دخول
بحـث
المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
المواضيع الأكثر شعبية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
imad | ||||
bird1of1peace | ||||
إيمان | ||||
وردة الرمال | ||||
alkhaimadz | ||||
عبد المؤمن | ||||
randa | ||||
شهرزاد | ||||
تمكين للتدريب والاستشارات | ||||
Soleil Aseel |
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
إعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
بحث رائع: أسرار مذهلة للصدقة والتسامح
صفحة 1 من اصل 1
بحث رائع: أسرار مذهلة للصدقة والتسامح
بحث رائع: أسرار مذهلة للصدقة والتسامح
هل تعلمون أن أحدث الأبحاث العلمية تؤكد أن الصدقة والتسامح والعفو وفعل الخير... كلها وسائل مجانية لعلاج الأمراض ولذلك ينصح بها الأطباء اليوم وبخاصة لمرضى السرطان!!....
منذ عشرين عاماً بدأ العلماء اهتماماً خاصاُ بما يسمى علم النفس الإيجابي Positive Psychology وقد كان الدكتور Martin Seligman أحد رواد هذا العلم. ويتركز البحث الرئيسي على الأشياء التي تجلب السعادة للإنسان.
فعندما ابتعد الإنسان عن مبادئ الدين الحنيف واعتنق مذهب الإلحاد بدأت التعاسة وبدأ الاكتئاب يسيطر على العصر الحديث، لأن الإسلام هو الطريق الوحيد للسعادة، وما عداه لا يمكن أن يحقق للإنسان إلا سعادة ظاهرية مؤقتة سرعان ما تنتهي بالاكتئاب.
إن من أهداف علم النفس الإيجابي المساعدة على الشفاء من الأمراض بطرق غير تقليدية، أي من خلال الشعور بمزيد من السعادة والفرح وبالتالي رفع النظام المناعي للجسم للتمكن من مقاومة مختلف الأمراض وبشكل خاص السرطان وأمراض القلب.
الإنفاق يقود للسعادة
بينت دراسات عديدة تعتمد على مسح الدماغ مغنطيسياً أن التبرع بالمال يحدث نفس التأثير الذي تحدثه السعادة الناتجة عن كسب المال أو ممارسة الجنس أو تناول الطعام.
باحثون في University of British Columbia و Harvard Business School وجدوا أن إنفاق المال على الآخرين يحفز الشعور بالسعادة، وتقول الباحثة [2] Elizabeth Dunn بينت الدراسة العلمية أن الإنسان الذي يصرف المال على الآخرين على سبيل التبرع وتقديم العون لهم يكون أكثر سعادة ممن يصرفون على أنفسهم!
حسب الدراسة المنشورة على موقع علم النفس اليوم [3] فإن الباحثين يقترحون طريقة جديدة لتخفيف الإجهادات من خلال فرز هرمون الإجهاد cortisol وكسب صحة أفضل من خلال إنفاق القليل من المال على الآخرين. فهذا العمل يؤدي لتحسين نظام عمل الجسم ويكسب الإنسان ثقة وسعادة أكبر.
عندما تقدم المال للآخرين وتساعدهم على حل مشكلاتهم الاقتصادية فإنك تمنح لهم السعادة وبالتالي تشعر بالسعادة أكثر من أن تنفق المال على نفسك. هذه العملية تؤدي لراحة نفسية واستقرار في عمل أجهزة الجسد وطمأنينة تساعد الجهاز المناعي على التنشط والعمل بكفاءة أعلى.
من أجل اكتساب السعادة بشكل كبير ينصح باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية مثل البروفسور Helliwell [4] بإنفاق المال على الآخرين أو على النشاطات الخيرية بدلاً من إنفاقه على الملذات الشخصية وبخاصة مرضى السرطان!
إن المرضى الذين ينفقون أموالهم على الآخرين على سبيل المساعدة والصدقة فإن ذلك يساعدهم على التماثل للشفاء بسرعة أكبر، وربما تكون هذه النصيحة من أغرب النصائح التي يقدمها باحثون علميون (حسب المرجع 4)، مع العلم أن ديننا الحنيف أمرنا بذلك من خلال نصيحة حبيبنا محمد صلى الله عليه ولسم ومداواة مرضانا بالصدقة!!
صورة بالمجهر الإلكتروني لخلايا مناعية تهاجم خلية سرطانية وتقتلها. هذا النظام المناعي القوي يتمتع به ذوو التفكير الإيجابي من البشر، ففعل الخيرات يؤدي دائماً لتنشيط النظام المناعي في جسم الإنسان. وسبحان الله، أليس الله هو الذي أمرنا بالإكثار والمسارعة في فعل الخيرات فقال: (أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) [المؤمنون: 61].
السعادة تقوي النظام المناعي للإنسان!
يقول الدكتور David Hamilton بمجرد أن تقدم شيئاً للآخرين فإن دماغك يبدأ بإفراز الهرمونات [6]. إنه هرمون Dopamine الذي يجعلك تشعر بالسعادة وهذا الهرمون يفرزه الجسم ويشعرك بأنك تقوم بالشيء الصحيح.
وفي هذه الدراسة يقول الدكتور هاملتون
Performing acts of kindness has been found to boost your immune system, keep your heart healthy and even slow the ageing process.
وجدت الدراسة أن فعل شيء حسن للآخرين (مثل تقديم المال أو الصدقة أو المساعدة...) يرفع النظام المناعي للجسم، ويبقي قلبك صحيحاً و يبطئ زحف الشيخوخة!
التسامح والمغفرة
ينصح الخبراء بضرورة التسامح والعفو عن الآخرين ومغفرة أخطائهم لأن ذلك ينعكس بشكل إيجابي على صحة الإنسان. فالحقد وحب الانتقام يقود لإجهادات على القلب وارتفاع ضغط الدم وسهولة الإصابة بالتهابات مختلفة [9]. وفي حالات أخرى يسبب التجاعيد والشيخوخة المبكرة. وللتخفيف من الآلام المزمنة ينصح الباحثون بممارسة التسامح وأن تدرب نفسك على العفو عن الآخرين.
تؤكد الدراسات العلمية [10] أن المشاعر الإيجابية تعزز مناعة الجسم ضد الأمراض وترفع من مقاومته ضد مختلف أشكال المرض. وربما يكون أهم إحساس يساعد على رفع النظام المناعي هو التفاؤل (حسب مجلة Psychological Science - 2010).
القلب هو أكثر الأجزاء تضرراً من الانفعالات السلبية مثل الحقد وعدم التسامح والبخل والطمع والكراهية... ويقول العلماء إن ممارسة الأفعال الحسنة مثل تقديم المال للفقراء أو مساعدة المحتاجين أو مغفرة أخطائهم... فإن القلب هو أكثر عضو سيستفيد من هذه الأفعال الحسنة، حيث يتحسن تدفق الدم ويستقر عمل القلب ويتحسن أداء جميع أجهزة الجسم.
