، وقد سمى هذا الانسجام بين الفضائل الثلاثة بالعدالة ، وكذلك تلميذ أفلاطون أرسطو ( 384 ق م – 322 ق م ) الذي وضع دراسة النفس في المقام الأول لأنها كما يقول صورة الكائن الحي التي يحيا بها ويحس بها ويفكر بها ويتحرك بها في المكان ، وهي صورة الكائن الحي التي لا يمكن لها أن تمارس وظائفها بدون الجسد ، ولذلك هي صورة الجسد ولا يمكن أن تنفصل عنه ، كما انه لا يمكن تصور نفس بلا جسد ، والعلاقة بين النفس والجسد ليست علاقة ميكانيكية ولكنها علاقة كل شيء بوظيفته ، ولذلك قال ( أن ملكات النفس من إحساس وحس مشترك تفنى بفناء الجسم وذلك عكس العقل الفاعل الذي لا يهلك وهو أزلي أبدي لا أول له ولا نهاية له لأنه جاء من خارج الجسم إلى الجسم ويفارق الجسم عند الموت ، لأنه جاء من الله لأن الله هو العقل المطلق ) لكن الفيلسوف الذي استطاع أن يحقق الاستغلال المنهجي لعلم النفس الاجتماعي هو الفيلسوف الألماني وولف وذلك في كتابه السيكولوجية النجريبية في عام 1732 وكتابه السيكولوجية العقلية في عام 1734 حيث قسم قوى الإدراك الإنساني إلى قوى عقلية عليا ومجال عملها المنطق الذي ينشد كمال المعرفة العقلية ، وقوى حسية دنيا ومجال عملها الجمال الذي ينشد كمال المعرفة الحسية ، لكن الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت ( 1596 ق م – 1650 ق م ) كان أول من وضع الإطار الفلسفي للعلوم الطبيعية ، وأول من اخترع الهندسة التحليلية ، وأول من وصف الكون المادي من حيث المادة والحركة ، وأول من طبق منهج الشك الميتافيزيقي ، وقواعد منهج الشك الميتافيزيقي العملية التي يجب إتباعها في الوصول إلى العلم اليقيني وهي قاعدة الوضوح والتمييز أي أن لا نقبل إلا الأفكار الواضحة الذي لا يطالها الشك ، وقاعدة التقسيم أي تقسيم المشكلة إلى وحدات صغيرة ، وقاعدة التنظيم والتركيب أي البدء بأبسط الوحدات وأسهلها معرفة ، وقاعدة الإحصاء والمراجعة أي فحص الحدود الوسطى واستعراض عناصر المشكلة حتى لا ننسى أي عنصر ، وكان ديكارت يسمى بالثنوي لأنه كان يقول أن العالم يتشكل من عنصرين وهما المادة والروح ، فالمادة هي الكون المادي الذي تعتبر أجسادنا جزء منه ، والروح هي العقل الإنساني الذي يتفاعل مع الجسم ولكنه من حيث المبدأ يستطيع أن يوجد بدونه ، كما كان ديكارت هو أول من استشعر أهمية الذات الفردية والوعي الفردي وجعله أساس الفلسفة كما تعبر مقولة الكوجيتو ( أنا اشك إذن أنا موجود ) لكن الفلاسفة الألمان وخاصة ايمانويل كانت ونيتشه وهوسرل وهايدجر رفضوا الموقف الديكارتي ، وقال هايدجر أن الانطولوجيا الغربية ( علم الوجود والبحث فيه ) ارتكبت خطأ كبيرا عندما نظرت إلى الوجود على انه كيان موضوعي مفارق للذات ، وهو ما أدى إلى فصل الذات عن الطبيعة ، واعتبار الذات مركزا للكون ، وقد كان هذا للأسف هو ما ترافق مع البدايات الأولى للفكر الامبريالي ، ويؤسس هايدجر نقده للكوجيتو( أنا اشك إذن أنا موجود ) والثنائية الديكارتية ( وتعني إمكانية آن تكون عبارة صحيحة وخاطئة في نفس الوقت بسبب طبيعتها المتناقضة ) والمنهج الابستمولوجي ( نظرية المعرفة ) على أساس أن وجود الإنسان متميز عن وجود الأشياء الأخرى ، لأن الإنسان ليس جوهر ثابت ولكنه دائم التغيير من إنسان إلى أخر ، وهو مشروع مستمر أمام احتمالية التغيير والحوار مع العالم ، ولم يقتصر الرفض للموقف الديكارتي على الألمان ولكن الفرنسيين أيضا رفضوا هذا الموقف وقد كتب جان فرنسوا روفيل كتابا بعنوان ( ديكارت المتقلب الانتهازي وغير المفيد ) قال فيه أن فلسفة ديكارت كانت السبب في انتشار العقلية المتحجرة المتعصبة المستعلية لدى الفرنسيين والتي أدت إلى عزلة فرنسا عن الحضارة والتطور الغربي ، كما كتب الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي كتابا بعنوان الإرهاب الغربي قال فيه أن ديكارت هو المؤسس الأول للعقل الاستبدادي الغربي ، لكن العقلانية في الفلسفة لم تبدأ مع ديكارت ولكنها تيار فلسقي قديم ترجع جذوره إلى الحضارات الشرقية القديمة في العراق ومصر والهند واليونان والحضارة الإسلامية ، وقد سعى الفلاسفة المسلمون وخاصة الكندي والفارابي وابن سينا إلى التوفيق بين الدين الإسلامي والعقلانية اليونانية ، وفي العصور الوسطى كانت العقلانية تتحرك داخل الدين وتتخذ من العقائد الدينية مسلمات مطلقة حتى أصبح العقل أداة للدين وخادما للاهوت المسيحي الأرثوذكسي اليوناني والكاثوليكي الروماني ، وأصبح الفلاسفة اللاهوتيون وخاصة الأب أوغسطين (354 –430 ) وهو من أصل امازيغي ولد في مدينة تفاست ( مدينة سوق اهراس الحالية في شرق الجزائر ) والأب انسلم الكانتربري (1033– 1109 ) والأب توما الكويني ( 1225 – 1247 ) يوظفون الفكر الفلسفي في تبرير العقائد المسيحية ، وفي العصر الحديث جاء ديكارت أبو العقلانية الذي يسميه الفرنسيون وكثير من الفلاسفة غير الفرنسيون لأنه انطلق من الفكر العقلاني الخالص كمقدمة استنبط منها الحقائق اليقينية ، وسبينوزا ( 1632 – 1677 ) الذي قال في كتابه رسالة إلى اللاهوت والسياسية أن حرية التفلسف لا تمثل أي خطر على الدين والدولة ولكن القضاء على التفلسف هو الذي يقضي على الدولة والتقوى في نفس الوقت ، ولذلك تبنى مذهب وحدة الوجود وقال أن الله والطبيعة شيء واحد ، كما انه تبنى موقف توماس هوبز ( 1588 – 1679 ) في نظرية الخوف والتعاقد الاجتماعي وفي أن الناس قبل نشأة المجتمعات كانوا يعيشون في فوضى وبلا نظام أو قانون وأنهم لجئوا إلى العيش في مجتمعات مدنية تحكمها حكومات معينة حتى تحميهم من الفوضى وشريعة الغاب ، ولكنه اختلف مع توماس هوبز في موضوع السياسة والدولة لأن توماس هوبز كان يرى أن الدولة كل شيء ولا حقيقة إلا ما تراه الدولة ولا حق إلا ما تراه الدولة ، وأن قيمة أي عمل من الأعمال يجب أن تقاس على ضوء ما تقرصه الدولة من قانون ، لأنها كما وصفها التنين الجبار تبتلع في جوفها كل الأفراد بحيث تنمحي شخصياتهم وإراداتهم أمام شخصيتها وإرادتها ، لكن موقف سبينوزا من الدولة كان مخالفا لرأي هوبز فهو يرى أن هدف الدولة هو تحقيق الحرية والكمال ولكن شرط أن يكون مجال العمل أمامها حرا طليقا ، وليس مهم كيف يكون شكل هذه الدولة أو لون هذه الدولة التي تحقق ذلك أو شكل النظام الذي يسود هذه الدولة أو لون النظام الذي يسود هذه الدولة ، ديمقراطية أو ارستقراطية أو أي لون أخر ، وذلك إلى جانب عدد من تلاميذ ديكارت مثل نيقولا مالبرانش الاوراتوري نسبة إلى ملك الرهبنة الاوراتوري ( 1638 – 1715 ) تلميذ ديكارت الذي ترتبط أخلاقه بمجموع فلسفته التي تدور حول فكرة أن توقفنا على الله توقف كلي وشامل ، ولذلك كان يريد أن يبرهن بالعقل على المذهب الكاثوليكي ، وأن الله هو الطاقة الكلية في الكون ، وهو القوة الوحيدة ، وكل ما يتحرك وبفكر إنما يفعل هذا لأن القوة الإلهية تعمل من خلال العمليات المادية البدنية أو العقلية ، والحركة هي الله يعمل في أشكال مادية ، والتفكير هو الله يفكر في داخلنا ، وارنولد جولينكس ( 1669 – 1724 ) الذي مهد الطريق أمام مالبرانش وسبينوزا وليبنيز لأنه كان ينكر التفاعل بين الجسم المادي والعقل وبين العقل