دخول
بحـث
المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
المواضيع الأكثر شعبية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
imad | ||||
bird1of1peace | ||||
إيمان | ||||
وردة الرمال | ||||
alkhaimadz | ||||
عبد المؤمن | ||||
randa | ||||
شهرزاد | ||||
تمكين للتدريب والاستشارات | ||||
Soleil Aseel |
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
إعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
أفلامٌ تركيةٌ داخل قاعةِ الدرسِ !!
صفحة 1 من اصل 1
أفلامٌ تركيةٌ داخل قاعةِ الدرسِ !!
أفلامٌ تركيةٌ داخل قاعةِ الدرسِ !!
تعوَّدتُ قبلَ أن أبدأَ الدرسَ أن أتريَّثَ حتى يأخذَ التلاميذُ أمكنَتَهُم، ويسودَ الهدوءُ، وأقلِّبَ ناظريَّ في أرجاءِ الحجرةِ ﻷتأكدَ من استتبابِ النِّظامِ ثمَّ أنظرُ في العيون لأعرفَ أنَّ الكلَّ معي، ومستعد للحصةِ. هذا الصباح و أنا أفعلُ ذلكَ شدَّتِ انتباهي عبارةٌ كُتِبَت على الحائطِ المقابلِ لمكتبي مع أنَّ إدارةَ الثانويةِ حذّرت كثيرًا و تشدّدت مع كلِّ مَنْ يُضبط متلبسًا بالخربشةِ على الحيطـانِ...كانت الكتابةُ واضحةً، أسود على أبيض و الخطُّ جميلا ,رشيقا.
طلبتُ من الجميعِ فتحَ الكتبِ على صفحةِ الدَّرسِ بينما فكري يُدقّقُ في العبارةِ على الحائطِ : " العلمُ نورٌ و الجهلُ مهنّدٌ، والدراسةُ سنواتُ ضياعٍ، والحبُّ حلمٌ ضائعُ، وهكذا تمضي الأيامُ والموتُ لحظةُ وداعٍ ّ .... أعترفُ أنني دُهشتُ..ليس غبيًا مَن جمعَ عناوينَ الأفلامِ التركيةِ الخمسِ التي عرضت مؤخرًا على قنواتِ التلفزيون بهذا الشكلِ، وهذا التركيبِ !..
طبعا لو وظّفَ بلاغتَهُ وفِطنتَهُ في أمرِ دراستِهِ لكانَ أفضلَ لهُ .
عدتُ إلى البيتِ بعدَ انتهاءِ الحصةِ والعبارة تدورُ في رأسي..لم يحيّرْني أن يحفظَ طلابُنا عناوينَ الأفلامِ فالأمرُ أصبحَ عاديًا بعدَ أنْ أُصيبت البلادُ بأنفلونزا' المسلسلاتِ التركيةِ قبلَ ظهــورِ أنفلونزا الخنازيرِ, و بعدَ أن غزت تلكَ النوعيةُ من دراما اﻹلهاءِ والاستغباءِ, عقول الكبارِ والصغارِ, حتى أنَّ أُسَرًا خُرِّبَت بسببِ مُهنّدٍ ومواليدَ جُددٍ حملوا اسمَ نورٍ ولميس, ولم يعدْ للنسوةِ داخلَ البيوتِ أو الأطفالِ في المدارسِ و حتى بعض الرجالِ من حديثٍ سوى عن أحداثِ المسلسلِ و..وسامةِ البطلِ، وأناقةِ البطلةِ، وتوقعاتِ النهايةِ التي تأتي- بعدَ' كيلومتراتٍ' من اﻷحداثِ المفتعلةِ- عكسَ كلِّ التوقعاتِ ! و حتى تلامذتي حين أطلبُ منهم تقديمَ أمثلةٍ خلالَ الدرسِ أجدُهم يستعملونَ اسمَ الأسمرِ أو يحيى أو غيرَهم من شخصياتِ الأفلامِ التركيةِ التي خدَّرت عقولُ المراهقاتِ وغير المراهقاتِ والتي لم نعدْ نعرفُ في أيّ خانةٍ نضعُها فهي ' أكشن' و 'فكشن ' و ' رومانس ' و كل شيءٍ وأي شيءٍٍ !