وقد وجد الباحثون في هذه التجربة أن الخلايا المناعية المسماة cell-mediated immunity –CMI تزداد عندما يمارس الإنسان التفاؤل مما يعني زيادة نشاط النظام المناعي للجسم. تقول البروفسور Suzanne Segerstrom الباحثة في جامعة Kentucky إن المشاعر السلبية تنعكس بشكل خطير على الجهاز المناعي، أما التفكير الإيجابي مثل التفاؤل والمحبة والرحمة والعطف والتسامح وحب الخير للآخرين وإيثار الآخرين بل مجرد الابتسامة تعطي نفس الأثر... كل ذلك يساهم في منح الإنسان صحة أفضل وبخاصة القلب والدماغ.
إن الدراسة الجديدة [11] تؤكد أن ممارسة أي رد فعل إيجابي مهما كان طفيفاً يؤدي إلى تحسن أداء النظام المناعي للجسم، حتى ولو بكلمة طيبة أو تصرف بسيط تجاه الآخرين يسبب السعادة لهم.
أبحاث حول أسرار السعادة
تؤكد الدراسات النفسية [7] أن الإنسان السعيد يتمتع بشخصية أقوى ويحترم ذاته وبالتالي يساعده ذلك على النجاح أكثر في عمله (حسب جامعة ميشيغانِ). فاحترام الذات ضروري جداً للنجاح على المستوى الأسري والاجتماعي.
كذلك الإنسان السعيد يكون مليئاً بالتفاؤل، وهذا أيضاً يقوده للنجاح. وتقول الدراسات إن المتشائم يميل للمرض أكثر من المتفائل الذي يتمتع بصحة أفضل. حيث وجد الباحثون أن المتفائل يتماثل للشفاء بسرعة أكبر لا سيما مرضى السرطان.
إن العفو عن الآخرين يترك أثراً إيجابياً على الدماغ حيث يمحو الذكريات السيئة ويخمد مراكز الانتقام ويريح خلايا الدماغ وينشط عملها!! وتقول الأبحاث: إنك عندما تعفو عن إنسان كأنما تقدم له مكافأة مالية! كذلك فإن العفو عن الآخرين يخفض ضغط الدم ويخفف إجهادات القلب ويقلل من إفراز هرمون الإجهاد Cortisol [12] ويطيل العمر كما يقول البرفسور Loren Toussaint حيث أخضع 1500 شخص لدراسة طلب منهم أن يغفروا لآخرين وأن يعتقدوا بأن الله سيغفر لهم! وكانت النتائج مذهلة حيث تحسنت صحتهم النفسية والجسدية بشكل كبير! حتى إن العلماء بدأوا يخترعون طرقاً وأساليب لتعليم الناس فن العفو عن الآخرين لما وجدوا من فوائد عظيمة!!
القرآن طريق السعادة
بعد هذه الحقائق العلمية دعونا نتأمل آيات من القرآن الكريم وأحاديث من كلام نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم. ونتساءل: كيف تناول القرآن والسنة موضوع السعادة والإنفاق والصدقة والعفو... وهل يتفق القرآن مع العلم الحديث؟
1- آيات كثيرة تحض المؤمن على الإنفاق على الفقراء والمساكين وتعدهم بنتائج طيبة في الدنيا والآخرة. فالنفقة على الفراء والمحتاجين تنشط مناطق محددة الدماغ تماماً مثل الكلمة الطيبة، ولذلك يحذر الخبراء من الإساءة للآخرين بكلمة سيئة، ويعتبرون أن الكلمة الطيبة أفضل من تقديم المال لهم والإساءة بعد ذلك. وسبحان الله، لقد حذر القرآن من مثل هذه الظاهرة وهي الإساءة والأذى لمن تقدم المال لهم، يقول تعالى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 262]. وبالفعل الكلام السيء ينشط مناطق في الدماغ تسبب الإجهاد له وتحفز مناطق الذكريات السيئة، وبالتالي الأثر السيء للكلمة الخبيثة أكبر بكثير من الأثر الإيجابي للصدقة. ولذلك يقول تعالى: (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) [البقرة: 263].
2- يقول العلماء إن إنفاق المال على الفقراء يزيل الشعور بالخوف أو الاكتئاب بسبب الإحساس بالسعادة والطمأنينة ويشعرك بأنك قمتَ بعمل رائع وساهمت في إسعاد الآخرين. وسبحان الله، لقد ربط البيان الإلهي بين إنفاق المال وبين التخلص من الخوف والحزن! يقول تعالى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 274]، أليس القرآن كتاباً رائعا؟
3- يقول الخبراء النفسيون وعلماء البرمجة اللغوية العصبية، إن الإنفاق على الفقراء والتسامح والعفو عن الناس والحلم وضبط النفس... من الأشياء الرائعة التي يقوم بها الإنسان من أجل سعادته وصحته وللتخلص من هموم الحياة. وسبحان الله، يقول تعالى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران: 134].
4- الصدقة هي تزكية للنفس، هكذا قال علماؤنا قديماً، أما علماء الغرب فيقولون: إن الصدقة تزكي الدماغ والقلب وتزيل التوتر العصبي وتخفف من إفراز هرمون الإجهاد (كما رأينا في الدراسات السابقة) وتزكي الجهاز المناعي من خلال تنشيط قدرته على مقاومة الأمراض... يقول تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا) [التوبة: 103] فالتطهير والتزكية لا يقتصر على الجانب النفسي بل هناك جانب فيزيولوجي مهم أيضاً.
يتخيل العلماء اليوم الدماغ على أنه مجموعة متكاملة من الأجهزة الدقيقة والحساسة تعمل بكفاءة عالية، وإن أي تصرف سيء تقوم به مثل أن تتكبر أو تحقد أو تبخل أو تنتقم... كل هذه التصرفات تنعكس سلباً على أداء الدماغ، تماماً مثل الصدأ والاهتراء الذي يحدث في الآلات نتيجة سوء الاستخدام. بالمقابل وجد العلماء أن أي فعل للخير أو التسامح أو الصدقة ينعكس بشكل إيجابي على أجهزة الدماغ وينشط عملها ويعتبر بمثابة صيانة لها وإطالة لعمر هذه الأجهزة.
5- ميزة الصدقة في الإسلام أنها تمنحك سعادة الدنيا والآخرة على عكس الصدقة التي يقترحها علماء الغرب فقط للشفاء أو لكسب سعادة مؤقتة، ولذلك يقول تعالى: (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) [الحديد: 18]. ويقول تعالى: (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) [البقرة: 272].