والجسم المادي ، وقال أنه إذا كان يبدوا أن هناك تفاعلا بين المادة والعقل أو بين العقل والمادة أو أن احدهما يؤثر في الأخر فما ذلك إلا لأن الله خلق الحقيقة في مجريين متميزين للأحداث ، المجرى المادي والمجرى العقلي ، وأن تزامن المجريين المادي والعقلي أشبه بتزامن ساعتي حائط تدقان الساعات في نفس الوقت وفي نفس السرعة ، ولكنهما منفصلتين الواحدة عن الأخرى ولا يجمعهما إلا أنهما من مصدر واحد الذكاء هو الذي وضعهما وهو الذي بدأهما ، وهذا المصدر هو الله وهو المصدر الوحيد لكل من سلسلتي الأسباب والنتائج المادية والعقلية ، وهكذا تكون الحالة العقلية مجرد فرصة مناسبة للحركة المادية الناشئة ظاهريا وليس السبب لهذه الحركة ، والحركة المادية عملا أو إحساسا هي فرصة الحالة العقلية لهذه الحركة وليست السبب لهذه الحركة ، والله في كل حالة هو المصدر الوحيد للأسباب والنتائج المادية والعقلية ، وذلك بالإضافة إلى غيرهم من تلاميذ ديكارت ، والفيلسوف الألماني جونفريد ولهلم ليبنيز ( 1646 – 1716 ) الذي كان يرفع الإيمان فوق العقل ويؤمن بالتوافق التام بين الحقيقة الدينية والحقيقة العقلية وأن لا مجال للتناقض بينهما فهما حقيقة واحدة وأسلوبان ، أسلوب التوصل إلى الحقيقة الدينية هو الوحي الخارق للأساليب الطبيعة ، وأسلوب التوصل للحقيقة العقلية هو الاكتساب العقلي المؤسس على طريقة طبيعية ، ومن عجائب القدر أن هذا الفيلسوف كان قد وضع خطة لغزو فرنسا لمصر حتى يصرف أنظار الفرنسيين عن غزو ألمانيا ، وهي نفس الخطة التي استخدمها نابليون في غزو مصر بعد أكثر من مائة وعشرون عاما ، وانه أيضا كان قد اكتشف علم التفاضل والتكامل في نفس الوقت مع إسحاق نيوتن دون أن يعلم كل منهما بما يفعل الآخر مما أدى إلى تبادل الاتهامات بينهما بسرقة الفكرة ، وقد كان ليبنيز معجبا اشد الإعجاب بذكاء سبينوزا ولكنه كان يرفض أفكاره في وحدة الوجود لأنها تتناقض مع الديانة المسيحية والديانة اليهودية ، ولأنه كان يعتقد بالوجود الحقيقي للإنسان ، والفيلسوف ديفيد هيوم ( 1711 – 1776 ) الذي كان أول فيلسوف في العصر الحديث يطرح فلسفة طبيعية شاملة ترفض فكرة أن تكون العقول البشرية نسخة مصغرة عن العقل الإلهي ولذلك قال عنه الفيلسوف الألماني ايمانويل كانت ( 1724 – 1804 ) لقد أيقظني هيوم من السبات الدوغماتي ( الدوغماتية هي الاعتقاد المطلق الذي لا يرتبط بالبراهين والمؤشرات ، وهي نسق فكري يرفض الأخر ، وهي كلمة وردت في الفكر المسيحي الكاثوليكي وتعني المبدأ الذي تنسب إليه الصحة المطلقة ) وكان ايمانويل كانت كما كان يسميه الشاعر الساخر هيني الآلة المفكرة صاحب تيار فلسفي يحمل اسمه ويسمى تيار الكانتية وخاصة في المجال النظري الذي يمثله كتابه المشهور ( نقد العقل الخالص ) الذي أرسل نسخة منه إلى صديقه ماركس هرز زميله الميتافيزيقي ليطلع عليه ، إلا أن هرز أعاد الكتاب إلى كانت بعد أن قرأ جزء منه وقال له إنني أخشى على نفسي من الجنون إذا واصلت قراءة كتابك ، وكانت الفلسفة السائدة في أوروبا قبل ايمانويل كانت هي فلسفة عصر التنوير التي تمثلت في فلسفة فولتير وفرانسيس بيكون وسبينوزا والتي انتهت إلى التأييد الكامل للعقل والمذهب المادي ، وكان الدين الذي يتلقى الضربات من هذا العقل الذي يقدس المادة ويعتبرها أساس كل شيء يسأل هل هذا العقل الذي يقدس المادة مطلق الحقيقة ومنزها عن الخطأ أم أنه عضو مثل باقي الأعضاء الإنسانية محدود بحدود لا يستطيع تجاوزها ، وقد كانت الفرصة سانحة لنقد ومحاكمة هذا العقل الذي نصبه فلاسفة التنوير حاكما على كل شيء ، وقد أجاب على هذا السؤال فلاسفة كبار وهم جون لوك ودافيد هيوم وجورج بركلي ، وهم الفلاسفة المثاليون الذين قالوا أن الحقيقة المطلقة كامنة في عالم يتعدى عالم المادة المحسوس ، وهي كامنة في عالم الوعي أو العقل أو الروح ، ولذلك تكون الحقيقة المطلقة حقيقة عقلية أو حقيقة روحانية ، وقال جون لوك ( 1632 – 1704 ) أن العقل عند ولادة الإنسان يكون صفحة بيضاء خالية من كل شيء ومن كل معلومات فطرية غريزية ، وأن جميع المعارف التي تأتي إلى العقل تأتي من التجارب وعن طريق الحواس ، وهكذا يكون العقل صفحة بيضاء يعتمد على ما تزوده به التجارب عن طريق الحواس ، اى أن الحواس والتجارب هي التي تكتب على صفحة العقل البيضاء كل ما فيها من معارف ومعلومات ، وهذا يعني كما يقول لوك أن الأشياء المادية هي التي تؤثر ٍ في حواسنا وأننا لا نعرف شيئا سوى المادة ، وهكذا تكون المادة هي المصدر الوحيد الذي يستمد منه العقل أرائه وأفكاره ، لكن جورج بركلي ( 1684 – 1753 ) كان قد وافق لوك وخالفه في نفس الوقت ، وافقه في أن المعرفة هي نتاج الأفكار ، وخالفه في اعتقاده في انفصال الأفكار عن الأشياء التي تعبر عنها ، وقال أن العالم الطبيعي ليس سوى مجموعة من الأفكار في العقل الإلهي والأرواح الفردية ، في حين أن ديفيد هيوم ( 1711 – 1776 ) كان يرفض وجهة نظر لوك وبركلي التي ترى أن المعرفة هي نتاج خالص للأفكار دون غيرها وقال أن المعرفة تنقسم إلى قسمين ، المعرفة بالعلاقات بين الأفكار وهي معارف الرياضيات والمنطق وتمتاز بالدقة والثبات ولكنها لا تقدم معلومات عن العالم المحسوس ، والمعرفة بحقائق كينونة الأشياء ومصدرها الإدراك الحسي بالحواس الخمسة للأشياء الفيزيقية ، وبعد هذا التطور الذي كان يؤمن بسيادة العقل وحاكميته المطلقة في الحكم على الأمور ، وبعد فلسفة لوك وبركلي وهيوم الذي مهدت الطريق إلى الفلسفة الكانتية ، وجان جاك روسو ( 1712 – 1778 ) الذي قال بضرورة ألا يكون العقل هو المرجع الوحيد في الحكم على الأمور لأنه بناء حديث لجزء ضعيف متقلب خداع ، جاء ايمانويل كانت ليوقظ أوروبا من سباتها العقائدي ويهزها في بديهياتها المنطقية والعقلية ويعيد تشكيل خارطتها الفكرية والسياسية من خلال كتابه نقد العقل الخالص الذي تحدث فيه عن الثورة الفرنسية والذي قال عنه نيتشه أنه ثورة عقلية قضية مسلم بها ، وقال عنه شوبنهور انه أعظم ما أنتجه الأدب الألماني وأن الإنسان يبقى طفلا في معرفته حتى يقرأ ايمانويل كانت ويفهمه ، وقال عنه هيغل لكي يكون الإنسان فيلسوفا لا بد أن يقرأ ايمانويل كانت ، وقد كان ايمانويل كانت وفيخته وشيلنغ وهوسرل قد وصفوا فلسفتهم بالفلسفة المثالية الترانسند نتالية ، وقد كان ايمانويل كانت هو أول من استخدم مصطلح الترنسند نتالية ومصطلح الاستطيقا الترنسند نتالية التي تعني علم قواعد المبادئ القبلية للحساسية ( الزمان والمكان ) ومصطلح المنطق الترنسند نتالي الذي يعني علم الذهن والذي يستبعد كل أشكال المعارف التي تحتوي على مضمون تجريبي لأنه يختص بدراسة قواعد الفكر الخالص للأشياء المستقلة بقبليتها عن الحواس الحسية ، ولذلك قسم ايمانويل كانت العقل إلى قسمين ، عقل فلسفي يدرك العالم الكلي المجرد ، وعقل مشترك يدرك الواقع الجزئي المبطن ، كما قسم المعارف إلى قسمين ، معارف تستمد من التجربة وهي معارف عرضية جزئية تحتمل التعدد والاستثناء ، ومعارف تنبع من العقل وهي معارف ضرورية ومطلقة وشاملة ، ولذلك قال نحن نعيش في عالمين مختلفين ، عالم حسي يخضع للقوانين الطبيعية التي