دخول
بحـث
المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
المواضيع الأكثر شعبية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
imad | ||||
bird1of1peace | ||||
إيمان | ||||
وردة الرمال | ||||
alkhaimadz | ||||
عبد المؤمن | ||||
randa | ||||
شهرزاد | ||||
تمكين للتدريب والاستشارات | ||||
Soleil Aseel |
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
إعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
التربية الإعلامية : الأسس والمعالم
صفحة 1 من اصل 1
التربية الإعلامية : الأسس والمعالم
التربية الإعلامية : الأسس والمعالم
ضمن محــور
دور المدرسة في التربية الإعلامية
إعداد
أ.د. عبد الرحمن بن إبراهيم الشاعر
ورقة مقدمة "للمؤتمر الدولي الأول للتربية الإعلامية"
1428هـ /2007م
المحتويات
مدخل الدراسة .................................................. ......... 3
دور التربية كرافد أساسي للإعلام ........................................ 5
التربية الإسلامية .................................................. ......... 7
التربية والعلاقات الاجتماعية .............................................. 8
التربية والجوانب الوطنية ................................................. 9
التربية والتطور العلمي .................................................. .. 10
دور الثقافة والإعلام كرافد أساسي للتربية .............................. 14
العولمة والإعلام .................................................. ........ 21
التخطيط لبرنامج التربية الإعلامية ...................................... 29
التوصيات .................................................. ............... 32
المراجع .................................................. .................. 33
التربية الإعلامية : الأسس والمعالم
مدخل الدراسة
الإعلام ـ سواء كهيئة مستقلة أو نشاط داخل هيئات أخرى ـ: هو جهاز يسعى إلى نقل الحقائق والمعلومات التي تهم أفراد المجتمع ؛ إلا أن هذا التعريف محصور بالجانب المضيء للإعلام. في حين أننا نعيش في ظل تخبطات إعلامية يصعب فرزها أو تصنيف أهدافها ، فهي ليست مقصودة بما تحمله الكلمة من معنى، وفي الوقت نفسه ليست تلقائية ، ولكني أكاد أجزم بأنها في مجملها انتقائية. والإعلام في وقتنا الحاضر لا يترك الأثر المنشود الذي يسعى إليه الإعلام المتزن.
وإن الباحث في الشئون الاجتماعية يدرك ما تواجهه المجتمعات البشرية من تغيير وتغير فرضتهما معظم معطيات العصر التقنية، وهذا نتيجة تطلع الإنسان إلى مواكبة عجلة التقدم العلمي والإفادة من تلك المعطيات، إلا أن المواكبة السليمة لتطور الأمم تتم من خلال التقويم المستمر لكل ما يعرض من تقنيات ومخترعات، واختيار ما يلائم احتياجات الفرد التي هي جزء من احتياجات مجتمعه، دون أن يؤثر ذلك في القيم والمفاهيم الإنسانية للمجتمع الذي يعيش فيه، وتتحكم درجة الثقافة والمستوى التعليمي للمجتمعات في القدرة على التمييز بين معطيات التقنية وتحديد حجم احتياجات المجتمع منها.
وكذلك تسهم درجة الثقافة والمستوى التعليمي بجعل كثير منها يتلاءم مع طبيعة متطلبات المجتمع.
وما زالت مرحلة الشباب موضوع دراسة علماء الاجتماع والتربية والإعلام وغيرهم؛ وذلك بغية إيجاد أسلوب علمي موضوعي وصحي للتعامل مع الفرد في تلك المرحلة آملاً بالوصول إلى جيل مترابط من الجوانب الثقافية والصحية والاجتماعية، وتنصب الدراسات في هذا الجانب على:
1ـ التفاعل الاجتماعي للفرد ودوره في تكوين شخصيته.
2ـ دور الأسرة وموقع الفرد في الخريطة الأسرية وتنوع التفاعل الأسري معه ودوره في تنمية شخصيته.
3ـ البيئة وما تشمله من جوانب ثقافية ودينية وعلمية إعلامية ذات دور فاعل في بلورة شخصية الفرد.
وتعد التربية من أهم منطلقات السلوك الإنساني في التقويم، لذا تقوم المؤسسات التربوية بدور فاعل في إعداد الإنسان الصالح ليكون لبنة في البناء الاجتماعي المتسق مع متطلبات الحياة وفق القيم والمبادئ الإسلامية التي تدعو إلى التسامح الذي هو من الأخلاق الإسلامية التي لابد للمرء من التحلي بها؛ لأن الأخذ بمبدأ التسامح من مقتضيات الأخوة الإسلامية، ومن القيم الخلقية التي حث عليها ديننا الحنيف. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (رحم الله امرءاً سمحاً إذا باع سمحاً إذا اشترى سمحاً إذا قاضى سمحاً إذا اقتضى).
وإن من أعظم أخلاق عباد الله الصالحين, كما قال الإمام المناوي هو التسامح الذي يحول دون دخول أي شوائب سلوكية، فينعكس ذلك إيجابيا على الفرد والمجتمع. فالإسلام يحصن الفرد من الخوف والقلق والاضطراب ويشيع معاني السلام والمحبة والتسامح بين أفراد المجتمع.
وإن التربية والثقافة والإعلام مصادر رئيسة لتشكيل الفكر والسلوك. وتوظيف هذه المصادر في معالجة ظواهر إنسانية سلوكية سيصل إلى الرقي في الفكر وفي السلوك. إلا أن هناك تحدياً واضحاً بين التربية والإعلام، وهما ينطلقان من مفهوم يكاد يكون واحداً وهو نقل المعرفة إلى طالبيها، فالتربية بمنهجيتها وملامستها للواقع وحرصها على القيم تواجه الإعلام الجامح نحو نقل المعرفة دون النظر إلى منبعها ومنطلقاتها وأثرها على المدى القريب أو المدى البعيد.
دور التربية كرافد أساسي للإعلام
التربية رسالة البيت والمسجد والمدرسة، وهذه الركائز الثلاث تعد البيئة السليمة والصحية لتربية ترقى بالفرد وبأسلوب تعامله ونشاطه. والتربية نظام متكامل يشمل المعرفة والمهارة والجوانب الوجدانية في تناغم وتكامل يسعى إلى تشكيل الفكر الإنساني ويشير ابن خلدون في فصل الفكر الإنساني أن الله سبحانه وتعالى ميز البشر عن سائر الحيوانات بالفكر الذي جله مبدأ كماله نهاية فضله على الكائنات وشرفه، وذلك أن الإدراك هو الشعور المدرك في ذاته.
ويزيد الإنسان من بينها أنه يدرك الخارج عن ذاته بالفكر الذي وراء حسه, فينتزع بها صور المحسوسات ويجول بذهنه فيها فيجرد صوراً أخرى، والفكر هو التصرف في تلك الصور وراء الحس وجولان الذهن فيها بالانتزاع والتركيب. وللنشاط الفكري عند ابن خلدون ثلاثة أنماط:
1ـ العقل التمييزي الذي يفيد الآراء والآداب في معاملة بني جنسه.
3ـ العقل التجريبي الذي يغير الآراء والآداب في معاملة بني جنسه.
3ـ العقل النظري الذي يعني بما وراء الحس والذي يستهدف تصوراً كلياَ للوجود بفضوله، أسبابه وعلله.
واستطراداً لما ذكره ابن خلدون حول الإدراك أشار هيس في دراسة حول مراحل نمو الإدراك إلى أن التعليم في الصغر يساعد الفرد في عملية التطبيع الاجتماعي، إلى جانب أنه ينمي وظائف الجسم، ويمكنه من اكتساب المهارات الحياتية المختلفة، وبالتالي فإن التربية المبكرة من أهم مقومات الشخصية الإنسانية؛ لذا يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.
وأكد عالم النفس بنجامين بلوم أن نسبة (50%) من النمو العقلي للفرد تكون قد تكونت ما بين الميلاد وسن الرابعة، وأن نسبة (30%) من النمو العقلي يكتمل نموها ما بين العام الرابع والثامن من حياة الفرد، وأن نسبة (20%) المتبقية من النمو العقلي يكتمل نموها ما بين العام الثامن والسابع عشر من حياة الفرد، وهذا يوضح مدى أهمية العناية بإعداد البرامج التربوية للشباب في مقتبل العمر.