الذي حيّرني فعلاً في العبارةِ هو أن تكونَ الدراسةُ سنواتِ ضياعٍ ! ما معناهُ أنني و غيري من المدرّسين نعملُ جاهدين لكي يتخرجَ على أيدينا جيلٌ ضائعٌ !
و تساءلتُ في حيرةٍ..ما الذي يجعلُ شبابًا مفعمينَ بالنشاطِ والقوةِ متطلعينَ نحوَ المستقبلِ ينظرونَ للدراسةِ على أنَّها سنواتُ ضياعٍ ؟و إذا كانَ التعلّمُ والتعليمُ ضياعًا فماذا يكونُ الجهلُ ؟وماذا يمكنُ أن يُنتظرَ من جيلٍ يؤمنُ أنهُ يُضيّعُ سنواتِ عمرِهِ في الدراسةِ ؟ ثم فكّرتُ في هذا الزمنِ الغريبِ الذي طغت فيه المادةُ على كلِّ القيّمِ.. فلم يعدْ الشابُّ ينظرُ إلى الدراسةِ على أنَّها سبيلاً لتحقيقِ المُنَى أو وسيلةً لبلوغِ الأهدافِ بل بالعكسِ صارَ يتضايقُ منها ويعتبرُها عائقًا والأسبابُ كثيرة منها: أنهُ يتخرّجُ بعدَ جهدٍ و عناءِ ...فيضعَ شهادتَهُ في إطارٍ جميلٍ، ويعلقَها على الحائطِ ,ليجدَ البطالةَ فاتحةً لهُ ذراعيها في حين أنَّ غيرَهُ من الشبابِ ممَّن اختصروا الطريقَ، وعملوا في التجارةِ، ولو بطرقٍ غير مشروعة , يرفلون في العزِّ، وينعمونَ بالراحةِ, أو أولائِكَ الذينَ هاجروا إلى ما وراءَ البحرِ يعودونَ في صورةٍ أخرى يجوبونَ الشوارعَ في سياراتٍ فارهةٍ .
و هكذا تاهَ الشبابُ وأصبحَ الإحساسُ بالضياعِ قاسمًا مشتركًا بينَ الجميعِ، وبينما نحاولُ نحنُ الأساتذةَ إعادةَ الاعتبارِ للتعليمِ، وحثّ التلاميذِ على التعلّمِ ، تأتي الأفلامُ من هناكَ, من تركيا, مدبلجةً بأصواتٍ جميلةٍ أحببناها في أفلامٍ سوريةٍ راقيةٍ الرُّؤَى، والإخراجِ, تأتي لتُعمِّقَ الإحساسَ بالخيبةِ، ولتشحنَ بِقصصِها البعيدةِ عن واقعِنا والتي هي أغربُ من الخيالِ, نفوسًا هي أصلاً تقفُ على شفا التيهِ والضياعِ.
2009
تعوَّدتُ قبلَ أن أبدأَ الدرسَ أن أتريَّثَ حتى يأخذَ التلاميذُ أمكنَتَهُم، ويسودَ الهدوءُ، وأقلِّبَ ناظريَّ في أرجاءِ الحجرةِ ﻷتأكدَ من استتبابِ النِّظامِ ثمَّ أنظرُ في العيون لأعرفَ أنَّ الكلَّ معي، ومستعد للحصةِ. هذا الصباح و أنا أفعلُ ذلكَ شدَّتِ انتباهي عبارةٌ كُتِبَت على الحائطِ المقابلِ لمكتبي مع أنَّ إدارةَ الثانويةِ حذّرت كثيرًا و تشدّدت مع كلِّ مَنْ يُضبط متلبسًا بالخربشةِ على الحيطـانِ...كانت الكتابةُ واضحةً، أسود على أبيض و الخطُّ جميلا ,رشيقا.