تتحكم فيه وهو عالم إحساساتنا ودوافعنا وميولنا ، وعالم المعقول الذي نعيش فيه بعقولنا ، ولكن طبيعة الإنسان من حيث هو كائن حي حسي عاقل يجمع في شخصه العالمين ، عالم الطبيعة وعالم المعقول ، عالم الطبيعة الحسي الذي ننتمي إليه باعتبارنا كائنات حية حسية تحددها القوانين الطبيعية كما تحدد الأشياء والظواهر الأخرى في عالم الطبيعة ، وعالم المعقول الذي ننتمي إليه باعتبارنا كائنات حية حسية عاقلة ، ولذلك وبسبب هذه الطبيعة المزدوجة للإنسان يقوم الإنسان بتجديد نفسه وتشريع قوانين أفعاله ، وهذا يعني أن يكون الإنسان حرا بمقدار خضوعه لهذه القوانين الذي وضعها هو نفسه لنفسه لأن الحرية ليست إلا الخضوع الإرادي للقانون ، وهكذا يكون الإنسان العاقل هو الغاية في حد ذاته ولا يمكن أن يكون مجرد وسيلة أو أداة في خدمة قانون يفرض عليه من الخارج ، وهكذا أيضا يكون الإنسان هو مصدر القانون الذي يفرضه على نفسه ، فالإرادة الحرة والإرادة الخاضعة لقوانين أخلاقية شيء واحد ، والحرية في رأي ايمانويل كانت لا يمكن أن تتمثل للعيان الحسي كما يتمثل العالم المحسوس ، وهي شأن وجود الله وخلود النفس وكلية الكون لا يقابلها موضوع تجريبي أو عيان حسي أو أي شيء في العالم المحسوس ، ولا يمكن معرفة كنهها وطبيعتها عن طريق المعرفة النظرية لأنها تقع خارج حدود الزمان والمكان وهما الشرط الأول لكل معرفة ممكنة ، ولذلك نحن لا نستطيع بالعقل النظري أن نعرف أي شيء عن طبيعة الحرية أو معرفة أي شيء عن وجود الله أو معرفة أي شيء عن خلود النفس أو معرفة أي شيء عن كلية الكون وأن كان من الواجب علينا أن لا ننكر وجودها وأن نفترضها كأفكار تنظيمية للتجربة ، وخلاصة القول في ذلك أن الإنسان هو الغاية الأخيرة للخليقة من حيث أن حريته التي تتطابق مع القانون غير المشروط ترمي إلى تحقيق الخير الاسمي في الطبيعة والى تحقيق التوافق التام بين الفضيلة والعادة ، ولذلك لا يصح أن نسأل عن الغاية التي يحيا من اجلها الإنسان لأن أخلاقياته هي الهدف الأعلى من وجوده وهي التي تعطيه الحق في أن يجعل غايات سائر غايات الطبيعة خاضعة له ، وفي عام 1784 نشر ايمانويل كانت كتابه ( المبدأ الطبيعي للنظام السياسي ) والمبدأ الطبيعي لأي نظام سياسي كما يراه ايمانويل كانت هو ذلك الصراع المتأصل بين الفرد والمجتمع ، وهو صراع لا بد منه لكل تقدم اجتماعي ، وأن البشر لو كانوا جميعا بشرا اجتماعيا لترهل الإنسان وجمد ، ولذلك لا بد أن يكون هناك مزيجا من الفردية والمنافسة حتى يتمكن الجنس البشري من البقاء والتطور ، ولولا هذه الفردية لعاش البشر في رتابة وقناعة وحب وسلام وفي هذه الحالة سوف تظل مواهبهم محبوسة في نفوسهم إلى الأبد ، وهكذا يرى ايمانويل كانت أن الصراع هو قاعدة النظام السياسي ولكن شرط أن يكون محصورا في نطاق حدود معينة وأن تنظمه العادات والقوانين ، كما يرى انه أصل التقدم الاجتماعي لأن هذه الفردية التي تعني اللااجتماعية هي التي أرغمت البشر على إنشاء اتحاد مدني والانتظام في مجتمع ينظمه القانون وأن يتخلصوا من الحالة الطبيعية وارتباطها الهمجي وان يتعاقدوا على المحافظة على السلام ، وهي نفسها التي أرغمت الشعوب على الارتباط على التعاقد الاجتماعي لصون السلام ، لأن الشعوب تراكم للأفراد ، ولأن هذه الروح الفردية كانت تدفع كل شعب إلى ممارسة حرية مطلقة في علاقاته الخارجية ، وهو ما جعل كل شعب يترقب من كل شعب العدوان ، ولذلك أرغمت هذه الروح الفردية الأفراد على التعاقد الاجتماعي للمحافظة على السلام ، وقد كان ايمانويل كانت يرى أن التاريخ سوف يتجه بالأمم كما اتجه بالأفراد من قبل إلى التخلص من الحالة الطبيعية للمجتمعات الإنسانية والتعاقد على حفظ السلام ووضع حد للمشاكل الدولية وقد قال في ذلك ( أن معني التاريخ وحركة التاريخ هو فرض القيود على المشاحنة والعنف والتوسيع المتزايد والمستمر لمنطقة السلام ) وأخيرا قال في كتاب له نشره في عام 1795 وهو في الحادية والسبعين من عمره وفيه يشكو من أن الحكام لا يملكون المال لإنفاقه على التعليم ، لأنهم رصدوا جميع مواردهم للحرب ، وقال وقد رأى هذه النزعة العسكرية التي كانت تسود أوروبا ، وهذا التوسع الأوروبي في أسيا وإفريقيا والعالم الجديد وما نشأ عنه من صراع على المستعمرات ( أن الشعوب لن تبلغ فعلا المدنية ما لم تسرح جميع الجيوش الدائمة وتلغيها ) وقد كان هذا رأى ايمانويل كانت فيما يجب أن يكون عليه التاريخ ، ولذلك كان رأيه في تفسير تاريخ الجنس البشري يرجع إلى الصراع ولذلك كان يقول ( ويجوز لنا أن نعتبر تاريخ الجنس البشري من حيث هو كل متكامل كتنفيذ لمخطط خفي وضعته الطبيعة صانعة الأشياء وواضعة دستور سياسي كامل داخليا وخارجيا ، ولذلك وبعد موت ايمانويل كانت نقشوا على قبره بحروف من ذهب العبارة الشهيرة التي كتبها كانت في ختام كتابه نقد العقل الخالص ( شيئان يملآن الوجدان بإعجاب وإجلال ، يتجددان ويزدادان على الدوام كلما أمعن الفكر والتأمل فيهما ، السماء ذات النجوم من فوقي والقانون الأخلاقي في صدري ) ولكن هامان ( 1730 – 1788 ) وهو مفكر متصوف كان يؤمن بوحدة الذات والموضوع ويكره التقسيم الثنائي الكانتي للإنسان إلى ذات وموضوع قال أن الإنسان كل واحد ووحدة كاملة لا تتجزأ وهو لا يعيش بعقله كما يقول كانت ولكن بمشاعره وأحاسيسه وخيالاته وأحلامه وأوهامه أيضا ، كما ظهر بعد كانت أيضا مفكران كبيران وهما الشاعر المسرحي شيلر (1759 – 1805 ) الذي تناولت أعماله الشعرية والمسرحية أبعادا سياسية لتلك الفترة الصعبة من تاريخ ألمانيا حيث كانت ألمانيا مقسمة تحت الاحتلال الفرنسي والعالم اللغوي فون همبولت ( 1767 – 1835 ) مؤسس جامعة همبولت وصديق شيلر وغوته ، وقد استفاد كلاهما من كانت كل على طريقته الخاصة ، لكن المفكر جوهان غوتليب فيخته ( 1762 – 1814 ) والذي كان يعتبر واحدا من ابرز الفلاسفة المؤسسين للفلسفة المثالية الألمانية ، والجسر الذي يصل بين فلسفة ايمانويل كانت وهيغل ، والفيلسوف الذي قدم رؤية مختلفة في طبيعة الوعي الذاتي والإدراك الذاتي ، والفيلسوف الذي اختلف مع ايمانويل كانت في موضوع النومين الذي يقول ( إن الأشياء في ذاتها حقيقة ما فوق المعقول ) والفيلسوف الرومانتيكي الوحدوي الذي كان يعتبر أن تنبيه الذات إلى الذات هو بداية كل معرفة ، وذلك في إطار سلسلة من التنبيهات ، الأولى تنبيه الذات إلى الذات ، والثانية تنبيه الذات إلى نقيض الذات ، والثالثة ملاحظة علاقة الذات بنقيض الذات ، وقد اضطر فيخته في شرح نظريته هذه إلى التمسك بأفكار مثالية مثل وحدة العلم والمعلوم ولذلك قال ( أن ما يحد الذات ليس سوى الذات نفسه ) ولذلك أيضا تكون النفس البشرية هي الوسيلة التي تدرك بها الأشياء ، ولكنها لا تستطيع أن تدرك شيئا بدون توعيتها على ذاتها وعلى إمكانياتها ، ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا بمقارنة داخلية بين النفس والخارج ، وقد كتب فيخته في السياسة وقال في مقال له تحت عنوان ملوك أوروبا وأمراؤها يعيدون حرية الفكر الذي نشره بدون توقيع في عام 1793 ( أن الثورة قد تقذف الإنسان إلى الخلف وترده إلى عصر البربرية ولكنها قد تحقق