وقد أشارت بعض الدراسات حول هذا الموضوع إلى أن العناية بالتخطيط لتربية سليمة ينطلق من المضمون الفكري الذي يقدم الخبرات والتجارب في قالب تربوي وبأسلوب منهجي مترابط من البسيط إلى المركب، ومن السهل إلى الصعب، ومن العام إلى الخاص، ومن المحسوس إلى المدرك الحسي فالمجرد, ومن الكل إلى الجزء. وللوصول إلى هذا المستوى من الإعداد لبرنامج تربوي ذي أثر فعال في سلوك الفرد وقد أشارت الأدبيات إلى أن الأنشطة التربوية المعتمدة لتحقيق هذا الهدف ينبغي أن تكون ضمن ضوابط ومعايير تتوافر فيها الأمور التالية:
1ـ البساطة التي تسهل ممارستها والنجاح فيها.
2ـ الواقعية التي تجعلها غير مفتعلة.
3ـ سهولة تنفيذ المهام الواردة فيها.
4ـ إمكانية التحكم فيها والسيطرة عليها.
5ـ التشويق الذي يبعد الملل عنها.
6ـ ألا تكون متعبة أو مرهقة أو صعبة.
7ـ سهولة قياس أثرها.
8ـ التغير وعدم التكرار والتقوية.
9ـ قدرتها على تحقيق التكامل المعرفي والوجداني.
وإذا كانت هذه مقومات التربية الحديثة فإن التربية الإسلامية وضعت الأسس السليمة لتربية مستقيمة، وما على الإعلام سوى الإفادة من هذه الحقائق وتوظيفها في الرسالة الإعلامية.
التربية الإسلامية(Islamic Education)
تعرف التربية الإسلامية بأنها التنشئة وفق معايير ومفاهيم إسلامية محددة. وقد حدد الألباني (1979م) عناصر التربية الإسلامية بما يلي:
1ـ المحافظة على فطرة الناشئ ورعايتها.
2ـ تنمية جميع مواهبه واستعداداته، وهي كثيرة ومتنوعة.
3ـ توجيه هذه الفطرة وهذه المواهب جميعها نحو صلاحها وكمالها اللائق بها.
4ـ التدرج في هذه العملية.
ويقول عبد الرحمن النحلاوي (1983م) "لا تحقيق لشريعة الإسلام إلا بتربية النفس والجيل والمجتمع على الإيمان بالله ومراقبته والخضوع له وحده"، ومن هنا كانت التربية الإسلامية فريضة في أعناق الآباء والمعلمين، وأمانة يحملها الجيل والجيل الذي بعده يؤديها المربون للناشئين.
وللتربية الإسلامية مفاهيم ومعايير أساسية يبنى عليها المنهج التربوي الإسلامي. كما أن لها قيماً ومبادئ نابعة من القيم والمبادئ الإسلامية المتمثلة بالصبر، والصدق، والمراقبة، والتعاون على البر والتقوى، والأمانة، وحسن الخلق، والحلم، والإيثار، والرفق، وآداب الطعام، وحق الجار، واحترام الكبير، والعطف على الصغير، والصدق في المعاملة، ومكارم الأخلاق. ولنا في تراثنا الإسلامي الأمثلة والمواقف التي يمكن من خلالها اقتباس الأفكار الجيدة لغرس هذه القيم والمبادئ في نفوس النشء وتشكيل سلوكهم وفق التعاليم الإسلامية. فالانتماء للإسلام لا يكون بالهوية الإسلامية فحسب بل بالسلوك الإسلامي، وقد كان الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ يتمثلون القرآن في جميع تصرفاتهم وسلوكهم اليومي، وكان الواحد منهم قرآناً يمشي على الأرض، كما كان قدوتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي وصفته عائشة رضي الله عنها بهذا الوصف.
التربية والعلاقات الاجتماعية Education & Social Relationship
يتميز المجتمع العربي بالترابط الأسري ووحدة العائلة، وهذا يعكس ظروف المجتمع من حيث تركيبته السكانية.
والوضع الاقتصادي لهذا المجتمع مستقر وجيد في معظم البلدان العربية من حيث دخل الأسرة والفرد في الريف والحضر والبادية. كما تهتم الدول العربية بتقديم خدمات جيدة في مجالات التعليم والصحة والترويح. إلا أن هذا المجتمع يواجه المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وقد أثرت هذه المتغيرات على خطط التنمية حيث ركزت على العنصر البشري بشكل مباشر عن طريق تطوير الخدمات المتاحة والمشروعات التنموية التي تعود بالخير على هذا المجتمع.
هذه المتغيرات المضطردة التي يواجهها المجتمع بحاجة إلى نظم تعليمية متطورة وخدمات إعلامية رائدة تفسر أبعادها وتعد المجتمع للتعامل معها بكفاءة عالية، وذلك لرفع كفاءة التعامل بين عناصر المجتمع وتنمية العلاقات الأسرية التي تشكل وحدة المجتمع وترابطه. وتصمم هذه الخدمات الإعلامية وفق معايير التعاليم الإسلامية، والسلوك الاجتماعي والعادات والتقاليد العربية.
وإن البرامج التلفزيونية التي تخدم المجتمع وتبرز دوره الفعال في بناء الوطن ترتبط مع جوانب التربية الإسلامية للنشء ارتباطاً وثيقاً، فالبعد الإسلامي والبعد الاجتماعي لا يمكن فصلهما عن بعضها؛ لذا يجب عند إعداد المنهج التربوي الأخذ في الاعتبار الجوانب التالية:
1ـ التعاليم الإسلامية.
2ـ السلوك المناسب.
3ـ العادات والتقاليد.
4ـ العلاقات الاجتماعية.
5ـ أهم المتغيرات الاجتماعية المعاصرة.
التربية والجوانب الوطنيةEducation & National Aspects
التربية الوطنية أحد أهداف التربية العامة، ويجب أن يغرس كل من الإعلام والتربية والمنهج روح الانتماء الوطني في نفوس النشء، والانتماء غريزة بشرية فالفرد ينتمي إلى الأسرة والأسرة إلى المجتمع والمجتمع إلى الوطن. ولو استعرضنا الخصائص الفسيولوجية للنسق الحضاري في مجتمع مثل المجتمع السعودي على سبيل المثال نجد أنه يستند إلى نسق مرجعي من القيم الدينية مبني على الشريعة الإسلامية، وهذا النسق يفسر عدم ظهور صور الانهيار المعياري الذي يسود معظم المدن رغم أن صور الانهيار المعياري اعتبرها "فيرث وزمبرت وسروكن" من خصائص الحياة الحضرية، وتعد الضوابط الرسمية أساساً للعلاقات في الحياة مع أهمية وجود الضوابط غير الرسمية التي تستمد قوتها من قوة العقيدة الإسلامية ووضوح نسق العادات والأعراف في المجتمع الذي ينتمي للوطن الواحد.
ومُعد المحتوى التربوي الإعلامي يجب أن يدرك الحقائق التي بنيت على أساسها العلاقات الاجتماعية حتى يصل إلى مستوى الانتماء الوطني، وأن يستشعر التغير القوي لاتجاهات الناس نحو الأخذ بمعطيات العصر مع الحرص الشديد على الإبقاء على الهوية الوطنية، وأن هذا التوجه متناغم مع عنصري الإدراك والوعي ما أدى إلى انتشار مظاهر التغير في نواحي الحياة الاجتماعية مع المحافظة على الهوية الوطنية. وعلى النظم التربوية أن تعزز هذه الاتجاهات وتنميه وتحافظ عليه مثلها مثل المقررات الدراسية التي صممت وفق المعايير الإسلامية والاجتماعية والمفاهيم الحديثة في المعارف والمهارات والاتجاهات.
التربية والتطور العلميEducation & Scientific Development
إن التطور الحادث في المجتمعات البشرية أوجب أن تكون تلك المجتمعات دائمة التغير في مختلف الجوانب، ذلك التغير الذي يتطلب التكيف المستمر مع معطيات العصر التقنية؛ لذلك كان الإنسان دائم التطلع إلى مواكبة عملية التقدم العلمي والإفادة من تلك المعطيات، إلا أن تطلع الإنسان إلى مواكبة الأمم المتقدمة تزامنه عملية تقويم مستمرة لكل ما يرد إليه من تقنيات حديثة وهو لذلك يميز الغث والسمين، ويختار ما يلائم احتياجاته التي هي بالتالي جزء من احتياجات مجتمعه دون أن يؤثر ذلك في القيم والمفاهيم الإسلامية للمجتمع الذي يعيش فيه.