6- في الدراسات السابقة رأينا كيف أن الصدقة تمنحك السعادة، وكلما أنفقت أكثر سعدت أكثر، ولذلك يقول تعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) [آل عمران: 92] وهذه ميزة الإسلام أنه يأمرك بأن تنفق من خير مالك وأحب الأشياء التي تملكها، لأن ذلك سيمنحك سعادة أكثر وهذا ما يقدمه الإسلام لك.
7- يؤكد الباحثون أن البخل والشح من أخطر الأمراض النفسية. وإذا ما تتبعنا مواقع الإنترنت نلاحظ أعداداً كبيرة من هذه المواقع خصصت صفحات لتعليم القراء كيف ينفقون أموالهم وما هي الفوائد الطبية لذلك .. وسبحان الله، لقد أمرنا الله تعالى بالتخلص من البخل والشح واعتبر أن المفلحين هم من ينفقون الأموال ويباعدوا عن الشح... يقول تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [التغابن: 16].
8- يؤكد الخبراء أن العفو عن الآخرين له فوائد طبية أيضاً أهمها التخلص من الذكريات السيئة وتخفيف إفراز هرمون الإجهاد وتنشيط النظام المناعي، وسبحان الله لقد أمرنا الله بالعفو ... يقول تعالى: (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [البقرة: 237].
9- لقد سمى الله نفسه (العفو) لما للعفو من محاسن وفوائد وكأن الله يريد أن يعطينا إشارة إلى أهمية العفو وأنه صفة من صفات الله تعالى ينبغي علينا أن نتحلى بها، يقول تعالى: (إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا) [النساء: 149].
10- يقول العلماء إن الصفح عن الآخرين له فوائد طبية كثيرة على القلب والدماغ والنظام المناعي، وأفضل طريقة لممارسة العفو عن الآخرين أن تعتقد أن الله سيعفو عنك ويغفر لك، وسبحان الله، لقد أشار القرآن إلى هذه الحقيقة، يقول تعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [النور: 22]. ويقول تعالى: (وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [التغابن: 14].
11- دراسات علمية كثيرة حول أسرار السعادة تنصح من يعاني من اضطرابات نفسية واكتئاب وقلق نتيجة المشاعر السلبية تجاه الآخرين، أن يمارس الإنسان الحلم والصبر والعفو والتخلص من الشعور بالانتقام لأن ذلك سيعطي فوائد كثيرة أهمها التخلص من الاضطرابات النفسية وتحسين عمل القلب وتنشيط النظام المناعي والتمتع بصحة أفضل... وسبحان الله، لقد أشار القرآن إلى هذه الحقيقة العلمية قبل 14 قرناً... يقول تعالى: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [الشورى: 43].
12- أثبتت الدراسات العلمية أن الإنفاق والعفو يحدثان نفس التأثير في الدماغ، حيث تنشط أجزاء منه وبخاصة منطقة الناصية (frontal cortex) ولذلك إذا لم يكن لديك شيء تقدمه للفقراء أو المحتاجين فيمكنك أن تعفو عمن أساء إليك وتكون بذلك قد قدمت هدية رائعة للآخرين. بل إن العلماء في معهد National Institute of Neurological Disorders and Strokes وجدوا عام 2006 [13] أن أي عمل طيب تقوم به تجاه الآخرين مثل العفو أو التسامح أو المساعدة فإنه ينشط مناطق المكافأة في الدماغ تماماً كأنما تقدم له هدية أو صدقة! يقول تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) [البقرة: 219].
صورة بجهاز المسح بالرنين المغنطيسي الوظيفي للدماغ ونرى فيه المناطق الملونة بالأحمر والتي تنشط أثناء تقديم مكافأة.. هذه المناطق تنشط أثناء العفو والتسامح أيضاً. ولذلك فإن أجمل مكافأة تقدمها للآخرين هي أن تقدم لهم العفو والتسامح والمغفرة، وسبحان الله، هذا ما أمر به القرآن يقول تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) [البقرة: 219].
وأخيراً
الإعجاز العلمي للقرآن مستمر وفي كل يوم يكشف العلماء حقائق جديدة تثبت أن القرآن كلام الله تعالى. ففي زمن النبي الكريم كان الغضب والظلم ووأد البنات والطمع... كلها عادات سائدة يمارسها الكبير والصغير، ولكن النبي الكريم جاء ليهدم هذه العادات ويقيم مكانها العفو والتسامح والخير ويبعث الأمل في نفوس الناس... ونتساءل: ألا يدل ذلك على أن النبي الكريم يحب الخير لأمته وليس كما يدعي بعض المشككين أنه يمارس العنف والإرهاب؟؟!
إن الحقائق السابقة تدل على أن الإسلام دين المحبة والخير للبشرية، وكل ما جاء به القرآن أثبت العلماء حديثاً أنه مفيد للإنسان، ألا تدعونا هذه الحقائق العلمية للتفكر والتأمل في هذا الدين العظيم، وأن نتذوق حلاوة الإيمان ونشكر الله تعالى أن جعل العفو والتسامح والصدقة ... كلها عبادات نتقرب بها إلى الله تعالى نزكي أنفسنا ونتخلص من الحقد والكراهية والعنف... فالحمد لله على نعمة الإسلام.
نرجو المساهمة في نشر هذا البحث
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com/ar
المراجع
1- Clow, A., Lambert, S., Evans., P., Hucklebridge, F., Higuchi, K. (2003). An investigation into asymmetrical cortical regulation of salivary S-IgA in conscious man using transcranial magnetic stimulation. International Journal of Psychopathology, 47, 57-64.
2- Money Buys Happiness When You Spend On Others. http://www.sciencedaily.com/releases/2008/03/080320150034.htm
3- http://www.psychologytoday.com/blog/minding-the-body/201108/worried-about-money-give-some-away
4- http://www.publicaffairs.ubc.ca/2012/02/01/six-things-science-tells-us-about-happiness/
5- Happiness under a microscope, http://www.publicaffairs.ubc.ca/2010/02/08/happiness-under-a-microscope-ubc-helps-lead-a-new-scholarly-focus-on-wellbeing/
6- Charity, giving and good karma, http://www.telegraph.co.uk/sponsored/health/cancer-research-uk/8792392/Charity-giving-and-good-karma.html
7- The Secrets of Happiness, http://www.psychologytoday.com/articles/200910/the-secrets-happiness
8- The Neuroscience of Compassion, Love and Forgiveness, http://www.fetzer.org/resources/neuroscience-compassion-love-and-forgiveness-fetzer-initiative
9- http://www.realage.com/soothe-stress/forgiveness-boosts-your-immune-system-fights-depression-and-stress
10- Optimism Seems to Strengthen Immune System, http://www.psmag.com/health/optimism-seems-to-strengthen-immune-system-9800/
11- Optimistic Expectancies and Cell-Mediated Immunity
The Role of Positive Affect, Psychological Science, 2012.