تقدما للبشرية في نصف قرن لا يحققه الإصلاح في ألف عام ) وقد بدأ مقالته هذه بمدح الحكام المتنورين ، وتوجيه اللوم للحكام الذين يعوقون تقدم العقل البشري ، كما انه قال يخاطب قراءه في زمن سيطر فيه الإقطاع على ألمانيا ( لا تكرهوا حكامكم ، بل اكرهوا أنفسكم ، إن احد أهم مصادر بؤسكم هو تقديركم المفرط لهؤلاء الأشخاص الذين ضلت عقولهم لنقص التعليم والانغماس في اللذات والخرافة ، هؤلاء هم الذين يبذلون كل جهدهم لقمع حرية الفكر ، اصرخوا في وجوههم هل تسمحون لأحد أن يسلبكم حرية فكركم ، لقد انتهت عصور الظلام ، عندما يقولون لكم باسم الرب إنكم قطيع من المواشي خلق ليستغل وليخدم حفنة من الأشخاص الفانيين ، ( أي أنهم بشر مثلكم ) بوئوا مكانا عليا ليمتلكوكم وتصبحون ملكا لهم ، لا ، إنكم لستم ملكا لهم ، ولا حتى ملكا للرب ، إنكم ملك أنفسكم ، ستسألون ألان الأمير أو الملك الذي يريد إن يحكمكم بأي حق ستحكمنا ، فان قال بحق الوراثة ، قولوا له كيف حصل جدك الأول مؤسس الأسرة الحاكمة على هذا الحق ، إن الحاكم يستمد سلطانه من الشعب ) وفي مقال له عن تصحيح الأفكار العامة عن الثورة الفرنسية وهو المقال الأكثر راديكالية قال فيه إن المزايا الإقطاعية لا يجب أن تكون متوارثة والأمر نفسه بالنسبة إلى الممتلكات الكنسية ولذلك يمكن تأميمها وفق حاجة الدولة وإرادتها ، وهذا ما فعلته الجمعية الوطنية الفرنسية ، وقد كانت على حق ، أما شيلنغ ( 1775 – 1854 ) الذي كان تلميذا لكانت وفيخته ، والذي كان قد تأثر بالفلسفة الرومانتيكية التي ظهرت في أوروبا كرد فعل على عقلية كانت وعصر التنوير ، والتي اهتمت بالخيال وقالت أن الإنسان يتكون من عقل وخيال ، وأن الخيال هو الذي يدفع الإنسان إلى الإبداع والابتكار ، والفيلسوف سبينوزا الذي اعتمد عليه في بلورة فلسفته ، ولذلك قال بوحدة الوجود أي وحدة الطبيعة ككل بما فيها الإنسان ، وانه لا يوجد شيء خارج الطبيعة ، وإن الطبيعة هي كلية ما هو موجود ، وان هناك انصهار مطلق أي وحدة كاملة بين الإنسان والطبيعة أو بين الروح والمادة ولا يمكن فصل احدهما عن الأخر ، وقد شرح شيلنغ أفكاره هذه في كتابه نظام المثالية في عام 1780 وفي كتابه عرض لفلسفتي الذي استعرض فيه المحاور الرئيسية لفلسفته ، وكيف تتمايز فلسفته عن فلسفة كانت وفيخته وهيغل ، كما نشر كتاب في الفن في عام 1803 وكتاب في البحوث الفلسفة عن جوهر الحرية الإنسانية في عام 1809 ، ولكن لا يمكن استعراض المذاهب الفلسفية بدون دراسة الحركة الفينومينولوجية ( الحركة الطاهرانية ( التطور التاريخي للوعي ) للفيلسوف الألماني ادموند هوسرل ( 1859 – 1938 ) ويقصد بالفينومينولوجيا العلم الذي يكتفي بدراسة الظواهر المتبدية من الشعور دراسة وصفية مع تحليل الشعور وكشف حقيقة أفعال الإدراك ومكوناتها ، وخاصة وأن تلاميذ هوسرل من الفلاسفة الفينومينولوجيين قد لعبوا دورا هاما ومؤثرا في الساحة الفلسفية في القرن العشرين ومنهم ماكس شيلر ومارتن هايدجر وأوديت شتاين في ألمانيا وجان بول سارتر وموريس ميرلو بونتي في فرنس ، وكان الأساس الذي قامت عليه الفلسفة الفينومينولوجية هو إنقاذ العلوم الإنسانية من المنهج الاستقرائي الذي اتخذته العلوم الطبيعية معيارا لها ، وكان هوسرل يرى أن المنهج الاستقرائي الذي كان يعتمده الفلاسفة الانثروبولوجيون والاجتماعيون وخاصة إميل دوركايم وجيمس فريزر واوغست كونت وارنست ماخ لا يصلح أساسا لإقامة العلوم الإنسانية عليه ، لأنه منهج كمي يقيس الظواهر البشرية بنفس المقياس الذي يقيس به الظواهر المادية ، ولذلك قال هوسرل انه من البديهي أن لا يكون الإنسان محدود بدقة كالظاهرة الطبيعية ، لأنه أكثر حرية وحركة وانطلاقة من الظاهرة الطبيعية ، وهذا يعني أن هوسلر كان يشدد على وجود الذاتية كشرط لوجود الموضوع وان الظاهرة هي كل شيء وان الوعي بالظاهرة هو الوعي بالوجود ، ولذلك كان يرى أن مقولة الشيء بذاته تحمل تناقضا منطقيا واضحا ، فان نقول إننا لا نعلم عن الشيء شيئا يعني أننا عرفنا عنه شيئا ووجود المعرفة بالشيء لا يمكن أن تكون عدم معرفة ، وبما إن الظاهرة هي كل ما ينكشف للوعي فإذن هي حجر الأساس في المعرفة ، والوعي نفسه لا بد أن يكون قصديا ويتطلب ذاتا عارفة ، وهذا عكس ما كان يرى ايمانويل كانت الذي كان يرى أن الظاهرة هي كل ما نعيه وهي الشيء بذاته في نفس الوقت .
منقول
مدرسة فلسفة طبيعة الوعي الذاتي والفكر السياسي يوسف حجازي
كان سقراط ( 470 ق م – 389 ق م ) هو الفيلسوف الأول الذي انزل الفلسفة من السماء إلى الأرض ، والفيلسوف الأول الذي استخدم فن الحوار في النقاش ، والفيلسوف الأول الذي عبر عن علم النفس الاجتماعي الذي يهتم بدراسة الظواهر النفسية لدى الإنسان والتي تتكون من قسمين ، القسم الأول وهو الظواهر الشعورية مثل التذكر والتفكر والتخيل والتصور ، والقسم الثاني وهو الظواهر اللاشعورية التي لا بشعر بها الإنسان ولكنها تؤثر في سلوكه وتشكل القسم الأكبر من حياته النفسية ، حيث كان الاتجاه الفلسفي قبل سقراط يهتم اهتماما شديدا بالعوالم الخارجية إلى أن جاء سقراط الذي اتجه بالفلسفة نحو البحث في أعماق النفس البشرية واتخذ من الإنسان وطبائعه وغرائزه مادة أساسية في دروسه وحواراته وتعاليمه ، وقد تمثل ذلك في حكمته المشهورة اعرف نفسك التي كتبت على معبد دلفي الذي يقع على المنحدرات الجنوبية لجبال بارناسوس في مقاطعة فوكس ويعتبره اليونانيون مركز الأرض ، وهو مزار ديني يحتوي على الهيكل الرئيسي لأبوللو ومدرج للألعاب الرياضية ومسرح ، وكان على كل من يريد الدخول إلى هذا المعبد أن يتطهر أولا في الينبوع المقدس وأن يسير في الطريق المقدس الذي تحف به التماثيل ، كما عبر عن علم النفس الاجتماعي أفلاطون تلميذ سقراط ( 427 ق م – 327 ق م ) في كتابه الجمهورية حيث اعتبر النفس شيء غير مادي ومستقل عن الجسد ولكنها تحل فيه خلال الحياة ، وان هذه النفس هي مصدر السلوك الإنساني ولذلك قسمها إلى ثلاثة أقسام ولكل قسم فضيلة خاصة ، النفس العاقلة ومقرها الرأس ومهمتها الخير وفضيلتها الحكمة ، والنفس الغاضبة ومقرها الصدر ومهمتها تحقيق الخير وفضيلتها الشجاعة ، والنفس الشهوانية ومقرها البطن وفضيلتها العفة ، والإنسان الحكيم هو الذي يلتزم الاعتدال ويحرص عل تحقيق الانسجام بين هذه الفضائل الثلاثة بحيث لا تطغي واحدة على أخرى ، وقد سمى هذا الانسجام بين الفضائل الثلاثة بالعدالة ، وكذلك تلميذ أفلاطون أرسطو ( 384 ق م – 322 ق م ) الذي وضع دراسة النفس في المقام الأول لأنها كما يقول صورة الكائن الحي التي يحيا بها ويحس بها ويفكر بها ويتحرك بها في المكان ، وهي صورة الكائن الحي التي لا يمكن لها أن تمارس وظائفها بدون الجسد ، ولذلك هي صورة الجسد ولا يمكن أن تنفصل عنه ، كما انه لا يمكن تصور نفس بلا جسد ، والعلاقة بين النفس والجسد ليست علاقة ميكانيكية ولكنها علاقة كل شيء بوظيفته ، ولذلك قال ( أن ملكات النفس من إحساس وحس مشترك تفنى بفناء الجسم وذلك عكس العقل الفاعل الذي لا يهلك وهو أزلي أبدي لا أول له ولا نهاية له لأنه جاء من خارج الجسم إلى الجسم ويفارق الجسم عند الموت ، لأنه جاء من الله