وإن معطيات التقنيات الإعلامية كثيرة ومجالاتها متعددة ضربت جذورها في أعماق المجتمع فأخذت تغير في سلوك الفرد. والتغير في السلوك لابد من أن يواكبه شيء من الحذر، فإذا كان تغيراً مرغوباً فهذا ما تسعى إليه المجتمعات للرقي بمعطياتها وأسلوب حياتها إلى الدرجة التي تواكب من خلالها التطور التقني، وتواجه تحديات العصر، وتسخر جميع إمكاناتها لاستغلال الموارد الطبيعية والبشرية الاستغلال الأمثل، وبذلك تتجاوز حدود التخلف.
وتتحكم درجة الثقافة العامة بالقدرة على التمييز بين معطيات التقنية الإعلامية الحديثة وتحديد حجم احتياجات المجتمع إلى هذه التقنية الإعلامية والقدرة على تكييف الكثير منها لتلائم طبيعة متطلبات المجتمع. وحينما تفرض التقنية نفسها على المجتمع فإنه لابد من التكيف وإعادة الترتيب الوظيفي للفرد، والعمل على رفع كفاءته وتأهيله التأهيل المناسب.
هذه الحقائق سالفة الذكر هي المنطلقات الحقيقية لإبراز دور التقدم العلمي في رفع كفاءة إنتاجية أفراد المجتمع من خلال البرامج الإعلامية التربوية، وتشمل مجالات الصحة والزراعة والصناعة والتجارة والاتصال والتعليم على أن يصاغ المحتوى الإعلامي التربوي بأسلوب يخدم الجوانب التالية:ـ
1ـ التفكير الابتكاري.
2ـ التفكير الناقد.
3ـ التفكير العلمي.
4ـ الثقافة والتراث.
5ـ متطلبات البيئة والمجتمع.
ولكي يدرك حجم التوافق بين الإعلام والتربية نشير هنا إلى أن التربية الواقعية مرت بثلاث مراحل أشار إليها الغامدي (1418هـ)، ولخصها على النحو التالي:
-التربية الواقعية الإنسانية، حيث لا تقتصر التربية على كسب المعرفة فحسب، بل تشمل النمو الجسمي والخلقي والاجتماعي للفرد.
-التربية الواقعية الاجتماعية، وينظر إليها على أنها وسيلة لإعداد الفرد للحياة الاجتماعية. وتكوين إنسان عملي يحسن الاستفادة من محيطه.
-التربية الواقعية الحسية، وهي أقرب إلى التربية الحديثة من الفقرتين السالفتين ولها العديد من المبادئ التي تقوم عليها منها (الألباني، 1979م):
1ـ احترام العلوم الطبيعية، واستخدام الطريقة العلمية.
2ـ الإعلان عن شأن الحواس، وعن شأن الإدراك الحسي في اكتساب المعرفة.
3ـ وجوب بناء عملية التربية على الإدراك الحسي، أو الخبرة الحسية بدلاً من بنائها على نشاط الذاكرة كالحفظ والدراسة النظرية.
4ـ يجب على الفرد أن يحيط بالفكرة أكثر مما يحيط بالأسلوب اللغوي، ويجب أن يفهم الشيء قبل أن يعرف الكلمة الدالة عليه.
5ـ الاهتمام البالغ بالطبيعة كمصدر للمعرفة والحقيقة.
6ـ يجب أن تقوم التربية على أسس نفسية، متمشية مع طبيعة الفرد وميوله.
ويشير لال (1422هـ) إلى أن قيمة الفرد إذا أجاد في أعماله إيجاباً فإن ذلك من صلاح التربية، ولكل مجتمع أسراره، ولكل مجتمع خطواته، ولكل مجتمع آفاقه، فنحن ننظر إلى هذا الأساس عن طريق تنشئة الطفل وتعليمه، وتعزيز دوره بالتربية لمواجهة ما يدور في مجتمعه وما يمكن أن يغزوه من المجتمعات الأخرى، ذلك أن الدور هنا يبدأ من التنشئة الصحيحة، والتنشئة كما يقول الفلاسفة تبدأ بسؤال عن ماذا تعلم الفرد؟ ويقول علماء النفس: هل تعلم الفرد المعرفة الذاتية؟. وللإجابة عن هذا السؤال نجد أن التربية الصحيحة هي التي تعلم الفرد القيم، وهذه القيم من الأخلاق غير العاجلة التي إن أتقنها الفرد أصبح إيجابيا في حياته ووسط مجتمعه، وقد حدد أفلاطون في المدينة الفاضلة مثاليات قد تكون من المهمات المطلوبة من الفرد في احترامه للمدينة، وتقديره للذات؛ بل شعوره بالتقدم نحو الآخرين، وذلك أن المثاليات التي طالب بها أفلاطون لم تقدم بالصورة المطلوبة في وقت كانت إما أن تجدها في هذا الوقت تحت ظلال من التعقيدات والتغيرات التي أعطت الإنسان ـ بكونه فرداً في المجتمع ـ القدرة على أن يخرج من الأخلاقيات الفاضلة إلى حيز من الصيغ الجديدة نحو استعمال الماديات، وهذا ما أدى إلى جعل القيم تتهاوى أمام ما نسميه باحترام الذات حسب تأهيلها. ونضيف هنا إلى أن الإعلام لعب دوراً فاعلاً في هذا التوجه.
ومن هنا تبرز أهمية إيجاد مساحة تربوية إعلامية منهجية لمواجهة انهيار القيم أمام الماديات، واستمراء القفز على حواجز الحقوق والحريات تحت عنوان التربية الإعلامية، كمنهج تربوي يعنى بإكساب السلوك وفق مفهوم أسلوب النظم الذي يشمل:
المدخلات والعمليات والمخرجات النتائج
وبقدر ما يعنى بالمدخلات وانتقاء عناصرها وفق الأهداف السلوكية المحددة مسبقاً، يسهل تطبيق مقرر التربية الإعلامية في مرحلة العمليات لأن تشكيل السلوك تتجاذبه أربع قوى تتمثل في التربية والمجتمع والأسرة والإعلام، لذا تصاغ الأهداف وفق الترابط الوظيفي بين هذه القوى ما أمكن، وبقدر مستوى التنسيق والتناغم والتكامل بين القوى الأربع تصبح المخرجات على درجة عالية من الجودة والكفاءة، وبالتالي تصبح للنتائج آثار تربوية وسلوكيات سليمة.
ومثل هذه البرامج التربوية المقترح إدخالها في النظم التعليمية في التعليم العام مدعاة إلى تنمية الميول نحو البحث عن المعرفة والتعود على التأمل والتتبع العلمي مما يحفز على استخدام وسائط الاتصال فيما يعود بالنفع على زيادة الثقافة وتنويعها و تنمية المعلومات والتزود بكل مفيد في حدود الثوابت العقدية.
كذلك إحساس الطالب وتعويده بأن يجعل لحياته معنى؛ فالمدرسة تمتلك ببرامجها ومناهجها وأدواتها القدرة على تزويد الطالب بالمهارات الحياتية التي تجعله يدرك قيمة الحياة وتجعله يحرص على أن يجعل للحياة معنى يسعى من خلاله إلى المحافظة على وقته وتنمية مهاراته وتربية ذوقه وأن يحسن التعامل مع البيئة المحيطة به والتي أنعم الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ بها عليه وعلى بني جنسه في إطار من تكريمه سبحانه وتعالى للإنسان {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا}. وإذا ما أدرك الفرد أن للحياة معنى توجه نحو العمل المثمر وحرص على السلوك الإيجابي البناء الذي ينمي إحساسه بمشكلات مجتمعه ويجعله يعايش قضاياه ويتفاعل معها.
دور الثقافة والإعلام كرافد أساسي للتربية
ثقافة الأمة هو تراثها الحضاري والفكري بحيث تشكل ثقافة الأمة عناصر مترابطة تشكل إطاراً ومحيطاً يحكم الأفراد والأسر والمجتمع.