طلبتُ من الجميعِ فتحَ الكتبِ على صفحةِ الدَّرسِ بينما فكري يُدقّقُ في العبارةِ على الحائطِ : " العلمُ نورٌ و الجهلُ مهنّدٌ، والدراسةُ سنواتُ ضياعٍ، والحبُّ حلمٌ ضائعُ، وهكذا تمضي الأيامُ والموتُ لحظةُ وداعٍ ّ .... أعترفُ أنني دُهشتُ..ليس غبيًا مَن جمعَ عناوينَ الأفلامِ التركيةِ الخمسِ التي عرضت مؤخرًا على قنواتِ التلفزيون بهذا الشكلِ، وهذا التركيبِ !..
طبعا لو وظّفَ بلاغتَهُ وفِطنتَهُ في أمرِ دراستِهِ لكانَ أفضلَ لهُ .
عدتُ إلى البيتِ بعدَ انتهاءِ الحصةِ والعبارة تدورُ في رأسي..لم يحيّرْني أن يحفظَ طلابُنا عناوينَ الأفلامِ فالأمرُ أصبحَ عاديًا بعدَ أنْ أُصيبت البلادُ بأنفلونزا' المسلسلاتِ التركيةِ قبلَ ظهــورِ أنفلونزا الخنازيرِ, و بعدَ أن غزت تلكَ النوعيةُ من دراما اﻹلهاءِ والاستغباءِ, عقول الكبارِ والصغارِ, حتى أنَّ أُسَرًا خُرِّبَت بسببِ مُهنّدٍ ومواليدَ جُددٍ حملوا اسمَ نورٍ ولميس, ولم يعدْ للنسوةِ داخلَ البيوتِ أو الأطفالِ في المدارسِ و حتى بعض الرجالِ من حديثٍ سوى عن أحداثِ المسلسلِ و..وسامةِ البطلِ، وأناقةِ البطلةِ، وتوقعاتِ النهايةِ التي تأتي- بعدَ' كيلومتراتٍ' من اﻷحداثِ المفتعلةِ- عكسَ كلِّ التوقعاتِ ! و حتى تلامذتي حين أطلبُ منهم تقديمَ أمثلةٍ خلالَ الدرسِ أجدُهم يستعملونَ اسمَ الأسمرِ أو يحيى أو غيرَهم من شخصياتِ الأفلامِ التركيةِ التي خدَّرت عقولُ المراهقاتِ وغير المراهقاتِ والتي لم نعدْ نعرفُ في أيّ خانةٍ نضعُها فهي ' أكشن' و 'فكشن ' و ' رومانس ' و كل شيءٍ وأي شيءٍٍ !
الذي حيّرني فعلاً في العبارةِ هو أن تكونَ الدراسةُ سنواتِ ضياعٍ ! ما معناهُ أنني و غيري من المدرّسين نعملُ جاهدين لكي يتخرجَ على أيدينا جيلٌ ضائعٌ !
و تساءلتُ في حيرةٍ..ما الذي يجعلُ شبابًا مفعمينَ بالنشاطِ والقوةِ متطلعينَ نحوَ المستقبلِ ينظرونَ للدراسةِ على أنَّها سنواتُ ضياعٍ ؟و إذا كانَ التعلّمُ والتعليمُ ضياعًا فماذا يكونُ الجهلُ ؟وماذا يمكنُ أن يُنتظرَ من جيلٍ يؤمنُ أنهُ يُضيّعُ سنواتِ عمرِهِ في الدراسةِ ؟ ثم فكّرتُ في هذا الزمنِ الغريبِ الذي طغت فيه المادةُ على كلِّ القيّمِ.. فلم يعدْ الشابُّ ينظرُ إلى الدراسةِ على أنَّها سبيلاً لتحقيقِ المُنَى أو وسيلةً لبلوغِ الأهدافِ بل بالعكسِ صارَ يتضايقُ منها ويعتبرُها عائقًا والأسبابُ كثيرة منها: أنهُ يتخرّجُ بعدَ جهدٍ و عناءِ ...فيضعَ شهادتَهُ في إطارٍ جميلٍ، ويعلقَها على الحائطِ ,ليجدَ البطالةَ فاتحةً لهُ ذراعيها في حين أنَّ غيرَهُ من الشبابِ ممَّن اختصروا الطريقَ، وعملوا في التجارةِ، ولو بطرقٍ غير مشروعة , يرفلون في العزِّ، وينعمونَ بالراحةِ, أو أولائِكَ الذينَ هاجروا إلى ما وراءَ البحرِ يعودونَ في صورةٍ أخرى يجوبونَ الشوارعَ في سياراتٍ فارهةٍ .