لأن الله هو العقل المطلق ) لكن الفيلسوف الذي استطاع أن يحقق الاستغلال المنهجي لعلم النفس الاجتماعي هو الفيلسوف الألماني وولف وذلك في كتابه السيكولوجية النجريبية في عام 1732 وكتابه السيكولوجية العقلية في عام 1734 حيث قسم قوى الإدراك الإنساني إلى قوى عقلية عليا ومجال عملها المنطق الذي ينشد كمال المعرفة العقلية ، وقوى حسية دنيا ومجال عملها الجمال الذي ينشد كمال المعرفة الحسية ، لكن الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت ( 1596 ق م – 1650 ق م ) كان أول من وضع الإطار الفلسفي للعلوم الطبيعية ، وأول من اخترع الهندسة التحليلية ، وأول من وصف الكون المادي من حيث المادة والحركة ، وأول من طبق منهج الشك الميتافيزيقي ، وقواعد منهج الشك الميتافيزيقي العملية التي يجب إتباعها في الوصول إلى العلم اليقيني وهي قاعدة الوضوح والتمييز أي أن لا نقبل إلا الأفكار الواضحة الذي لا يطالها الشك ، وقاعدة التقسيم أي تقسيم المشكلة إلى وحدات صغيرة ، وقاعدة التنظيم والتركيب أي البدء بأبسط الوحدات وأسهلها معرفة ، وقاعدة الإحصاء والمراجعة أي فحص الحدود الوسطى واستعراض عناصر المشكلة حتى لا ننسى أي عنصر ، وكان ديكارت يسمى بالثنوي لأنه كان يقول أن العالم يتشكل من عنصرين وهما المادة والروح ، فالمادة هي الكون المادي الذي تعتبر أجسادنا جزء منه ، والروح هي العقل الإنساني الذي يتفاعل مع الجسم ولكنه من حيث المبدأ يستطيع أن يوجد بدونه ، كما كان ديكارت هو أول من استشعر أهمية الذات الفردية والوعي الفردي وجعله أساس الفلسفة كما تعبر مقولة الكوجيتو ( أنا اشك إذن أنا موجود ) لكن الفلاسفة الألمان وخاصة ايمانويل كانت ونيتشه وهوسرل وهايدجر رفضوا الموقف الديكارتي ، وقال هايدجر أن الانطولوجيا الغربية ( علم الوجود والبحث فيه ) ارتكبت خطأ كبيرا عندما نظرت إلى الوجود على انه كيان موضوعي مفارق للذات ، وهو ما أدى إلى فصل الذات عن الطبيعة ، واعتبار الذات مركزا للكون ، وقد كان هذا للأسف هو ما ترافق مع البدايات الأولى للفكر الامبريالي ، ويؤسس هايدجر نقده للكوجيتو( أنا اشك إذن أنا موجود ) والثنائية الديكارتية ( وتعني إمكانية آن تكون عبارة صحيحة وخاطئة في نفس الوقت بسبب طبيعتها المتناقضة ) والمنهج الابستمولوجي ( نظرية المعرفة ) على أساس أن وجود الإنسان متميز عن وجود الأشياء الأخرى ، لأن الإنسان ليس جوهر ثابت ولكنه دائم التغيير من إنسان إلى أخر ، وهو مشروع مستمر أمام احتمالية التغيير والحوار مع العالم ، ولم يقتصر الرفض للموقف الديكارتي على الألمان ولكن الفرنسيين أيضا رفضوا هذا الموقف وقد كتب جان فرنسوا روفيل كتابا بعنوان ( ديكارت المتقلب الانتهازي وغير المفيد ) قال فيه أن فلسفة ديكارت كانت السبب في انتشار العقلية المتحجرة المتعصبة المستعلية لدى الفرنسيين والتي أدت إلى عزلة فرنسا عن الحضارة والتطور الغربي ، كما كتب الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي كتابا بعنوان الإرهاب الغربي قال فيه أن ديكارت هو المؤسس الأول للعقل الاستبدادي الغربي ، لكن العقلانية في الفلسفة لم تبدأ مع ديكارت ولكنها تيار فلسقي قديم ترجع جذوره إلى الحضارات الشرقية القديمة في العراق ومصر والهند واليونان والحضارة الإسلامية ، وقد سعى الفلاسفة المسلمون وخاصة الكندي والفارابي وابن سينا إلى التوفيق بين الدين الإسلامي والعقلانية اليونانية ، وفي العصور الوسطى كانت العقلانية تتحرك داخل الدين وتتخذ من العقائد الدينية مسلمات مطلقة حتى أصبح العقل أداة للدين وخادما للاهوت المسيحي الأرثوذكسي اليوناني والكاثوليكي الروماني ، وأصبح الفلاسفة اللاهوتيون وخاصة الأب أوغسطين (354 –430 ) وهو من أصل امازيغي ولد في مدينة تفاست ( مدينة سوق اهراس الحالية في شرق الجزائر ) والأب انسلم الكانتربري (1033– 1109 ) والأب توما الكويني ( 1225 – 1247 ) يوظفون الفكر الفلسفي في تبرير العقائد المسيحية ، وفي العصر الحديث جاء ديكارت أبو العقلانية الذي يسميه الفرنسيون وكثير من الفلاسفة غير الفرنسيون لأنه انطلق من الفكر العقلاني الخالص كمقدمة استنبط منها الحقائق اليقينية ، وسبينوزا ( 1632 – 1677 ) الذي قال في كتابه رسالة إلى اللاهوت والسياسية أن حرية التفلسف لا تمثل أي خطر على الدين والدولة ولكن القضاء على التفلسف هو الذي يقضي على الدولة والتقوى في نفس الوقت ، ولذلك تبنى مذهب وحدة الوجود وقال أن الله والطبيعة شيء واحد ، كما انه تبنى موقف توماس هوبز ( 1588 – 1679 ) في نظرية الخوف والتعاقد الاجتماعي وفي أن الناس قبل نشأة المجتمعات كانوا يعيشون في فوضى وبلا نظام أو قانون وأنهم لجئوا إلى العيش في مجتمعات مدنية تحكمها حكومات معينة حتى تحميهم من الفوضى وشريعة الغاب ، ولكنه اختلف مع توماس هوبز في موضوع السياسة والدولة لأن توماس هوبز كان يرى أن الدولة كل شيء ولا حقيقة إلا ما تراه الدولة ولا حق إلا ما تراه الدولة ، وأن قيمة أي عمل من الأعمال يجب أن تقاس على ضوء ما تقرصه الدولة من قانون ، لأنها كما وصفها التنين الجبار تبتلع في جوفها كل الأفراد بحيث تنمحي شخصياتهم وإراداتهم أمام شخصيتها وإرادتها ، لكن موقف سبينوزا من الدولة كان مخالفا لرأي هوبز فهو يرى أن هدف الدولة هو تحقيق الحرية والكمال ولكن شرط أن يكون مجال العمل أمامها حرا طليقا ، وليس مهم كيف يكون شكل هذه الدولة أو لون هذه الدولة التي تحقق ذلك أو شكل النظام الذي يسود هذه الدولة أو لون النظام الذي يسود هذه الدولة ، ديمقراطية أو ارستقراطية أو أي لون أخر ، وذلك إلى جانب عدد من تلاميذ ديكارت مثل نيقولا مالبرانش الاوراتوري نسبة إلى ملك الرهبنة الاوراتوري ( 1638 – 1715 ) تلميذ ديكارت الذي ترتبط أخلاقه بمجموع فلسفته التي تدور حول فكرة أن توقفنا على الله توقف كلي وشامل ، ولذلك كان يريد أن يبرهن بالعقل على المذهب الكاثوليكي ، وأن الله هو الطاقة الكلية في الكون ، وهو القوة الوحيدة ، وكل ما يتحرك وبفكر إنما يفعل هذا لأن القوة الإلهية تعمل من خلال العمليات المادية البدنية أو العقلية ، والحركة هي الله يعمل في أشكال مادية ، والتفكير هو الله يفكر في داخلنا ، وارنولد جولينكس ( 1669 – 1724 ) الذي مهد الطريق أمام مالبرانش وسبينوزا وليبنيز لأنه كان ينكر التفاعل بين الجسم المادي والعقل وبين العقل والجسم المادي ، وقال أنه إذا كان يبدوا أن هناك تفاعلا بين المادة والعقل أو بين العقل والمادة أو أن احدهما يؤثر في الأخر فما ذلك إلا لأن الله خلق الحقيقة في مجريين متميزين للأحداث ، المجرى المادي والمجرى العقلي ، وأن تزامن المجريين المادي والعقلي أشبه بتزامن ساعتي حائط تدقان الساعات في نفس الوقت وفي نفس السرعة ، ولكنهما منفصلتين الواحدة عن الأخرى ولا يجمعهما إلا أنهما من مصدر واحد الذكاء هو الذي وضعهما وهو الذي بدأهما ، وهذا المصدر هو الله وهو المصدر الوحيد لكل من سلسلتي الأسباب والنتائج المادية والعقلية ، وهكذا تكون الحالة العقلية مجرد فرصة مناسبة للحركة المادية الناشئة ظاهريا وليس السبب لهذه الحركة ، والحركة المادية عملا أو إحساسا هي فرصة الحالة