ويشير قنبر وآخرون 1409هـ إلى أن المجتمعات الإنسانية قادرة على تشكيل ثقافاتها، فبين الإنسان وثقافته علاقة تأثر. وتتغير الثقافة حينما يجمع الأفراد على التغير ويقبلونه ولذلك فالأجيال الجديدة من أفراد المجتمع تصنع وتصهر داخل الثقافة الجديدة بكل ما فيها من تغير قد لا تكون الأجيال السابقة قد مرت به أو خبرته.
ويقول العواد 1421هـ لقد عاشت المجتمعات في السابق محافظة على ثقافاتها إلى حد كبير إلا في التغيير النسبي عليها الذي يعترضه التغير الاجتماعي، حيث لم تكن وسائل المواصلات ووسائط الاتصال قد ارتقت بعد إلى الحد الذي يسمح بالتواصل الثقافي الذي نشهده اليوم، فقد كانت القدرة على السفر محدودة ومرتبطة بالتجارة إلى حد كبير في وقت كانت فيه وسائل التنقل تقليدية غير أن التبادل التجاري قد كان وسيلة من وسائل التواصل الثقافي.
ولعلنا هنا نذكر ما كان يقال من أن (زيت التجارة قد أشعل مصباح الحضارة).
ويقول الحارثي والغامدي (2004م) إنه على الرغم من الجهود التي تبذلها الدول لحماية هذه الفئة الشبابية إلا أن المتغيرات الثقافية السريعة النابعة من الثقافات، والجنسيات, واللغات، والديانات المتعددة، ووسائل الإعلام المتقدمة، غيرت من شخصية الشباب وتوازنهم، وولدت الكثير من التناقضات التي يعيشون معها بصورة يومية، وقضت فيها على تأثير العوامل المكونة للشخصية وهي التنشئة الاجتماعية الوالدية، لتحل محلها التنشئة النابعة من البدائل، ما أنتج الصراع القيمي بين الشباب والسلوكيات والتصرفات النابعة من الثقافات الأخرى المتداخلة مع ثقافة المجتمع، والوضع الثقافي الذي يعيشه النظام العالمي، فالطابع التقليدي للثقافة بدأ ينهار أمام التقدم والتطور والتحديث. كذلك تأثرت المكانة الحالية للشباب والتي برزت كنتيجة للتغيرات التعليمية والديموجرافية والاقتصادية، التي عن طريقها يؤسس الشباب علاقاتهم بالمجتمع.
وإن من الملاحظ أن الغالبية من الشباب يتأرجحون في حياتهم اليومية، وتظهر المشاكل التي تبدأ بالمعارضة بينهم وبين عالم الكبار، وتتصادم الثقافة التقليدية بالثقافة الأخرى, ما يولد الاضطرابات والمشاكل النفسية والانفعالات اليومية، لما تتقبله هذه الشخصية الشابة من مؤثرات وثقافات متنوعة ومتعددة، وتفاعل كل هذه المؤثرات دون توجيه مستمر، ومراقبة لتخليص الشخصية الشابة من الشوائب والسلبيات التي تؤثر بطريقة سلبية على عقليته ونفسيته الشبابية.
ولا يخفى علينا الآن أن التقنية الحديثة والإعلام قد جعلت التواصل الثقافي أمراً واقعاً وملموساً بعد أن أصبح تدفق المعلومات سمة العصر الذي نعيش فيه ما جعل عوامل التغير الثقافي بفعل امتصاص الثقافات الأخرى والتأثر بها من المسلمات الحياتية في عالمنا المعاصر.
ومن صفات الثقافة أنها في تغيير مستمر، ويرجع هذا التغيير إلى موافقة الناس لعمليات الإضافة الثقافية، على أن عملية التغيير لا تجد السبيل أمامها دائماَ سهلاً وممهداً وأحياناً تقاوم الأنماط الثقافية الجديدة نتيجة الشك في قيمتها أو بسبب خوف الناس من النتائج المترتبة على التغيير ذلك. والثقافة هي رقي الفكر وسمو الوجدان، والسبيل إلى رقي الفكرة هو التعليم وتنمية المعارف والتجربة، وإن الطريق إلى سمة الوجدان هو الفن والأخلاق والوعي الديني الصحيح، وكل هذا من شأنه أن يرقى بالسلوك ويسمو بالعلاقات ويعمق الانتماء للوطن ويؤكد الإحساس بالأخوة بين المواطنين. فأين ذلك من السلامة المرورية عندما نرى أن معدل حالات الإعاقة السنوية المسجلة في العالم العربي تجاوز ستة عشر ألف معاق من جراء الحوادث المرورية.
ويشير الخليوي (1424هـ) إلى أن آثار الحوادث المرورية لعام 2002م على المملكة العربية السعودية بلغت أكثر من 61 بليون ريال سعودي، ونقيس على هذا الرقم ما تستنزفه الحوادث المرورية من الناتج المحلي لبقية الدول العربية، ما يحتم إجراء المزيد من الدراسات لمواجهة تلك المشكلات.
وتشترك التربية والإعلام في الأهداف العامة وفي أسلوب تحقيق تلك الأهداف، وبعيداً عن التفاصيل الدقيقة لأهداف كل منهما نلحظ أن التربية والإعلام يهدفان إلى إيصال المعلومة إلى المتلقي باستخدام وسائل اتصال متشابهة، فعملية الاتصال في الجانبن لا تعدو كونها نقل رسالة من مرسل إلى متلق بوسيلة ما. وإذا أردنا الدخول في بعض التفاصيل نجد أن الاختلاف والخلاف بين التربية والإعلام يكمنان في الأهداف التفصيلية حيث تحدد الأهداف التفصيلية في التربية السلوك المطلوب بأسلوب يمكن قياسه، في حين لا يرى الإعلاميون أهمية تذكر لهذا الأسلوب، وفي وسيلة نقل المعلومة حيث يتجاوز الإعلام حدود المهنجية إن صح التعبير في نقل المعلومة. فالإعلام لا يتقيد بمنهجية معينة وإن كان ينهج سياسة محدودة، والإعلام لا يخاطب فئة معينة من جمهوره ولا يشترط كذلك مستوى معيناً من الثقافة أو العمر أو الجنس فهو كما وصفه الدكتور حمود البدر (1414هـ) بالحصان الجامح الذي يتعذر على التربية والتعليم مجاراته، ولكن لا يتعذر عليهما الاستفادة من إمكاناته التقنية في نقل المعلومة، خصوصا ونحن نعيش في عصر ثورة المعلومات وفي عصر التقنية التي تسهل عملية جمعها وتدفقها واسترجاعها، وفي هذا الصدد يقول فتح الباب وزملاؤه "وهكذا أصبحت إذاعة العلم وانتشار الفن وذيوع الأدب غير قاصرة على مصاحبة العالم، وحضور قاعات الدارس، ولا محدودة بمجال الرواية وإلقاء الشعر في المحافل والمنتديات، والأسواق كما كان في القرون الأولى، ولم يقتنع العلماء ولا رجال الإعلام ببث الكلمة عبر موجات الأثير، ومن خلال المذياع، ولم يكتفوا بالمطبوعات حيث تخرج الماكينات آلاف النسخ أو ملايين النسخ في ساعات قليلة، تنقلها الطائرات وتنشرها في أرجاء العالم, بل أصبحت المعلومة والفكرة الأدبية والنفحة الجمالية، تصل إلى الناس جميعاً لك ولي، في بيتك بطرق متنوعة مطبوعة أو مسموعة أو مرئية، سلكيا، أو لاسلكيا، بضغط الأزرار أو إدارة المفاتيح وغيرها من التقنيات في عصر الكمبيوتر والإنترنت".
إذاً تلقي المعلومة لم يعد قاصرا على المدرس والمدرسة والكتاب المدرسي والتجارب المعملية، أو حتى الوسائل التوضيحية البدائية، وبالتالي لم تعد التربية مسئولية المنزل والمدرسة والمسجد، فقد أفرد الإعلام دوراً فاعلا في تشكيل شخصية الطفل التي تمثل السنوات الست الأولى في حياته فترة حرجة في تكوين شخصيته، وقد سمح الإعلام لنفسه بمباركة من أوكلت إليهم أمور تربية النشء أن يكون عنصرا فاعلا في هذه المهمة، ولم يعد التمترس خلف الصيحات المدوية والمحذرة من الغزو الفكري مجدياً في نزع هذا الحق الذي فرضه الإعلام على مخطط التربية في العالم العربي على وجه الخصوص.