و هكذا تاهَ الشبابُ وأصبحَ الإحساسُ بالضياعِ قاسمًا مشتركًا بينَ الجميعِ، وبينما نحاولُ نحنُ الأساتذةَ إعادةَ الاعتبارِ للتعليمِ، وحثّ التلاميذِ على التعلّمِ ، تأتي الأفلامُ من هناكَ, من تركيا, مدبلجةً بأصواتٍ جميلةٍ أحببناها في أفلامٍ سوريةٍ راقيةٍ الرُّؤَى، والإخراجِ, تأتي لتُعمِّقَ الإحساسَ بالخيبةِ، ولتشحنَ بِقصصِها البعيدةِ عن واقعِنا والتي هي أغربُ من الخيالِ, نفوسًا هي أصلاً تقفُ على شفا التيهِ والضياعِ.
2009
شهرزاد- مصممة
- تاريخ التسجيل : 29/09/2010
عدد المساهمات : 166
نقاط : 217
تاريخ الميلاد : 04/08/1987
الجنس :
مواضيع مماثلة
» انواع الكائنات داخل la salle des fétes
» كيفية ضبط سلوك التلميذ داخل حجرة الدرس
» كيفية ضبط سلوك التلميذ داخل حجرة الدرس
» الترتيب الجديد لرتب الاعضاء داخل المنتدى
» كيفية ضبط سلوك التلميذ داخل حجرة الدرس
» كيفية ضبط سلوك التلميذ داخل حجرة الدرس
» الترتيب الجديد لرتب الاعضاء داخل المنتدى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 3 نوفمبر 2023 - 1:47 من طرف alkhaimadz
» اخراج_القضيب_بعد_القذف_خطأ_كبير
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:51 من طرف nahla
» عدد مرات الجماع في أيام التبويض
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:48 من طرف nahla
» كيفية التعامل مع الزوج المشغول ؟
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:44 من طرف nahla
» عوامل يجب أخذها في الإعتبار قبل الموافقة علي الزواج
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:41 من طرف nahla
» ما يجب أن تقوليه لحماتك وما لا يجب أن تقوليه ؟
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:36 من طرف nahla
» #التقبيل???? و #المداعبة????????
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:34 من طرف nahla
» داء الأمم
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:23 من طرف nahla
» عَجَبًا لأمْر المؤمِن - عَجِبْتُ لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:23 من طرف nahla
» علمتني أذكار النوم
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:21 من طرف nahla
» كيف تجعليه يرغب فيكي ويشتاق إليكي ؟ 18 طريقة فعالة
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:20 من طرف nahla
» أغبى البنات
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:17 من طرف nahla
» أمثال عن المرأة
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:15 من طرف nahla
» مسائل في القَضاء والقَدَر
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:00 من طرف nahla
» له الْمُلْك
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 16:59 من طرف nahla
» الوَدُود سبحانه وتعالى
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 16:58 من طرف nahla
» أربع أمنيات لأربع نساء أوربيات
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:44 من طرف nahla
» نصيحة من عند وحدة مجربة
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:42 من طرف nahla
» نصيحة من اخت لاخت
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:41 من طرف nahla
» وضع المنشورات المتعلقة بالنساء في القسم المخصص لذلك
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:40 من طرف nahla