12- The New Science of Forgiveness, http://greatergood.berkeley.edu/article/item/the_new_science_of_forgiveness
13- Is Kindness Really Its Own Reward? http://greatergood.berkeley.edu/article/item/is_kindness_really_its_own_reward
أسرار الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية - موقع مجاني بتسع لغات
الصفحة الرئيسية الإعجاز في البحار صورة وآية أسئلة الإعجاز العلمي انكليزي فرنسي
الإعجاز في الأرض والجبال أسرار الشفاء والغذاء موسوعة الإعجاز العلمي أسرار الإيمان واليقين
ألماني فارسي
الإعجاز العددي والرقم 7
الإعجاز في الطب والنفس عروض باوربوينت رائعة
أسرار إعجازية منوعة تركي كردي
الإعجاز التشريعي والغيبي
فيديو الإعجاز العلمي أسرار حفظ القرآن كتب مجانية للتحميل إندونيسي يوناني
الإعجاز في الكون والسماء أسرار المخلوقات
أسرار السنة النبوية جميع المقالات
ساهم في نشر الموقع السيرة الذاتية اتصل بنا
للتواصل مع الباحث عبد الدائم الكحيل: kaheel7@gmail.com
هل تعلمون أن أحدث الأبحاث العلمية تؤكد أن الصدقة والتسامح والعفو وفعل الخير... كلها وسائل مجانية لعلاج الأمراض ولذلك ينصح بها الأطباء اليوم وبخاصة لمرضى السرطان!!....
منذ عشرين عاماً بدأ العلماء اهتماماً خاصاُ بما يسمى علم النفس الإيجابي Positive Psychology وقد كان الدكتور Martin Seligman أحد رواد هذا العلم. ويتركز البحث الرئيسي على الأشياء التي تجلب السعادة للإنسان.
فعندما ابتعد الإنسان عن مبادئ الدين الحنيف واعتنق مذهب الإلحاد بدأت التعاسة وبدأ الاكتئاب يسيطر على العصر الحديث، لأن الإسلام هو الطريق الوحيد للسعادة، وما عداه لا يمكن أن يحقق للإنسان إلا سعادة ظاهرية مؤقتة سرعان ما تنتهي بالاكتئاب.
إن من أهداف علم النفس الإيجابي المساعدة على الشفاء من الأمراض بطرق غير تقليدية، أي من خلال الشعور بمزيد من السعادة والفرح وبالتالي رفع النظام المناعي للجسم للتمكن من مقاومة مختلف الأمراض وبشكل خاص السرطان وأمراض القلب.
الإنفاق يقود للسعادة
بينت دراسات عديدة تعتمد على مسح الدماغ مغنطيسياً أن التبرع بالمال يحدث نفس التأثير الذي تحدثه السعادة الناتجة عن كسب المال أو ممارسة الجنس أو تناول الطعام.
باحثون في University of British Columbia و Harvard Business School وجدوا أن إنفاق المال على الآخرين يحفز الشعور بالسعادة، وتقول الباحثة [2] Elizabeth Dunn بينت الدراسة العلمية أن الإنسان الذي يصرف المال على الآخرين على سبيل التبرع وتقديم العون لهم يكون أكثر سعادة ممن يصرفون على أنفسهم!
حسب الدراسة المنشورة على موقع علم النفس اليوم [3] فإن الباحثين يقترحون طريقة جديدة لتخفيف الإجهادات من خلال فرز هرمون الإجهاد cortisol وكسب صحة أفضل من خلال إنفاق القليل من المال على الآخرين. فهذا العمل يؤدي لتحسين نظام عمل الجسم ويكسب الإنسان ثقة وسعادة أكبر.
عندما تقدم المال للآخرين وتساعدهم على حل مشكلاتهم الاقتصادية فإنك تمنح لهم السعادة وبالتالي تشعر بالسعادة أكثر من أن تنفق المال على نفسك. هذه العملية تؤدي لراحة نفسية واستقرار في عمل أجهزة الجسد وطمأنينة تساعد الجهاز المناعي على التنشط والعمل بكفاءة أعلى.
من أجل اكتساب السعادة بشكل كبير ينصح باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية مثل البروفسور Helliwell [4] بإنفاق المال على الآخرين أو على النشاطات الخيرية بدلاً من إنفاقه على الملذات الشخصية وبخاصة مرضى السرطان!
إن المرضى الذين ينفقون أموالهم على الآخرين على سبيل المساعدة والصدقة فإن ذلك يساعدهم على التماثل للشفاء بسرعة أكبر، وربما تكون هذه النصيحة من أغرب النصائح التي يقدمها باحثون علميون (حسب المرجع 4)، مع العلم أن ديننا الحنيف أمرنا بذلك من خلال نصيحة حبيبنا محمد صلى الله عليه ولسم ومداواة مرضانا بالصدقة!!
صورة بالمجهر الإلكتروني لخلايا مناعية تهاجم خلية سرطانية وتقتلها. هذا النظام المناعي القوي يتمتع به ذوو التفكير الإيجابي من البشر، ففعل الخيرات يؤدي دائماً لتنشيط النظام المناعي في جسم الإنسان. وسبحان الله، أليس الله هو الذي أمرنا بالإكثار والمسارعة في فعل الخيرات فقال: (أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) [المؤمنون: 61].
السعادة تقوي النظام المناعي للإنسان!
يقول الدكتور David Hamilton بمجرد أن تقدم شيئاً للآخرين فإن دماغك يبدأ بإفراز الهرمونات [6]. إنه هرمون Dopamine الذي يجعلك تشعر بالسعادة وهذا الهرمون يفرزه الجسم ويشعرك بأنك تقوم بالشيء الصحيح.
وفي هذه الدراسة يقول الدكتور هاملتون
Performing acts of kindness has been found to boost your immune system, keep your heart healthy and even slow the ageing process.
وجدت الدراسة أن فعل شيء حسن للآخرين (مثل تقديم المال أو الصدقة أو المساعدة...) يرفع النظام المناعي للجسم، ويبقي قلبك صحيحاً و يبطئ زحف الشيخوخة!
التسامح والمغفرة
ينصح الخبراء بضرورة التسامح والعفو عن الآخرين ومغفرة أخطائهم لأن ذلك ينعكس بشكل إيجابي على صحة الإنسان. فالحقد وحب الانتقام يقود لإجهادات على القلب وارتفاع ضغط الدم وسهولة الإصابة بالتهابات مختلفة [9]. وفي حالات أخرى يسبب التجاعيد والشيخوخة المبكرة. وللتخفيف من الآلام المزمنة ينصح الباحثون بممارسة التسامح وأن تدرب نفسك على العفو عن الآخرين.
تؤكد الدراسات العلمية [10] أن المشاعر الإيجابية تعزز مناعة الجسم ضد الأمراض وترفع من مقاومته ضد مختلف أشكال المرض. وربما يكون أهم إحساس يساعد على رفع النظام المناعي هو التفاؤل (حسب مجلة Psychological Science - 2010).