وقد استعرض الباحث العديد من الدراسات والبحوث التي أجريت في العالم العربي (ما توافر للباحث أثناء إعداد هذه الورقة) ولم يجد ما يدحض مقولة إن النتائج التي يحصل عليها من جراء دراسة التأثير الإعلامي على النشء ما هي إلا وجهات نظر وتخمينات لا تحكمها دلائل إحصائية. إلا أن أشهر الدراسات حول تأثير أفلام العنف على زيادة السلوك العدواني ما قام به أرون ومساعدوه حيث أجروا دراسة استمرت عشرين عاماً بدأت عام 1960م وأجريت على عينة قوامها (87) طفلاً في سنوات عمرية مختلفة (7ـ9 سنوات). وأجريت فحوصات سيكولوجية للعينة تضمنت قياس السلوك العدواني ومظاهره سواء في المدرسة أو في المنزل.
وبعد حوالي سنة أجريت دراسة تتبعية لنفس العينة ودراسة أخرى كذلك عندما بلغت أعمار أفراد العينة حوالي (19) سنة. ودراسة عندما بلغت أعمارهم (30) سنة. وكان الارتباط بين مشاهدة أفلام الجريمة والعنف وارتكاب الجرائم دالاً إحصائياً وذلك نتيجة مشاهدة العنف والجريمة على شاشات التلفزيون.
ومثل هذه الدراسة تعزز ما ذهب إليه العديد من علماء النفس بأن تأثير التلفزيون ينحصر في تعزيز سلوك كامن في الفرد أكثر من خلق سلوك جديد. كذلك أدت نتائج دراسات الاحتمال ووجهات النظر إلى لجوء الباحثين إلى نموذج الاستخدام والإشباع الذي يعتبر أكثر النماذج تطبيقاً في الدراسات الإعلامية، حيث يرى كل من بلور وكاتز 1974م، وبالم جرين 1984م، وروزنجرين وزملاؤه 1985م أن المتلقي للمعلومة عبر وسائل الإعلام ينتقي ويفاضل بين ما هو معروض من وسائل الإعلام؛ لذا يثير نموذج الاستخدام والإشباع التساؤل عما يفعله المتلقي بالوسائل بدلا من التساؤل عما تفعله الوسائل بالمتلقي.
وهذا يبرز التأثير من خلال الاحتياجات الاجتماعية والنفسية للمتلقي لا من خلال المحتوى الإعلامي نفسه. وهنا يفترض نموذج الاستخدام والإشباع أن الجمهور المتلقي نشط يحدد طبيعة الربط بين إشباع احتياجاته واختيار التعرض لوسائل الإعلام، وكما أن المتلقي أقدر على إبلاغ الباحث عن احتياجاته ومدى إشباعها بواسطة وسائل الإعلام.
وفي العالم العربي وأمام التطور المضطرد في مجال الإعلام لا يوجد من الدراسات التطبيقية ما يبرز دور الإعلام في التربية وانحراف السلوك سواء بعض التقارير أو الدراسات المكتبية التي تبرز تلك الأنشطة وتثمنها كأسلوب لمواجهة الاستهلاك المتزايد للبرامج المستوردة. كما تحاول بعض الدراسات تقييم بعض المحاولات الإعلامية التي تهدف إلى تحقيق الأهداف التربوية التي رسمتها المؤسسات الإعلامية في مجال التربية والتعليم وتعزيز الجانب السلوكي.
الإذاعة رغم مزاحمة التلفزيون لها واستحواذه على جمهورها تلعب دوراً فاعلا في التربية والتعليم والتوجيه، وتسعى العديد من الإذاعات العربية إلى رسم أهداف تربوية تثقيفية محدودة لتحقيق الجانب التربوي.
وفي دراسة أجرها الباحث حول الأبعاد التربوية لبرامج الأطفال المعدة محليا اتبع فيها أسلوب المسح الوظيفي وتحليل المضمون، وقد أعدت لهذه الدراسة قائمة بالمبادئ والقيم والجوانب الإيجابية التي أشارت إليها تساؤلات الدراسة على شكل بطاقات تحليل المضمون ودرجة التشبع الكمي للمبادئ المشار إليها، وقد اشتملت استمارة تحليل المضمون على:
1ـ الأهداف.
2ـ تنمية الاتجاهات نحو العقيدة.
أـ تنمية الاتجاهات.
ب ـ تنمية الاتجاهات نحو المجتمع.
ج ـ تنمية الاتجاهات نحو الوطن.
د ـ تنمية الاتجاهات نحو البيئة.
3ـ تنمية المهارات الذهنية وتشمل:
أ ـ الحث على التفكير العلمي.
ب ـ الحث على التفكير الابتكاري.
ج ـ الحث على التفكير الناقد.
4ـ الإعداد ويشمل:
أ ـ التهيئة الذهنية.
ب ـ الارتباط بالواقع.
ج ـ المواءمة الزمنية.
د ـ المواءمة العمرية.
ومثل هذه المبادئ التي يرتكز عليها المحتوى التربوي جديرة بالأخذ بها في البرامج التوعوية التي تبث وتنشر في وسائل الإعلام المختلفة. وللوصول إلى هيكل برامج فاعلة للتوعية في مجال السلامة المرورية لابد أن يكون الهدف هو مجال أنشطة الهيئات الثقافية والإعلامية في المجال التوعوي بحيث ترتبط بشكل أو بآخر بثقافة المجتمع المسيرة والمحصنة بالعقيدة الإسلامية.
وللوصول إلى هذا الهدف لا بد من برنامج توعوي يشمل المفاهيم التربوية والسلوكية، والإدراك الواعي لكيفية التعامل مع القضايا والأحداث، التي تحقق الأمن الفكري والاستقرار الاجتماعي، وتحافظ على القيم؛ ولذلك فهو إحساس بروح المسؤولية الخاصة والعامة، نحو الإنسان والمجتمع.
العولمة والاعلام
مع الثورة الجارفة لوسائل الاتصال، والسرعة الفائقة في تبادل المعلومات والقدرة غير المحدودة في المعالجة والتفسير، والارتباطات التجارية بين الأمم ظهر مفهوم العولمة وأصبح حقيقة وواقعاً حتى وإن لم يجد الترحيب المتوقع من معظم الشعوب الحريصة على ثقافتها وخصوصيتها.
واستهدفت العولمة في بدايتها الاقتصاد نظراً لارتباط الشعوب المباشر بهذا النشاط، ودور التقنية الحديثة في إحداث ثورة في السوق التجارية والصناعية ، ويطلق على التجارة الإلكترونية الوليد الشرعي لأنظمة المعلومات الحديثة التي جعلت منها ظاهرة عالمية غير تقليدية تلاشت أمامها الخصوصية التجارية ومهدت الطريق أمام فكر تقني عولمي اجتاح المجتمعات المحافظة، وأحدث خللاً في بنيتها الفكرية؛ بل تجاوز ذلك الجانب الاقتصادي لينال من التعليم الذي يعاني اليوم من التدخلات الفكرية التي لا يستطيع النظام التعليمي العمل بمنأى عنها.
وتشير الأدبيات إلى أن العولمة هي مرحلة جديدة في مراحل تطور المجتمع البشري، وقد برزت بشكل واضح خلال عقد التسعينات من القرن الماضي، وأصبحت ممكنة بفضل ظهور تقنية المعلومات انطلاقاً من الحاسب الآلي والإنترنت اللذين فتحا آفاقاً واسعة أمام الشركات ليس لزيادة الإنتاج وتحسين النوعية فحسب بل لغزو أسواق أكثر في العالم أجمع، وإن هذا الغزو قد أحدث فجوة في الأنظمة الاقتصادية في العالم الثالث كان لابد من تحديها والتعامل معها بعقلانية وبأسلوب علمي هدفه الاستثمار البشري. فالتنمية البشرية في العالم الثالث لم تكن موجهة توجيهاً علمياً وموضوعياً لمقابلة الاحتياجات الفعلية ولا لمقابلة التحديات المستقبلية، كما أن جودة هذه الاستثمارات لم ترق إلى تحقيق مخرجات بشرية عالية الإنتاجية، والمدخل السليم لهذه الخطة تقنية وثورة المعلومات، فنحن نعيش اليوم حضارة المعلومات التي أوجدت مفهوم العولمة الذي تجاوز في آثاره خصوصية الوعي الاجتماعي والثقافي، ما حدا بالمجتمعات النامية والحريصة على كيانها وخصوصيتها إلى تبني ما يسمى بالتقنية الملائمة Appropriable Technology التي تصمم وفق عدد من الاعتبارات المحلية. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه؛ إلى أي مدى يمكن أن تكون التقنية الملائمة حلاً لمشكلة العولمة؟. إن العولمة هي القوة الرئيسة والفاعلة لقيادة المجتمعات إلى القرون التالية ، هذا من الناحية الأمنية، ومن الناحية الفكرية نجد أن العولمة عامل رئيسي في التحولات السياسية والاقتصادية والتقنية والثقافية التي يشهدها العالم.