العقلية لهذه الحركة وليست السبب لهذه الحركة ، والله في كل حالة هو المصدر الوحيد للأسباب والنتائج المادية والعقلية ، وذلك بالإضافة إلى غيرهم من تلاميذ ديكارت ، والفيلسوف الألماني جونفريد ولهلم ليبنيز ( 1646 – 1716 ) الذي كان يرفع الإيمان فوق العقل ويؤمن بالتوافق التام بين الحقيقة الدينية والحقيقة العقلية وأن لا مجال للتناقض بينهما فهما حقيقة واحدة وأسلوبان ، أسلوب التوصل إلى الحقيقة الدينية هو الوحي الخارق للأساليب الطبيعة ، وأسلوب التوصل للحقيقة العقلية هو الاكتساب العقلي المؤسس على طريقة طبيعية ، ومن عجائب القدر أن هذا الفيلسوف كان قد وضع خطة لغزو فرنسا لمصر حتى يصرف أنظار الفرنسيين عن غزو ألمانيا ، وهي نفس الخطة التي استخدمها نابليون في غزو مصر بعد أكثر من مائة وعشرون عاما ، وانه أيضا كان قد اكتشف علم التفاضل والتكامل في نفس الوقت مع إسحاق نيوتن دون أن يعلم كل منهما بما يفعل الآخر مما أدى إلى تبادل الاتهامات بينهما بسرقة الفكرة ، وقد كان ليبنيز معجبا اشد الإعجاب بذكاء سبينوزا ولكنه كان يرفض أفكاره في وحدة الوجود لأنها تتناقض مع الديانة المسيحية والديانة اليهودية ، ولأنه كان يعتقد بالوجود الحقيقي للإنسان ، والفيلسوف ديفيد هيوم ( 1711 – 1776 ) الذي كان أول فيلسوف في العصر الحديث يطرح فلسفة طبيعية شاملة ترفض فكرة أن تكون العقول البشرية نسخة مصغرة عن العقل الإلهي ولذلك قال عنه الفيلسوف الألماني ايمانويل كانت ( 1724 – 1804 ) لقد أيقظني هيوم من السبات الدوغماتي ( الدوغماتية هي الاعتقاد المطلق الذي لا يرتبط بالبراهين والمؤشرات ، وهي نسق فكري يرفض الأخر ، وهي كلمة وردت في الفكر المسيحي الكاثوليكي وتعني المبدأ الذي تنسب إليه الصحة المطلقة ) وكان ايمانويل كانت كما كان يسميه الشاعر الساخر هيني الآلة المفكرة صاحب تيار فلسفي يحمل اسمه ويسمى تيار الكانتية وخاصة في المجال النظري الذي يمثله كتابه المشهور ( نقد العقل الخالص ) الذي أرسل نسخة منه إلى صديقه ماركس هرز زميله الميتافيزيقي ليطلع عليه ، إلا أن هرز أعاد الكتاب إلى كانت بعد أن قرأ جزء منه وقال له إنني أخشى على نفسي من الجنون إذا واصلت قراءة كتابك ، وكانت الفلسفة السائدة في أوروبا قبل ايمانويل كانت هي فلسفة عصر التنوير التي تمثلت في فلسفة فولتير وفرانسيس بيكون وسبينوزا والتي انتهت إلى التأييد الكامل للعقل والمذهب المادي ، وكان الدين الذي يتلقى الضربات من هذا العقل الذي يقدس المادة ويعتبرها أساس كل شيء يسأل هل هذا العقل الذي يقدس المادة مطلق الحقيقة ومنزها عن الخطأ أم أنه عضو مثل باقي الأعضاء الإنسانية محدود بحدود لا يستطيع تجاوزها ، وقد كانت الفرصة سانحة لنقد ومحاكمة هذا العقل الذي نصبه فلاسفة التنوير حاكما على كل شيء ، وقد أجاب على هذا السؤال فلاسفة كبار وهم جون لوك ودافيد هيوم وجورج بركلي ، وهم الفلاسفة المثاليون الذين قالوا أن الحقيقة المطلقة كامنة في عالم يتعدى عالم المادة المحسوس ، وهي كامنة في عالم الوعي أو العقل أو الروح ، ولذلك تكون الحقيقة المطلقة حقيقة عقلية أو حقيقة روحانية ، وقال جون لوك ( 1632 – 1704 ) أن العقل عند ولادة الإنسان يكون صفحة بيضاء خالية من كل شيء ومن كل معلومات فطرية غريزية ، وأن جميع المعارف التي تأتي إلى العقل تأتي من التجارب وعن طريق الحواس ، وهكذا يكون العقل صفحة بيضاء يعتمد على ما تزوده به التجارب عن طريق الحواس ، اى أن الحواس والتجارب هي التي تكتب على صفحة العقل البيضاء كل ما فيها من معارف ومعلومات ، وهذا يعني كما يقول لوك أن الأشياء المادية هي التي تؤثر ٍ في حواسنا وأننا لا نعرف شيئا سوى المادة ، وهكذا تكون المادة هي المصدر الوحيد الذي يستمد منه العقل أرائه وأفكاره ، لكن جورج بركلي ( 1684 – 1753 ) كان قد وافق لوك وخالفه في نفس الوقت ، وافقه في أن المعرفة هي نتاج الأفكار ، وخالفه في اعتقاده في انفصال الأفكار عن الأشياء التي تعبر عنها ، وقال أن العالم الطبيعي ليس سوى مجموعة من الأفكار في العقل الإلهي والأرواح الفردية ، في حين أن ديفيد هيوم ( 1711 – 1776 ) كان يرفض وجهة نظر لوك وبركلي التي ترى أن المعرفة هي نتاج خالص للأفكار دون غيرها وقال أن المعرفة تنقسم إلى قسمين ، المعرفة بالعلاقات بين الأفكار وهي معارف الرياضيات والمنطق وتمتاز بالدقة والثبات ولكنها لا تقدم معلومات عن العالم المحسوس ، والمعرفة بحقائق كينونة الأشياء ومصدرها الإدراك الحسي بالحواس الخمسة للأشياء الفيزيقية ، وبعد هذا التطور الذي كان يؤمن بسيادة العقل وحاكميته المطلقة في الحكم على الأمور ، وبعد فلسفة لوك وبركلي وهيوم الذي مهدت الطريق إلى الفلسفة الكانتية ، وجان جاك روسو ( 1712 – 1778 ) الذي قال بضرورة ألا يكون العقل هو المرجع الوحيد في الحكم على الأمور لأنه بناء حديث لجزء ضعيف متقلب خداع ، جاء ايمانويل كانت ليوقظ أوروبا من سباتها العقائدي ويهزها في بديهياتها المنطقية والعقلية ويعيد تشكيل خارطتها الفكرية والسياسية من خلال كتابه نقد العقل الخالص الذي تحدث فيه عن الثورة الفرنسية والذي قال عنه نيتشه أنه ثورة عقلية قضية مسلم بها ، وقال عنه شوبنهور انه أعظم ما أنتجه الأدب الألماني وأن الإنسان يبقى طفلا في معرفته حتى يقرأ ايمانويل كانت ويفهمه ، وقال عنه هيغل لكي يكون الإنسان فيلسوفا لا بد أن يقرأ ايمانويل كانت ، وقد كان ايمانويل كانت وفيخته وشيلنغ وهوسرل قد وصفوا فلسفتهم بالفلسفة المثالية الترانسند نتالية ، وقد كان ايمانويل كانت هو أول من استخدم مصطلح الترنسند نتالية ومصطلح الاستطيقا الترنسند نتالية التي تعني علم قواعد المبادئ القبلية للحساسية ( الزمان والمكان ) ومصطلح المنطق الترنسند نتالي الذي يعني علم الذهن والذي يستبعد كل أشكال المعارف التي تحتوي على مضمون تجريبي لأنه يختص بدراسة قواعد الفكر الخالص للأشياء المستقلة بقبليتها عن الحواس الحسية ، ولذلك قسم ايمانويل كانت العقل إلى قسمين ، عقل فلسفي يدرك العالم الكلي المجرد ، وعقل مشترك يدرك الواقع الجزئي المبطن ، كما قسم المعارف إلى قسمين ، معارف تستمد من التجربة وهي معارف عرضية جزئية تحتمل التعدد والاستثناء ، ومعارف تنبع من العقل وهي معارف ضرورية ومطلقة وشاملة ، ولذلك قال نحن نعيش في عالمين مختلفين ، عالم حسي يخضع للقوانين الطبيعية التي تتحكم فيه وهو عالم إحساساتنا ودوافعنا وميولنا ، وعالم المعقول الذي نعيش فيه بعقولنا ، ولكن طبيعة الإنسان من حيث هو كائن حي حسي عاقل يجمع في شخصه العالمين ، عالم الطبيعة وعالم المعقول ، عالم الطبيعة الحسي الذي ننتمي إليه باعتبارنا كائنات حية حسية تحددها القوانين الطبيعية كما تحدد الأشياء والظواهر الأخرى في عالم الطبيعة ، وعالم المعقول الذي ننتمي إليه باعتبارنا كائنات حية حسية عاقلة ، ولذلك وبسبب هذه الطبيعة المزدوجة للإنسان يقوم الإنسان بتجديد نفسه وتشريع قوانين أفعاله ، وهذا يعني أن يكون الإنسان حرا بمقدار خضوعه لهذه القوانين الذي وضعها هو نفسه لنفسه لأن الحرية ليست إلا الخضوع الإرادي للقانون ، وهكذا يكون الإنسان العاقل هو الغاية في حد ذاته ولا يمكن أن