القلب هو أكثر الأجزاء تضرراً من الانفعالات السلبية مثل الحقد وعدم التسامح والبخل والطمع والكراهية... ويقول العلماء إن ممارسة الأفعال الحسنة مثل تقديم المال للفقراء أو مساعدة المحتاجين أو مغفرة أخطائهم... فإن القلب هو أكثر عضو سيستفيد من هذه الأفعال الحسنة، حيث يتحسن تدفق الدم ويستقر عمل القلب ويتحسن أداء جميع أجهزة الجسم.
وقد وجد الباحثون في هذه التجربة أن الخلايا المناعية المسماة cell-mediated immunity –CMI تزداد عندما يمارس الإنسان التفاؤل مما يعني زيادة نشاط النظام المناعي للجسم. تقول البروفسور Suzanne Segerstrom الباحثة في جامعة Kentucky إن المشاعر السلبية تنعكس بشكل خطير على الجهاز المناعي، أما التفكير الإيجابي مثل التفاؤل والمحبة والرحمة والعطف والتسامح وحب الخير للآخرين وإيثار الآخرين بل مجرد الابتسامة تعطي نفس الأثر... كل ذلك يساهم في منح الإنسان صحة أفضل وبخاصة القلب والدماغ.
إن الدراسة الجديدة [11] تؤكد أن ممارسة أي رد فعل إيجابي مهما كان طفيفاً يؤدي إلى تحسن أداء النظام المناعي للجسم، حتى ولو بكلمة طيبة أو تصرف بسيط تجاه الآخرين يسبب السعادة لهم.
أبحاث حول أسرار السعادة
تؤكد الدراسات النفسية [7] أن الإنسان السعيد يتمتع بشخصية أقوى ويحترم ذاته وبالتالي يساعده ذلك على النجاح أكثر في عمله (حسب جامعة ميشيغانِ). فاحترام الذات ضروري جداً للنجاح على المستوى الأسري والاجتماعي.
كذلك الإنسان السعيد يكون مليئاً بالتفاؤل، وهذا أيضاً يقوده للنجاح. وتقول الدراسات إن المتشائم يميل للمرض أكثر من المتفائل الذي يتمتع بصحة أفضل. حيث وجد الباحثون أن المتفائل يتماثل للشفاء بسرعة أكبر لا سيما مرضى السرطان.
إن العفو عن الآخرين يترك أثراً إيجابياً على الدماغ حيث يمحو الذكريات السيئة ويخمد مراكز الانتقام ويريح خلايا الدماغ وينشط عملها!! وتقول الأبحاث: إنك عندما تعفو عن إنسان كأنما تقدم له مكافأة مالية! كذلك فإن العفو عن الآخرين يخفض ضغط الدم ويخفف إجهادات القلب ويقلل من إفراز هرمون الإجهاد Cortisol [12] ويطيل العمر كما يقول البرفسور Loren Toussaint حيث أخضع 1500 شخص لدراسة طلب منهم أن يغفروا لآخرين وأن يعتقدوا بأن الله سيغفر لهم! وكانت النتائج مذهلة حيث تحسنت صحتهم النفسية والجسدية بشكل كبير! حتى إن العلماء بدأوا يخترعون طرقاً وأساليب لتعليم الناس فن العفو عن الآخرين لما وجدوا من فوائد عظيمة!!
القرآن طريق السعادة
بعد هذه الحقائق العلمية دعونا نتأمل آيات من القرآن الكريم وأحاديث من كلام نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم. ونتساءل: كيف تناول القرآن والسنة موضوع السعادة والإنفاق والصدقة والعفو... وهل يتفق القرآن مع العلم الحديث؟
1- آيات كثيرة تحض المؤمن على الإنفاق على الفقراء والمساكين وتعدهم بنتائج طيبة في الدنيا والآخرة. فالنفقة على الفراء والمحتاجين تنشط مناطق محددة الدماغ تماماً مثل الكلمة الطيبة، ولذلك يحذر الخبراء من الإساءة للآخرين بكلمة سيئة، ويعتبرون أن الكلمة الطيبة أفضل من تقديم المال لهم والإساءة بعد ذلك. وسبحان الله، لقد حذر القرآن من مثل هذه الظاهرة وهي الإساءة والأذى لمن تقدم المال لهم، يقول تعالى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 262]. وبالفعل الكلام السيء ينشط مناطق في الدماغ تسبب الإجهاد له وتحفز مناطق الذكريات السيئة، وبالتالي الأثر السيء للكلمة الخبيثة أكبر بكثير من الأثر الإيجابي للصدقة. ولذلك يقول تعالى: (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) [البقرة: 263].
2- يقول العلماء إن إنفاق المال على الفقراء يزيل الشعور بالخوف أو الاكتئاب بسبب الإحساس بالسعادة والطمأنينة ويشعرك بأنك قمتَ بعمل رائع وساهمت في إسعاد الآخرين. وسبحان الله، لقد ربط البيان الإلهي بين إنفاق المال وبين التخلص من الخوف والحزن! يقول تعالى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 274]، أليس القرآن كتاباً رائعا؟
3- يقول الخبراء النفسيون وعلماء البرمجة اللغوية العصبية، إن الإنفاق على الفقراء والتسامح والعفو عن الناس والحلم وضبط النفس... من الأشياء الرائعة التي يقوم بها الإنسان من أجل سعادته وصحته وللتخلص من هموم الحياة. وسبحان الله، يقول تعالى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران: 134].
4- الصدقة هي تزكية للنفس، هكذا قال علماؤنا قديماً، أما علماء الغرب فيقولون: إن الصدقة تزكي الدماغ والقلب وتزيل التوتر العصبي وتخفف من إفراز هرمون الإجهاد (كما رأينا في الدراسات السابقة) وتزكي الجهاز المناعي من خلال تنشيط قدرته على مقاومة الأمراض... يقول تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا) [التوبة: 103] فالتطهير والتزكية لا يقتصر على الجانب النفسي بل هناك جانب فيزيولوجي مهم أيضاً.
يتخيل العلماء اليوم الدماغ على أنه مجموعة متكاملة من الأجهزة الدقيقة والحساسة تعمل بكفاءة عالية، وإن أي تصرف سيء تقوم به مثل أن تتكبر أو تحقد أو تبخل أو تنتقم... كل هذه التصرفات تنعكس سلباً على أداء الدماغ، تماماً مثل الصدأ والاهتراء الذي يحدث في الآلات نتيجة سوء الاستخدام. بالمقابل وجد العلماء أن أي فعل للخير أو التسامح أو الصدقة ينعكس بشكل إيجابي على أجهزة الدماغ وينشط عملها ويعتبر بمثابة صيانة لها وإطالة لعمر هذه الأجهزة.