وإن إعداد الأفراد لمجتمع العولمة يتطلب شيئاً من التوازن في خطة الإعداد وإن كان هذا الأمر صعبا أحياناً ولكنه غير مستحيل على من يسعى إلى إيجاد نظام تعليم تربوي يحمل سمات الخصوصية والعالمية التي قد لا تخرج في بعض مفاهيمها وأدوات تطبيقها عن الفكر الإسلامي إذا ما علمنا بأن للتربية الإسلامية مفاهيم ومعايير أساسية يبنى عليها المنهج التربوي الإسلامي. كما أن لها قيماً ومبادئ نابعة من القيم والمبادئ الإسلامية المتمثلة في الصبر والصدق والمراقبة والتعاون على البر والتقوى والأمانة وحسن الخلق والإيثار والرفق والصدق في المعاملة ومكارم الأخلاق.
ولنا في تراثنا الإسلامي الأمثلة والمواقف التي يمكن من خلالها اقتباس الأفكار الجيدة لغرس هذه القيم والمبادئ في نفوس النشء وتشكيل سلوكهم وفق التعاليم الإسلامية.
والعولمة أو "ثقافة الاختراق" كما أشارت العديد من الأدبيات هي السيطرة على الإدراك وإخضاع النفس،وتعطيل فاعلية العقل وتكييف المنطق، والتشويش على نظام القيم، وتوجيه الخيال، وتنميط الذوق، وقولبة السلوك.
ويتلخص المفهوم الثقافي للعولمة في النقاط التالية:
1)يرى البعض أن التخطيط أو التوحيد الثقافي هو مرآة التطور الاقتصادي للعولمة. فمن البديهي أن يتكامل البناء الثقافي للإنسان مع البناء الاقتصادي المعلوماتي، إذن للمفهوم الثقافي للعولمة بعد اقتصادي وإعلامي.
2)يشير المعارضون لثقافة العولمة إلى أن ثقافة العولمة تسعى إلى طغيان ثقافة عالمية واحدة على الثقافات الوطنية.
3) يرى البعض أن التفاعل الإيجابي يرسخ قيماً ثقافية رئيسية مشتركة تجمع الثقافات في بوتقة، بحيث تكون الثقافات الوطنية مزيجاً من ثقافة دولية تحترم المعاصرة،وثقافة تحافظ على الأصالة.
ومن هنا فإن التعامل الثقافي بحاجة إلى تحديد مواطن الترابط والتلاقي. والتنافر من متطلبات عقائدية واجتماعية وتراثية، واكتساب المهارة التلقائية والاستجابة المعتمدة على القدرة على تحليل القيم، وكذلك الارتقاء في وعي الجيل وفي إدراك البشرية عموماً هو ارتقاء نظري وتلقائي وحتمي وقد يكون توجها نحو العولمة. وهذا لا يعني فقدان الاتصال بالواقع الوطني من خلال الولاء والانتماء.
ويتطلب التعامل مع العولمة مراجعة المعرفة التي تتصف بالقدرة على فهم الآخر والاستيعاب النظري للأفكار والمفاهيم والحقائق التي تتعلق بالفكر الدخيل.
ويرى البعض أنه ليس هناك ما يدل على أن اتجاهات العولمة تهدف بالضرورة إلى محو الهويات الثقافية المتعددة، فالعولمة لا تستطيع إلغاء تميز الثقافات.
وهناك من يرى أن العولمة طموح ؛ بل إرادة لاختراق الآخر وسلبه حريته، وقد يكون نفيه من العالم.
إن الانفتاح الإعلامي الذي تشهده المعمورة اليوم أدى إلى ظهور ثقافة إعلامية لم تعهدها البشرية، هذه الثقافة تحمل من السلبيات أكثر مما تحمله من الإيجابيات، والبث الفضائي المتواصل أدى إلى الزج بكل ما هو غث أو سمين لتغطية مدة البث دون النظر إلى الآثار السلبية لذلك؛ كما أن الرغبة في زيادة الدخل بأي وسيلة تطرح من خلال البرامج الفضائية أتاح الفرصة للطرح الرخيص. أما في الجانب السياسي والعقائدي فحدث ولا حرج، وتشهد ذلك في اللقاءات والحوارات التلفزيونية الفضائية ذات النمط الإعلامي الذي لم تألفه المجتمعات العربية، والمتمثل في البرامج الحوارية المباشرة التي أخذت القنوات الفضائية تتسابق في بثها للمشاهد العربي محاولة للتدخل في تشكيل الفكر والسلوك الذين يعدا من أساسيات العمل التربوي والتعليمي.
وأياً كان موضوع البرنامج الحواري فهو لا يعدو كونه طرحاً لوجهات النظر المتباينة التي تحكمها بعض الخلفيات الاجتماعية أو السياسية أو العقائدية لضيف أو ضيوف الحوار، ولم يكن في وقت من الأوقات غالباً طرحاً علمياً واقعياً وتقويمياً منطقياً وعلاجاً إجرائياً لقضية أو ظاهرة سياسية أو اقتصادية، أو اجتماعية يرقى بالفكر البشري ويثري المخزون الفكري لدى المشاهد. وتحكم هذه التوجهات في الغالب طبيعة الأنماط السلوكية للمحاور من جانب ولمدير الحوار من جانب آخر، فمنهم الواقعي، ومنهم العقلاني، ومنهم العاتب، ومنهم المقتنع ... وهكذا، كما يحكم كذلك توجه الضيف أو الضيوف محوران؛ هما السعي إلى تحقيق الذات المشبعة بالقناعات الفكرية والسلوكية التي يراها صواباً، ومحور آخر يتمثل في الترقب والتربص بالآخرين. وحصيلة ذلك كله خروج عن المألوف واعتداد بالرأي وتشبث بالمبدأ وإن جانب الصواب.
وإن المتتبع الفطن يلحظ أن إعداد مثل هذه البرامج يتم من خلال تصميم مسبق للوصول إلى الهدف ، وهو في الواقع ليس تصميماً عشوائياً طالما أنه يتصف بصفة معرفية تتمثل بالتوقع المسبق للهدف، وبالتالي الوسائل التي توصل إلى ذلك الهدف. والتصميم نفسه يتصف بالمرونة حيث يخضع لبعض التعديل أثناء الحوار ليتوافق مع الظروف والمتغيرات التي تواجهه وهو في طريقه إلى تحقيق الهدف؛ لذا ينهج التصميم ثلاثة سبل تتمثل في اختيار أسلوب الحوار المؤدي إلى الاستجابة، والكمية المعرفية الجدلية المعتمدة على نوع الأسلوب المختار للوصول إلى الهدف، والكفاءة أو المهارة في تنفيذ ذلك الأسلوب، وهنا يبرز دور المحاور في اختيار وتوجيه الحوار الوجهة التي يريدها.
وإن ما يسهل دور المحاور في توجيه الحوار نحو الهدف المقصود هي المرونة التي يلمسها المحاور في ضيفه وهي - أي المرونة- وإن كانت نسبية إلا أنها مدخل جيد للمحاور يساعد في ذلك كون التركيب العضوي والنفسي لدماغ الإنسان يجعله مطواعاً قابلاً للتكيف؛ فعاداته وأنماط تفكيره ليست راسخة وثابتة؛إضافة إلى أن الإنسان في الغالب يحدد قدراته من خلال مقياس نراه معياريا وهو في الواقع مرتبط بعلاقاته بالآخرين.
وينهج المحاور الجيد الأسلوب النفسي لإحداث التباين بين إمكانيات المتحاورين، وهو بذلك يحدث فرصاً لا تخلو من مقومات فشل أحد المحاورين نتيجة للإجراءات الحوارية التي نتخذها بعشوائية في الغالب.