يكون مجرد وسيلة أو أداة في خدمة قانون يفرض عليه من الخارج ، وهكذا أيضا يكون الإنسان هو مصدر القانون الذي يفرضه على نفسه ، فالإرادة الحرة والإرادة الخاضعة لقوانين أخلاقية شيء واحد ، والحرية في رأي ايمانويل كانت لا يمكن أن تتمثل للعيان الحسي كما يتمثل العالم المحسوس ، وهي شأن وجود الله وخلود النفس وكلية الكون لا يقابلها موضوع تجريبي أو عيان حسي أو أي شيء في العالم المحسوس ، ولا يمكن معرفة كنهها وطبيعتها عن طريق المعرفة النظرية لأنها تقع خارج حدود الزمان والمكان وهما الشرط الأول لكل معرفة ممكنة ، ولذلك نحن لا نستطيع بالعقل النظري أن نعرف أي شيء عن طبيعة الحرية أو معرفة أي شيء عن وجود الله أو معرفة أي شيء عن خلود النفس أو معرفة أي شيء عن كلية الكون وأن كان من الواجب علينا أن لا ننكر وجودها وأن نفترضها كأفكار تنظيمية للتجربة ، وخلاصة القول في ذلك أن الإنسان هو الغاية الأخيرة للخليقة من حيث أن حريته التي تتطابق مع القانون غير المشروط ترمي إلى تحقيق الخير الاسمي في الطبيعة والى تحقيق التوافق التام بين الفضيلة والعادة ، ولذلك لا يصح أن نسأل عن الغاية التي يحيا من اجلها الإنسان لأن أخلاقياته هي الهدف الأعلى من وجوده وهي التي تعطيه الحق في أن يجعل غايات سائر غايات الطبيعة خاضعة له ، وفي عام 1784 نشر ايمانويل كانت كتابه ( المبدأ الطبيعي للنظام السياسي ) والمبدأ الطبيعي لأي نظام سياسي كما يراه ايمانويل كانت هو ذلك الصراع المتأصل بين الفرد والمجتمع ، وهو صراع لا بد منه لكل تقدم اجتماعي ، وأن البشر لو كانوا جميعا بشرا اجتماعيا لترهل الإنسان وجمد ، ولذلك لا بد أن يكون هناك مزيجا من الفردية والمنافسة حتى يتمكن الجنس البشري من البقاء والتطور ، ولولا هذه الفردية لعاش البشر في رتابة وقناعة وحب وسلام وفي هذه الحالة سوف تظل مواهبهم محبوسة في نفوسهم إلى الأبد ، وهكذا يرى ايمانويل كانت أن الصراع هو قاعدة النظام السياسي ولكن شرط أن يكون محصورا في نطاق حدود معينة وأن تنظمه العادات والقوانين ، كما يرى انه أصل التقدم الاجتماعي لأن هذه الفردية التي تعني اللااجتماعية هي التي أرغمت البشر على إنشاء اتحاد مدني والانتظام في مجتمع ينظمه القانون وأن يتخلصوا من الحالة الطبيعية وارتباطها الهمجي وان يتعاقدوا على المحافظة على السلام ، وهي نفسها التي أرغمت الشعوب على الارتباط على التعاقد الاجتماعي لصون السلام ، لأن الشعوب تراكم للأفراد ، ولأن هذه الروح الفردية كانت تدفع كل شعب إلى ممارسة حرية مطلقة في علاقاته الخارجية ، وهو ما جعل كل شعب يترقب من كل شعب العدوان ، ولذلك أرغمت هذه الروح الفردية الأفراد على التعاقد الاجتماعي للمحافظة على السلام ، وقد كان ايمانويل كانت يرى أن التاريخ سوف يتجه بالأمم كما اتجه بالأفراد من قبل إلى التخلص من الحالة الطبيعية للمجتمعات الإنسانية والتعاقد على حفظ السلام ووضع حد للمشاكل الدولية وقد قال في ذلك ( أن معني التاريخ وحركة التاريخ هو فرض القيود على المشاحنة والعنف والتوسيع المتزايد والمستمر لمنطقة السلام ) وأخيرا قال في كتاب له نشره في عام 1795 وهو في الحادية والسبعين من عمره وفيه يشكو من أن الحكام لا يملكون المال لإنفاقه على التعليم ، لأنهم رصدوا جميع مواردهم للحرب ، وقال وقد رأى هذه النزعة العسكرية التي كانت تسود أوروبا ، وهذا التوسع الأوروبي في أسيا وإفريقيا والعالم الجديد وما نشأ عنه من صراع على المستعمرات ( أن الشعوب لن تبلغ فعلا المدنية ما لم تسرح جميع الجيوش الدائمة وتلغيها ) وقد كان هذا رأى ايمانويل كانت فيما يجب أن يكون عليه التاريخ ، ولذلك كان رأيه في تفسير تاريخ الجنس البشري يرجع إلى الصراع ولذلك كان يقول ( ويجوز لنا أن نعتبر تاريخ الجنس البشري من حيث هو كل متكامل كتنفيذ لمخطط خفي وضعته الطبيعة صانعة الأشياء وواضعة دستور سياسي كامل داخليا وخارجيا ، ولذلك وبعد موت ايمانويل كانت نقشوا على قبره بحروف من ذهب العبارة الشهيرة التي كتبها كانت في ختام كتابه نقد العقل الخالص ( شيئان يملآن الوجدان بإعجاب وإجلال ، يتجددان ويزدادان على الدوام كلما أمعن الفكر والتأمل فيهما ، السماء ذات النجوم من فوقي والقانون الأخلاقي في صدري ) ولكن هامان ( 1730 – 1788 ) وهو مفكر متصوف كان يؤمن بوحدة الذات والموضوع ويكره التقسيم الثنائي الكانتي للإنسان إلى ذات وموضوع قال أن الإنسان كل واحد ووحدة كاملة لا تتجزأ وهو لا يعيش بعقله كما يقول كانت ولكن بمشاعره وأحاسيسه وخيالاته وأحلامه وأوهامه أيضا ، كما ظهر بعد كانت أيضا مفكران كبيران وهما الشاعر المسرحي شيلر (1759 – 1805 ) الذي تناولت أعماله الشعرية والمسرحية أبعادا سياسية لتلك الفترة الصعبة من تاريخ ألمانيا حيث كانت ألمانيا مقسمة تحت الاحتلال الفرنسي والعالم اللغوي فون همبولت ( 1767 – 1835 ) مؤسس جامعة همبولت وصديق شيلر وغوته ، وقد استفاد كلاهما من كانت كل على طريقته الخاصة ، لكن المفكر جوهان غوتليب فيخته ( 1762 – 1814 ) والذي كان يعتبر واحدا من ابرز الفلاسفة المؤسسين للفلسفة المثالية الألمانية ، والجسر الذي يصل بين فلسفة ايمانويل كانت وهيغل ، والفيلسوف الذي قدم رؤية مختلفة في طبيعة الوعي الذاتي والإدراك الذاتي ، والفيلسوف الذي اختلف مع ايمانويل كانت في موضوع النومين الذي يقول ( إن الأشياء في ذاتها حقيقة ما فوق المعقول ) والفيلسوف الرومانتيكي الوحدوي الذي كان يعتبر أن تنبيه الذات إلى الذات هو بداية كل معرفة ، وذلك في إطار سلسلة من التنبيهات ، الأولى تنبيه الذات إلى الذات ، والثانية تنبيه الذات إلى نقيض الذات ، والثالثة ملاحظة علاقة الذات بنقيض الذات ، وقد اضطر فيخته في شرح نظريته هذه إلى التمسك بأفكار مثالية مثل وحدة العلم والمعلوم ولذلك قال ( أن ما يحد الذات ليس سوى الذات نفسه ) ولذلك أيضا تكون النفس البشرية هي الوسيلة التي تدرك بها الأشياء ، ولكنها لا تستطيع أن تدرك شيئا بدون توعيتها على ذاتها وعلى إمكانياتها ، ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا بمقارنة داخلية بين النفس والخارج ، وقد كتب فيخته في السياسة وقال في مقال له تحت عنوان ملوك أوروبا وأمراؤها يعيدون حرية الفكر الذي نشره بدون توقيع في عام 1793 ( أن الثورة قد تقذف الإنسان إلى الخلف وترده إلى عصر البربرية ولكنها قد تحقق تقدما للبشرية في نصف قرن لا يحققه الإصلاح في ألف عام ) وقد بدأ مقالته هذه بمدح الحكام المتنورين ، وتوجيه اللوم للحكام الذين يعوقون تقدم العقل البشري ، كما انه قال يخاطب قراءه في زمن سيطر فيه الإقطاع على ألمانيا ( لا تكرهوا حكامكم ، بل اكرهوا أنفسكم ، إن احد أهم مصادر بؤسكم هو تقديركم المفرط لهؤلاء الأشخاص الذين ضلت عقولهم لنقص التعليم والانغماس في اللذات والخرافة ، هؤلاء هم الذين يبذلون كل جهدهم لقمع حرية الفكر ، اصرخوا في وجوههم هل تسمحون لأحد أن يسلبكم حرية فكركم ، لقد انتهت عصور الظلام ، عندما يقولون لكم باسم الرب إنكم قطيع من المواشي خلق ليستغل وليخدم حفنة من الأشخاص الفانيين ، ( أي أنهم بشر مثلكم ) بوئوا مكانا عليا ليمتلكوكم وتصبحون ملكا لهم ، لا ، إنكم لستم ملكا لهم ، ولا حتى ملكا للرب ، إنكم ملك أنفسكم ، ستسألون ألان الأمير أو الملك الذي يريد إن يحكمكم بأي حق ستحكمنا ، فان قال بحق الوراثة ، قولوا له كيف حصل جدك الأول مؤسس الأسرة الحاكمة على هذا الحق ، إن الحاكم يستمد سلطانه من الشعب ) وفي مقال له عن تصحيح الأفكار العامة عن الثورة الفرنسية وهو المقال الأكثر راديكالية قال فيه إن المزايا الإقطاعية لا يجب أن تكون متوارثة والأمر نفسه بالنسبة إلى الممتلكات الكنسية ولذلك يمكن تأميمها وفق حاجة الدولة وإرادتها ، وهذا ما فعلته الجمعية الوطنية الفرنسية ، وقد كانت على حق ، أما شيلنغ ( 1775 – 1854 ) الذي كان تلميذا لكانت وفيخته ، والذي كان قد تأثر بالفلسفة الرومانتيكية التي ظهرت في أوروبا كرد فعل على عقلية كانت وعصر التنوير ، والتي اهتمت بالخيال وقالت أن الإنسان يتكون من عقل وخيال ، وأن الخيال هو الذي يدفع الإنسان إلى الإبداع والابتكار ، والفيلسوف سبينوزا الذي اعتمد عليه في بلورة فلسفته ، ولذلك قال بوحدة الوجود أي وحدة الطبيعة ككل بما فيها الإنسان ، وانه لا يوجد شيء خارج الطبيعة ، وإن الطبيعة هي كلية ما هو موجود ، وان هناك انصهار مطلق أي وحدة كاملة بين الإنسان والطبيعة أو بين الروح والمادة ولا يمكن فصل احدهما عن الأخر ، وقد شرح شيلنغ أفكاره هذه في كتابه نظام المثالية في عام 1780 وفي كتابه عرض لفلسفتي الذي استعرض فيه المحاور الرئيسية لفلسفته ، وكيف تتمايز فلسفته عن فلسفة كانت وفيخته وهيغل ، كما نشر كتاب في الفن في عام 1803 وكتاب في البحوث الفلسفة عن جوهر الحرية الإنسانية في عام 1809 ، ولكن لا يمكن استعراض المذاهب الفلسفية بدون دراسة الحركة الفينومينولوجية ( الحركة الطاهرانية ( التطور التاريخي للوعي ) للفيلسوف الألماني ادموند هوسرل ( 1859 – 1938 ) ويقصد بالفينومينولوجيا العلم الذي يكتفي بدراسة الظواهر المتبدية من الشعور دراسة وصفية مع تحليل الشعور وكشف حقيقة أفعال الإدراك ومكوناتها ، وخاصة وأن تلاميذ هوسرل من الفلاسفة الفينومينولوجيين قد لعبوا دورا هاما ومؤثرا في الساحة الفلسفية في القرن العشرين ومنهم ماكس شيلر ومارتن هايدجر وأوديت شتاين في ألمانيا وجان بول سارتر وموريس ميرلو بونتي في فرنس ، وكان الأساس الذي قامت عليه الفلسفة الفينومينولوجية هو إنقاذ العلوم الإنسانية من المنهج الاستقرائي الذي اتخذته العلوم الطبيعية معيارا لها ، وكان هوسرل يرى أن المنهج الاستقرائي الذي كان يعتمده الفلاسفة الانثروبولوجيون والاجتماعيون وخاصة إميل دوركايم وجيمس فريزر واوغست كونت وارنست ماخ لا يصلح أساسا لإقامة العلوم الإنسانية عليه ، لأنه منهج كمي يقيس الظواهر البشرية بنفس المقياس الذي يقيس به الظواهر المادية ، ولذلك قال هوسرل انه من البديهي أن لا يكون الإنسان محدود بدقة كالظاهرة الطبيعية ، لأنه أكثر حرية وحركة وانطلاقة من الظاهرة الطبيعية ، وهذا يعني أن هوسلر كان يشدد على وجود الذاتية كشرط لوجود الموضوع وان الظاهرة هي كل شيء وان الوعي بالظاهرة هو الوعي بالوجود ، ولذلك كان يرى أن مقولة الشيء بذاته تحمل تناقضا منطقيا واضحا ، فان نقول إننا لا نعلم عن الشيء شيئا يعني أننا عرفنا عنه شيئا ووجود المعرفة بالشيء لا يمكن أن تكون عدم معرفة ، وبما إن الظاهرة هي كل ما ينكشف للوعي فإذن هي حجر الأساس في المعرفة ، والوعي نفسه لا بد أن يكون قصديا ويتطلب ذاتا عارفة ، وهذا عكس ما كان يرى ايمانويل كانت الذي كان يرى أن الظاهرة هي كل ما نعيه وهي الشيء بذاته في نفس الوقت .
منقول
عبد المؤمن- مشرف
- تاريخ التسجيل : 06/11/2010
عدد المساهمات : 200
نقاط : 431
تاريخ الميلاد : 12/09/1986
الجنس :
المهنة :
رد: الفكر الاجتماعي في العصر الحديث
تسلم ايدك على النقل الجميل و الموفق
جزاك الله كل خير ... صديقي و زميلي في ادارة المنتدى عبد المؤمن
لا تنسونا من دعائكم في ظهر الغيب
جزاك الله كل خير ... صديقي و زميلي في ادارة المنتدى عبد المؤمن
لا تنسونا من دعائكم في ظهر الغيب
رد: الفكر الاجتماعي في العصر الحديث
العفواااااا اخي وبارالله في صاحب النص
:)
:)
عبد المؤمن- مشرف
- تاريخ التسجيل : 06/11/2010
عدد المساهمات : 200
نقاط : 431
تاريخ الميلاد : 12/09/1986
الجنس :
المهنة :
مواضيع مماثلة
» العنف الاجتماعي - بحث كامل -
» السيدا داء العصر....
» أخصائي الاعلام الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي
» هل يوجد جهاد في هذا العصر؟!
» الحديث الصحفي
» السيدا داء العصر....
» أخصائي الاعلام الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي
» هل يوجد جهاد في هذا العصر؟!
» الحديث الصحفي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 3 نوفمبر 2023 - 1:47 من طرف alkhaimadz
» اخراج_القضيب_بعد_القذف_خطأ_كبير
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:51 من طرف nahla
» عدد مرات الجماع في أيام التبويض
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:48 من طرف nahla
» كيفية التعامل مع الزوج المشغول ؟
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:44 من طرف nahla
» عوامل يجب أخذها في الإعتبار قبل الموافقة علي الزواج
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:41 من طرف nahla
» ما يجب أن تقوليه لحماتك وما لا يجب أن تقوليه ؟
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:36 من طرف nahla
» #التقبيل???? و #المداعبة????????
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:34 من طرف nahla
» داء الأمم
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:23 من طرف nahla
» عَجَبًا لأمْر المؤمِن - عَجِبْتُ لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:23 من طرف nahla
» علمتني أذكار النوم
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:21 من طرف nahla
» كيف تجعليه يرغب فيكي ويشتاق إليكي ؟ 18 طريقة فعالة
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:20 من طرف nahla
» أغبى البنات
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:17 من طرف nahla
» أمثال عن المرأة
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:15 من طرف nahla
» مسائل في القَضاء والقَدَر
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:00 من طرف nahla
» له الْمُلْك
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 16:59 من طرف nahla
» الوَدُود سبحانه وتعالى
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 16:58 من طرف nahla
» أربع أمنيات لأربع نساء أوربيات
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:44 من طرف nahla
» نصيحة من عند وحدة مجربة
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:42 من طرف nahla
» نصيحة من اخت لاخت
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:41 من طرف nahla
» وضع المنشورات المتعلقة بالنساء في القسم المخصص لذلك
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:40 من طرف nahla