5- ميزة الصدقة في الإسلام أنها تمنحك سعادة الدنيا والآخرة على عكس الصدقة التي يقترحها علماء الغرب فقط للشفاء أو لكسب سعادة مؤقتة، ولذلك يقول تعالى: (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) [الحديد: 18]. ويقول تعالى: (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) [البقرة: 272].
6- في الدراسات السابقة رأينا كيف أن الصدقة تمنحك السعادة، وكلما أنفقت أكثر سعدت أكثر، ولذلك يقول تعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) [آل عمران: 92] وهذه ميزة الإسلام أنه يأمرك بأن تنفق من خير مالك وأحب الأشياء التي تملكها، لأن ذلك سيمنحك سعادة أكثر وهذا ما يقدمه الإسلام لك.
7- يؤكد الباحثون أن البخل والشح من أخطر الأمراض النفسية. وإذا ما تتبعنا مواقع الإنترنت نلاحظ أعداداً كبيرة من هذه المواقع خصصت صفحات لتعليم القراء كيف ينفقون أموالهم وما هي الفوائد الطبية لذلك .. وسبحان الله، لقد أمرنا الله تعالى بالتخلص من البخل والشح واعتبر أن المفلحين هم من ينفقون الأموال ويباعدوا عن الشح... يقول تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [التغابن: 16].
8- يؤكد الخبراء أن العفو عن الآخرين له فوائد طبية أيضاً أهمها التخلص من الذكريات السيئة وتخفيف إفراز هرمون الإجهاد وتنشيط النظام المناعي، وسبحان الله لقد أمرنا الله بالعفو ... يقول تعالى: (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [البقرة: 237].
9- لقد سمى الله نفسه (العفو) لما للعفو من محاسن وفوائد وكأن الله يريد أن يعطينا إشارة إلى أهمية العفو وأنه صفة من صفات الله تعالى ينبغي علينا أن نتحلى بها، يقول تعالى: (إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا) [النساء: 149].
10- يقول العلماء إن الصفح عن الآخرين له فوائد طبية كثيرة على القلب والدماغ والنظام المناعي، وأفضل طريقة لممارسة العفو عن الآخرين أن تعتقد أن الله سيعفو عنك ويغفر لك، وسبحان الله، لقد أشار القرآن إلى هذه الحقيقة، يقول تعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [النور: 22]. ويقول تعالى: (وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [التغابن: 14].
11- دراسات علمية كثيرة حول أسرار السعادة تنصح من يعاني من اضطرابات نفسية واكتئاب وقلق نتيجة المشاعر السلبية تجاه الآخرين، أن يمارس الإنسان الحلم والصبر والعفو والتخلص من الشعور بالانتقام لأن ذلك سيعطي فوائد كثيرة أهمها التخلص من الاضطرابات النفسية وتحسين عمل القلب وتنشيط النظام المناعي والتمتع بصحة أفضل... وسبحان الله، لقد أشار القرآن إلى هذه الحقيقة العلمية قبل 14 قرناً... يقول تعالى: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [الشورى: 43].
12- أثبتت الدراسات العلمية أن الإنفاق والعفو يحدثان نفس التأثير في الدماغ، حيث تنشط أجزاء منه وبخاصة منطقة الناصية (frontal cortex) ولذلك إذا لم يكن لديك شيء تقدمه للفقراء أو المحتاجين فيمكنك أن تعفو عمن أساء إليك وتكون بذلك قد قدمت هدية رائعة للآخرين. بل إن العلماء في معهد National Institute of Neurological Disorders and Strokes وجدوا عام 2006 [13] أن أي عمل طيب تقوم به تجاه الآخرين مثل العفو أو التسامح أو المساعدة فإنه ينشط مناطق المكافأة في الدماغ تماماً كأنما تقدم له هدية أو صدقة! يقول تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) [البقرة: 219].
صورة بجهاز المسح بالرنين المغنطيسي الوظيفي للدماغ ونرى فيه المناطق الملونة بالأحمر والتي تنشط أثناء تقديم مكافأة.. هذه المناطق تنشط أثناء العفو والتسامح أيضاً. ولذلك فإن أجمل مكافأة تقدمها للآخرين هي أن تقدم لهم العفو والتسامح والمغفرة، وسبحان الله، هذا ما أمر به القرآن يقول تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) [البقرة: 219].
وأخيراً
الإعجاز العلمي للقرآن مستمر وفي كل يوم يكشف العلماء حقائق جديدة تثبت أن القرآن كلام الله تعالى. ففي زمن النبي الكريم كان الغضب والظلم ووأد البنات والطمع... كلها عادات سائدة يمارسها الكبير والصغير، ولكن النبي الكريم جاء ليهدم هذه العادات ويقيم مكانها العفو والتسامح والخير ويبعث الأمل في نفوس الناس... ونتساءل: ألا يدل ذلك على أن النبي الكريم يحب الخير لأمته وليس كما يدعي بعض المشككين أنه يمارس العنف والإرهاب؟؟!
إن الحقائق السابقة تدل على أن الإسلام دين المحبة والخير للبشرية، وكل ما جاء به القرآن أثبت العلماء حديثاً أنه مفيد للإنسان، ألا تدعونا هذه الحقائق العلمية للتفكر والتأمل في هذا الدين العظيم، وأن نتذوق حلاوة الإيمان ونشكر الله تعالى أن جعل العفو والتسامح والصدقة ... كلها عبادات نتقرب بها إلى الله تعالى نزكي أنفسنا ونتخلص من الحقد والكراهية والعنف... فالحمد لله على نعمة الإسلام.
نرجو المساهمة في نشر هذا البحث
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com/ar
المراجع
1- Clow, A., Lambert, S., Evans., P., Hucklebridge, F., Higuchi, K. (2003). An investigation into asymmetrical cortical regulation of salivary S-IgA in conscious man using transcranial magnetic stimulation. International Journal of Psychopathology, 47, 57-64.
2- Money Buys Happiness When You Spend On Others. http://www.sciencedaily.com/releases/2008/03/080320150034.htm
3- http://www.psychologytoday.com/blog/minding-the-body/201108/worried-about-money-give-some-away
4- http://www.publicaffairs.ubc.ca/2012/02/01/six-things-science-tells-us-about-happiness/
5- Happiness under a microscope, http://www.publicaffairs.ubc.ca/2010/02/08/happiness-under-a-microscope-ubc-helps-lead-a-new-scholarly-focus-on-wellbeing/
6- Charity, giving and good karma, http://www.telegraph.co.uk/sponsored/health/cancer-research-uk/8792392/Charity-giving-and-good-karma.html
7- The Secrets of Happiness, http://www.psychologytoday.com/articles/200910/the-secrets-happiness
8- The Neuroscience of Compassion, Love and Forgiveness, http://www.fetzer.org/resources/neuroscience-compassion-love-and-forgiveness-fetzer-initiative
9- http://www.realage.com/soothe-stress/forgiveness-boosts-your-immune-system-fights-depression-and-stress
10- Optimism Seems to Strengthen Immune System, http://www.psmag.com/health/optimism-seems-to-strengthen-immune-system-9800/
11- Optimistic Expectancies and Cell-Mediated Immunity
The Role of Positive Affect, Psychological Science, 2012.