وفي الجانب الآخر ينهج المحاور أسلوب الإثارة بناء على ما يتوقعه من أحد المحاورين، وهذا التوقع بحد ذاته يكفي أن يدفع بسلسلة من الأحداث التي قد تؤدي فعلاً إلى تحقيق هذا التوقع، حيث تظهر سلبية المحاور على كل ما يقوله ويفعله ويعتقده، وقد لا يحقق المحاور هذا التوقع عندما يتضح أن الطرف الآخر في الحوار مؤهلاً تأهيلاً كافياً بأن ينهج الأسلوب العلمي الموضوعي وأن لديه الهمة والنشاط والالتزامات الضرورية التي أعدته إعداداً جيداً في رده ومداخلاته بكفاءة وموضوعية.
وإن التفكير الإيجابي هو الشرط اللازم لكل جهد ناجح لتحقيق الذات، فنحن- كبشر- محاطون في تفكيرنا بالعديد من الأفكار والآراء والتجارب والنظريات.
وقد نكون سلبيين لو سلمنا أمرنا إلى كل ما يحيط بنا لأننا بذلك سوف نحيط تفكيرنا بسياج من أفكار غيرنا.
إنه من البديهي أن يتم التوجه نحو تنمية الفكر البشري الذي يهدف إلى تطوير المجتمع وإكسابه الخبرات العلمية والعملية ومهارات التفكير العلمي الناقد وأهمية مقومات القدرة على تسخير المعرفة واستغلال إمكانات التداخل والترابط المعرفي في محاولة التعامل مع المشكلات المعقدة. وإن التفكير العلمي السليم المتسم بالواقعية والبعد عن الخيال يجعل البرامج الحوارية في القنوات الفضائية وغيرها أكثر قبولاً، وما تفرزه من أثر اتصالي أكثر فعالية وكفاءة. ومقارعة الحجة بالحجة أدعى إلى الوصول إلى الحقيقة، وعلى رأس ذلك كله التحلي بآداب الحوار واحترام عقل المشاهد الذي لديه من المخزون المعرفي ما يؤهله لسبر أغوار الحقيقة وتجسيدها وهذه أهم منطلقات التربية الإعلامية.
وقد اتسم السلوك الإنساني بالمفاهيم التالية:
-الطلاقة الفكرية.
-القدرة على صياغة المفاهيم.
-خصوبة الخيال.
-الاستعداد لتحمل المسئولية.
-الثقة بالنفس.
-سهولة التكيف مع المواقف.
-القدرة على نقد الذات.
ولكن افتقد الفرد ما يقيم سلوكه من المصادر المرجعية مثل :
-دور المسجد وعدم السيطرة الكافية على التربية الدينية.
-الترابط الاجتماعي التربوي داخل الحي.
-اختفاء القدوة التربوية الصالحة للشباب.
-إقامة الحواجز بين الشباب والعلماء وقد تكون حواجز مصطنعة.
-غياب الدور التربوي في وسائل الإعلام.
وفيما يتعلق بالإعلام نفسه فقد اتسمت رسالته بالعشوائية واللامسئولية في كثير من الأحيان بسبب:
-غياب التوازن الموضوعي والقيمي في الرسالة الإعلامية.
-التسارع إلى بث الجهل بقصد أو بغير قصد.
-التركيز على البرامج الحوارية التي تيسر سبل الانحراف الفكري.
-التوجيه الإعلامي المكثف من قبل الإعلام الخارجي لزعزعة الثقة بالمخزون الفكري السليم لدى الشباب.
الطرح العشوائي وغير الموثق ومن جهات لا مسئولة عبر الإنترنت..
التخطيط لبرنامج التربية الإعلامية
يعد التخطيط السليم الأسلوب الأمثل الذي يُمكن الإعلام التربوي في المدارس والهيئات الأهلية من تسيير العمل من خلاله وفق خطط وبرامج محددة تستشرف المستقبل واحتمالاته، وتوظف الامكانات المادية والبشرية لمواجهة متطلبات التنمية الشاملة.
نموذج لبرنامج التربية الإعلامية
مبررات النموذج:
1-وضع خطة منهجية للبرامج التربوية وفق متطلبات العصر.
2-توفير التوازن العلمي والموضوعي لتحقيق أهداف الإعلام المتزن.
3-توحيد الجهود في مجال الإعلام التربوي من خلال هذا النموذج.
4-إمكانية تقييم الأثر التربوي من خلال هذا النموذج.
5-إمكانية إدخال أو حذف أو تعديل النموذج وفق مخرجات التقويم.
6-الأسلوب الانتقائي والتلقائي في النموذج على كل الإعلام الموجه وتوظيفه في المجال التربوي.
7-يأخذ النموذج بجميع العوامل الأساسية والمحيطة بالعمل الإعلامي ويوظفها لصالحه.
8-إمكانية تطبيق النموذج في الهيئات جميعها بصرف النظر عن تخصصاتها.
عناصر النموذج:
* الهدف التربوي:
·في المجال المعرفي.
·في المجال المهاري.
·في المجال الوجداني.
محتوى البرنامج التربوي الإعلامي:
·مجموعة الحقائق والمفاهيم والقيم والممارسات التربوية.
·تحليل وتفسير ونقد صياغة الأهداف الإعلامية.
·إبراز الممارسات السليمة والوجه المضيء للحقائق والمفاهيم والقيم في البرامج الإعلامية.
·إجراء مقارنة معرفية وقيمية لما ورد في الأهداف التربوية والمحتوى الإعلامي.
·وضع توصيات ومقترحات عملية لإحداث النقلة النوعية في تحقيق الأهداف التربوية من خلال الرسالة الإعلامية.
أساليب ووسائل تطبيق النموذج
·البعد عن التوجيه المباشر.
·إعطاء أمثلة حية من الواقع مدعمة بإحصاءات ـ إن وجدت.
·البعد عن المبالغة الممقوتة التي لا يمكن استيعابها.
·التوثيق وذكر الأدلة والبراهين ـ ما أمكن.
·توظيف تقنيات المعلومات والاتصال في تطبيق النموذج .
·اختيار المكان والزمان المناسبي
ضمن محــور
دور المدرسة في التربية الإعلامية
إعداد
أ.د. عبد الرحمن بن إبراهيم الشاعر
ورقة مقدمة "للمؤتمر الدولي الأول للتربية الإعلامية"
1428هـ /2007م
المحتويات
مدخل الدراسة .................................................. ......... 3
دور التربية كرافد أساسي للإعلام ........................................ 5
التربية الإسلامية .................................................. ......... 7
التربية والعلاقات الاجتماعية .............................................. 8
التربية والجوانب الوطنية ................................................. 9
التربية والتطور العلمي .................................................. .. 10
دور الثقافة والإعلام كرافد أساسي للتربية .............................. 14
العولمة والإعلام .................................................. ........ 21
التخطيط لبرنامج التربية الإعلامية ...................................... 29
التوصيات .................................................. ............... 32
المراجع .................................................. .................. 33
التربية الإعلامية : الأسس والمعالم
مدخل الدراسة
الإعلام ـ سواء كهيئة مستقلة أو نشاط داخل هيئات أخرى ـ: هو جهاز يسعى إلى نقل الحقائق والمعلومات التي تهم أفراد المجتمع ؛ إلا أن هذا التعريف محصور بالجانب المضيء للإعلام. في حين أننا نعيش في ظل تخبطات إعلامية يصعب فرزها أو تصنيف أهدافها ، فهي ليست مقصودة بما تحمله الكلمة من معنى، وفي الوقت نفسه ليست تلقائية ، ولكني أكاد أجزم بأنها في مجملها انتقائية. والإعلام في وقتنا الحاضر لا يترك الأثر المنشود الذي يسعى إليه الإعلام المتزن.
وإن الباحث في الشئون الاجتماعية يدرك ما تواجهه المجتمعات البشرية من تغيير وتغير فرضتهما معظم معطيات العصر التقنية، وهذا نتيجة تطلع الإنسان إلى مواكبة عجلة التقدم العلمي والإفادة من تلك المعطيات، إلا أن المواكبة السليمة لتطور الأمم تتم من خلال التقويم المستمر لكل ما يعرض من تقنيات ومخترعات، واختيار ما يلائم احتياجات الفرد التي هي جزء من احتياجات مجتمعه، دون أن يؤثر ذلك في القيم والمفاهيم الإنسانية للمجتمع الذي يعيش فيه، وتتحكم درجة الثقافة والمستوى التعليمي للمجتمعات في القدرة على التمييز بين معطيات التقنية وتحديد حجم احتياجات المجتمع منها.