12- The New Science of Forgiveness, http://greatergood.berkeley.edu/article/item/the_new_science_of_forgiveness
13- Is Kindness Really Its Own Reward? http://greatergood.berkeley.edu/article/item/is_kindness_really_its_own_reward
أسرار الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية - موقع مجاني بتسع لغات
الصفحة الرئيسية الإعجاز في البحار صورة وآية أسئلة الإعجاز العلمي انكليزي فرنسي
الإعجاز في الأرض والجبال أسرار الشفاء والغذاء موسوعة الإعجاز العلمي أسرار الإيمان واليقين
ألماني فارسي
الإعجاز العددي والرقم 7
الإعجاز في الطب والنفس عروض باوربوينت رائعة
أسرار إعجازية منوعة تركي كردي
الإعجاز التشريعي والغيبي
فيديو الإعجاز العلمي أسرار حفظ القرآن كتب مجانية للتحميل إندونيسي يوناني
الإعجاز في الكون والسماء أسرار المخلوقات
أسرار السنة النبوية جميع المقالات
ساهم في نشر الموقع السيرة الذاتية اتصل بنا
للتواصل مع الباحث عبد الدائم الكحيل: kaheel7@gmail.com
bird1of1peace- نائب المدير العام
- تاريخ التسجيل : 29/06/2011
عدد المساهمات : 708
نقاط : 2120
الجنس :
المهنة :
أهمية العمل الصّالح في حياة المسلم
أهمية العمل الصّالح في حياة المسلم
الجمعة 06 ديسمبر 2013الجزائر: عبد الحكيم ڤماز
حَثَّ القُرآن الكريم على العمل الصّالح المقرون بالإيمان باللّه تعالى والخالص لوجهه الكريم سبحانه؛ لأنَّ العمل الصّالح هو العملُ المرضيّ عند اللّه تعالى، ولا يكون كذلك إلاّ إذا توفّر فيه شرطان: الأوّل، إخلاص للّه. والثاني، أن يكون وفق شرعه، فإذا فقد العمل أحدها أضحى مرفوضًا لا ثواب عليه، قال تعالى: {فَمَن كان يَرْجُوا لِقَاءَ ربِّه فليَعْمَل عمَلا صالحًا ولا يُشْرِك بعبادَةِ ربِّه أحدًا}.
للعمل الصّالح مكانة عظيمة في الإسلام، لأنّه ثمرة الإيمان، وقد اقترن بالإيمان في آيات كثيرة من القرآن جاءت بالحثّ عليه، وبيان ثواب وأجر فاعله، وربطه بالنّجاة والسّعادة في الدّنيا والآخرة، وأنّ تركه خسارة وبوار كما في سورة العصر {والعصر إنّ الإنسان لَفِي خُسر إلاّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وتَوَاصَوْا بالحقّ وتَوَاصَوْا بالصّبر}.
ويتنوّع العمل الصّالح وتتّسِع دائرته إلى كل ما أمر اللّه به أمر وجوب أو استحباب، وحتّى يشمل كلّ ما يقصد به القُربَة إذا صَحّت النّية؛ حتّى يدخل فيه النّوم والأكل بنية التَّقوِّي على العبادة، وحتّى قضاء الشّهوة بنية التعفُّف، قال عليه الصّلاة والسّلام: ”وفي بِضْعِ أحدِكُم صَدقة”.
وينبغي أن يُراعي المسلم في مسألة الأعمال الصّالحة أمورًا، منها:
-المسارعة إليها: قال اللّه سبحانه وتعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} آل عمران:133، وقال تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللّه وَرُسُلِهِ} الحديد:21.
-الاستِمرار عليها مع الاجتهاد فيها: قال اللّه سبحانه وتعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} هود:112، وكما في اجتهاد أولياء اللّه تعالى في عبادتهم؛ وذلك في قوله تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} السجدة:15-16، وقوله سبحانه: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} الذاريات:17-19. وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} الفرقان:64.
-رجاء القبول مع الخوف من عدم القبول: قال اللّه سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} المؤمنون:60، وقال تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّه مِنَ الْمُتَّقِينَ} المائدة:27.
وتتفاوت الأعمال الصّالحة في مراتبها وأجورها، وأعظمها العبادات وما أوجبه اللّه تعالى من الفرائض، ثمّ تتفاوت الأعمال بعد ذلك حسب الحاجة والمنفعة، قال اللّه سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: ”وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحَبَّ إليَّ ممّا افتَرَضْتُه عليه، ولا يزال عبدي يَتقرَّب إليَّ بالنّوافل حتّى أحبُّه” رواه البخاري، وكذلك حديث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ”الإيمان بضع وسبعون (أو بضع وستون) شُعبة، فأعلاها قول لا إله إلاّ اللّه، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شُعبة من الإيمان” رواه مسلم.
وللالتزام بالعبادات والأعمال الصّالحات أثرًا في تزكية نفس فاعلها، وإصلاح الفرد ثمّ إصلاح المجتمع، وهذا واضح في النّصوص الشّرعية. ففي الصّلاة يقول اللّه تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللّه أَكْبَرُ وَاللّه يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} العنكبوت:45، وفي الزّكاة: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ} التوبة:103، وفي الصّيام: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة:183، وكذا في الحجّ: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّه وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ} البقرة:197.
وأصحاب الأعمال الصّالحة يُجاهدون أنفسهم عليها جهادًا مستمرًا أمام شهوات النّفس وزينة الحياة الدّنيا، ويدفعون عن أنفسهم الرِّيَاء والسُّمعَة وداء العُجْبِ بما هُم عليه من طاعة حتّى يَجِدوا حلاوة ولذّة أعمالهم الصّالحة، قال أحد السّلف وقد بلغ الستين من عمره: ”جاهدتُ نفسي على قيام اللّيل أربعين سنة وتلذّذتُ بها عشرون”، ومن السّلف مَن لم تفته تكبيرة الإحرام أربعين سنة، قال الشيرازي: ”إذا سمعتُم حيّ على الصّلاة ولم تروني في الصفّ الأوّل، فاطلبوني في المقبرة”.
kaf- kaheel7.com
الجمعة 06 ديسمبر 2013الجزائر: عبد الحكيم ڤماز
حَثَّ القُرآن الكريم على العمل الصّالح المقرون بالإيمان باللّه تعالى والخالص لوجهه الكريم سبحانه؛ لأنَّ العمل الصّالح هو العملُ المرضيّ عند اللّه تعالى، ولا يكون كذلك إلاّ إذا توفّر فيه شرطان: الأوّل، إخلاص للّه. والثاني، أن يكون وفق شرعه، فإذا فقد العمل أحدها أضحى مرفوضًا لا ثواب عليه، قال تعالى: {فَمَن كان يَرْجُوا لِقَاءَ ربِّه فليَعْمَل عمَلا صالحًا ولا يُشْرِك بعبادَةِ ربِّه أحدًا}.
للعمل الصّالح مكانة عظيمة في الإسلام، لأنّه ثمرة الإيمان، وقد اقترن بالإيمان في آيات كثيرة من القرآن جاءت بالحثّ عليه، وبيان ثواب وأجر فاعله، وربطه بالنّجاة والسّعادة في الدّنيا والآخرة، وأنّ تركه خسارة وبوار كما في سورة العصر {والعصر إنّ الإنسان لَفِي خُسر إلاّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وتَوَاصَوْا بالحقّ وتَوَاصَوْا بالصّبر}.
ويتنوّع العمل الصّالح وتتّسِع دائرته إلى كل ما أمر اللّه به أمر وجوب أو استحباب، وحتّى يشمل كلّ ما يقصد به القُربَة إذا صَحّت النّية؛ حتّى يدخل فيه النّوم والأكل بنية التَّقوِّي على العبادة، وحتّى قضاء الشّهوة بنية التعفُّف، قال عليه الصّلاة والسّلام: ”وفي بِضْعِ أحدِكُم صَدقة”.
وينبغي أن يُراعي المسلم في مسألة الأعمال الصّالحة أمورًا، منها:
-المسارعة إليها: قال اللّه سبحانه وتعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} آل عمران:133، وقال تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللّه وَرُسُلِهِ} الحديد:21.
-الاستِمرار عليها مع الاجتهاد فيها: قال اللّه سبحانه وتعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} هود:112، وكما في اجتهاد أولياء اللّه تعالى في عبادتهم؛ وذلك في قوله تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} السجدة:15-16، وقوله سبحانه: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} الذاريات:17-19. وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} الفرقان:64.
-رجاء القبول مع الخوف من عدم القبول: قال اللّه سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} المؤمنون:60، وقال تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّه مِنَ الْمُتَّقِينَ} المائدة:27.
وتتفاوت الأعمال الصّالحة في مراتبها وأجورها، وأعظمها العبادات وما أوجبه اللّه تعالى من الفرائض، ثمّ تتفاوت الأعمال بعد ذلك حسب الحاجة والمنفعة، قال اللّه سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: ”وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحَبَّ إليَّ ممّا افتَرَضْتُه عليه، ولا يزال عبدي يَتقرَّب إليَّ بالنّوافل حتّى أحبُّه” رواه البخاري، وكذلك حديث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ”الإيمان بضع وسبعون (أو بضع وستون) شُعبة، فأعلاها قول لا إله إلاّ اللّه، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شُعبة من الإيمان” رواه مسلم.
وللالتزام بالعبادات والأعمال الصّالحات أثرًا في تزكية نفس فاعلها، وإصلاح الفرد ثمّ إصلاح المجتمع، وهذا واضح في النّصوص الشّرعية. ففي الصّلاة يقول اللّه تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللّه أَكْبَرُ وَاللّه يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} العنكبوت:45، وفي الزّكاة: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ} التوبة:103، وفي الصّيام: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة:183، وكذا في الحجّ: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّه وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ} البقرة:197.
وأصحاب الأعمال الصّالحة يُجاهدون أنفسهم عليها جهادًا مستمرًا أمام شهوات النّفس وزينة الحياة الدّنيا، ويدفعون عن أنفسهم الرِّيَاء والسُّمعَة وداء العُجْبِ بما هُم عليه من طاعة حتّى يَجِدوا حلاوة ولذّة أعمالهم الصّالحة، قال أحد السّلف وقد بلغ الستين من عمره: ”جاهدتُ نفسي على قيام اللّيل أربعين سنة وتلذّذتُ بها عشرون”، ومن السّلف مَن لم تفته تكبيرة الإحرام أربعين سنة، قال الشيرازي: ”إذا سمعتُم حيّ على الصّلاة ولم تروني في الصفّ الأوّل، فاطلبوني في المقبرة”.
kaf- kaheel7.com
bird1of1peace- نائب المدير العام
- تاريخ التسجيل : 29/06/2011
عدد المساهمات : 708
نقاط : 2120
الجنس :
المهنة :
مواضيع مماثلة
» بحث رائع: أسرار مذهلة للصدقة والتسامح
» بحث رائع: أسرار "قوة الشكر"
» حقائق علمية مذهلة لفوائد الصيام
» حقائق علمية مذهلة لفوائد الصيام
» حقائق علمية مذهلة لفوائد الصيام
» بحث رائع: أسرار "قوة الشكر"
» حقائق علمية مذهلة لفوائد الصيام
» حقائق علمية مذهلة لفوائد الصيام
» حقائق علمية مذهلة لفوائد الصيام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 3 نوفمبر 2023 - 1:47 من طرف alkhaimadz
» اخراج_القضيب_بعد_القذف_خطأ_كبير
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:51 من طرف nahla
» عدد مرات الجماع في أيام التبويض
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:48 من طرف nahla
» كيفية التعامل مع الزوج المشغول ؟
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:44 من طرف nahla
» عوامل يجب أخذها في الإعتبار قبل الموافقة علي الزواج
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:41 من طرف nahla
» ما يجب أن تقوليه لحماتك وما لا يجب أن تقوليه ؟
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:36 من طرف nahla
» #التقبيل???? و #المداعبة????????
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:34 من طرف nahla
» داء الأمم
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:23 من طرف nahla
» عَجَبًا لأمْر المؤمِن - عَجِبْتُ لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:23 من طرف nahla
» علمتني أذكار النوم
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:21 من طرف nahla
» كيف تجعليه يرغب فيكي ويشتاق إليكي ؟ 18 طريقة فعالة
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:20 من طرف nahla
» أغبى البنات
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:17 من طرف nahla
» أمثال عن المرأة
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:15 من طرف nahla
» مسائل في القَضاء والقَدَر
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:00 من طرف nahla
» له الْمُلْك
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 16:59 من طرف nahla
» الوَدُود سبحانه وتعالى
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 16:58 من طرف nahla
» أربع أمنيات لأربع نساء أوربيات
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:44 من طرف nahla
» نصيحة من عند وحدة مجربة
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:42 من طرف nahla
» نصيحة من اخت لاخت
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:41 من طرف nahla
» وضع المنشورات المتعلقة بالنساء في القسم المخصص لذلك
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:40 من طرف nahla