وكذلك تسهم درجة الثقافة والمستوى التعليمي بجعل كثير منها يتلاءم مع طبيعة متطلبات المجتمع.
وما زالت مرحلة الشباب موضوع دراسة علماء الاجتماع والتربية والإعلام وغيرهم؛ وذلك بغية إيجاد أسلوب علمي موضوعي وصحي للتعامل مع الفرد في تلك المرحلة آملاً بالوصول إلى جيل مترابط من الجوانب الثقافية والصحية والاجتماعية، وتنصب الدراسات في هذا الجانب على:
1ـ التفاعل الاجتماعي للفرد ودوره في تكوين شخصيته.
2ـ دور الأسرة وموقع الفرد في الخريطة الأسرية وتنوع التفاعل الأسري معه ودوره في تنمية شخصيته.
3ـ البيئة وما تشمله من جوانب ثقافية ودينية وعلمية إعلامية ذات دور فاعل في بلورة شخصية الفرد.
وتعد التربية من أهم منطلقات السلوك الإنساني في التقويم، لذا تقوم المؤسسات التربوية بدور فاعل في إعداد الإنسان الصالح ليكون لبنة في البناء الاجتماعي المتسق مع متطلبات الحياة وفق القيم والمبادئ الإسلامية التي تدعو إلى التسامح الذي هو من الأخلاق الإسلامية التي لابد للمرء من التحلي بها؛ لأن الأخذ بمبدأ التسامح من مقتضيات الأخوة الإسلامية، ومن القيم الخلقية التي حث عليها ديننا الحنيف. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (رحم الله امرءاً سمحاً إذا باع سمحاً إذا اشترى سمحاً إذا قاضى سمحاً إذا اقتضى).
وإن من أعظم أخلاق عباد الله الصالحين, كما قال الإمام المناوي هو التسامح الذي يحول دون دخول أي شوائب سلوكية، فينعكس ذلك إيجابيا على الفرد والمجتمع. فالإسلام يحصن الفرد من الخوف والقلق والاضطراب ويشيع معاني السلام والمحبة والتسامح بين أفراد المجتمع.
وإن التربية والثقافة والإعلام مصادر رئيسة لتشكيل الفكر والسلوك. وتوظيف هذه المصادر في معالجة ظواهر إنسانية سلوكية سيصل إلى الرقي في الفكر وفي السلوك. إلا أن هناك تحدياً واضحاً بين التربية والإعلام، وهما ينطلقان من مفهوم يكاد يكون واحداً وهو نقل المعرفة إلى طالبيها، فالتربية بمنهجيتها وملامستها للواقع وحرصها على القيم تواجه الإعلام الجامح نحو نقل المعرفة دون النظر إلى منبعها ومنطلقاتها وأثرها على المدى القريب أو المدى البعيد.
دور التربية كرافد أساسي للإعلام
التربية رسالة البيت والمسجد والمدرسة، وهذه الركائز الثلاث تعد البيئة السليمة والصحية لتربية ترقى بالفرد وبأسلوب تعامله ونشاطه. والتربية نظام متكامل يشمل المعرفة والمهارة والجوانب الوجدانية في تناغم وتكامل يسعى إلى تشكيل الفكر الإنساني ويشير ابن خلدون في فصل الفكر الإنساني أن الله سبحانه وتعالى ميز البشر عن سائر الحيوانات بالفكر الذي جله مبدأ كماله نهاية فضله على الكائنات وشرفه، وذلك أن الإدراك هو الشعور المدرك في ذاته.
ويزيد الإنسان من بينها أنه يدرك الخارج عن ذاته بالفكر الذي وراء حسه, فينتزع بها صور المحسوسات ويجول بذهنه فيها فيجرد صوراً أخرى، والفكر هو التصرف في تلك الصور وراء الحس وجولان الذهن فيها بالانتزاع والتركيب. وللنشاط الفكري عند ابن خلدون ثلاثة أنماط:
1ـ العقل التمييزي الذي يفيد الآراء والآداب في معاملة بني جنسه.
3ـ العقل التجريبي الذي يغير الآراء والآداب في معاملة بني جنسه.
3ـ العقل النظري الذي يعني بما وراء الحس والذي يستهدف تصوراً كلياَ للوجود بفضوله، أسبابه وعلله.
واستطراداً لما ذكره ابن خلدون حول الإدراك أشار هيس في دراسة حول مراحل نمو الإدراك إلى أن التعليم في الصغر يساعد الفرد في عملية التطبيع الاجتماعي، إلى جانب أنه ينمي وظائف الجسم، ويمكنه من اكتساب المهارات الحياتية المختلفة، وبالتالي فإن التربية المبكرة من أهم مقومات الشخصية الإنسانية؛ لذا يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.
وأكد عالم النفس بنجامين بلوم أن نسبة (50%) من النمو العقلي للفرد تكون قد تكونت ما بين الميلاد وسن الرابعة، وأن نسبة (30%) من النمو العقلي يكتمل نموها ما بين العام الرابع والثامن من حياة الفرد، وأن نسبة (20%) المتبقية من النمو العقلي يكتمل نموها ما بين العام الثامن والسابع عشر من حياة الفرد، وهذا يوضح مدى أهمية العناية بإعداد البرامج التربوية للشباب في مقتبل العمر.
وقد أشارت بعض الدراسات حول هذا الموضوع إلى أن العناية بالتخطيط لتربية سليمة ينطلق من المضمون الفكري الذي يقدم الخبرات والتجارب في قالب تربوي وبأسلوب منهجي مترابط من البسيط إلى المركب، ومن السهل إلى الصعب، ومن العام إلى الخاص، ومن المحسوس إلى المدرك الحسي فالمجرد, ومن الكل إلى الجزء. وللوصول إلى هذا المستوى من الإعداد لبرنامج تربوي ذي أثر فعال في سلوك الفرد وقد أشارت الأدبيات إلى أن الأنشطة التربوية المعتمدة لتحقيق هذا الهدف ينبغي أن تكون ضمن ضوابط ومعايير تتوافر فيها الأمور التالية:
1ـ البساطة التي تسهل ممارستها والنجاح فيها.
2ـ الواقعية التي تجعلها غير مفتعلة.
3ـ سهولة تنفيذ المهام الواردة فيها.
4ـ إمكانية التحكم فيها والسيطرة عليها.
5ـ التشويق الذي يبعد الملل عنها.
6ـ ألا تكون متعبة أو مرهقة أو صعبة.
7ـ سهولة قياس أثرها.
8ـ التغير وعدم التكرار والتقوية.
9ـ قدرتها على تحقيق التكامل المعرفي والوجداني.
وإذا كانت هذه مقومات التربية الحديثة فإن التربية الإسلامية وضعت الأسس السليمة لتربية مستقيمة، وما على الإعلام سوى الإفادة من هذه الحقائق وتوظيفها في الرسالة الإعلامية.
التربية الإسلامية(Islamic Education)
تعرف التربية الإسلامية بأنها التنشئة وفق معايير ومفاهيم إسلامية محددة. وقد حدد الألباني (1979م) عناصر التربية الإسلامية بما يلي:
1ـ المحافظة على فطرة الناشئ ورعايتها.
2ـ تنمية جميع مواهبه واستعداداته، وهي كثيرة ومتنوعة.
3ـ توجيه هذه الفطرة وهذه المواهب جميعها نحو صلاحها وكمالها اللائق بها.
4ـ التدرج في هذه العملية.
ويقول عبد الرحمن النحلاوي (1983م) "لا تحقيق لشريعة الإسلام إلا بتربية النفس والجيل والمجتمع على الإيمان بالله ومراقبته والخضوع له وحده"، ومن هنا كانت التربية الإسلامية فريضة في أعناق الآباء والمعلمين، وأمانة يحملها الجيل والجيل الذي بعده يؤديها المربون للناشئين.
وللتربية الإسلامية مفاهيم ومعايير أساسية يبنى عليها المنهج التربوي الإسلامي. كما أن لها قيماً ومبادئ نابعة من القيم والمبادئ الإسلامية المتمثلة بالصبر، والصدق، والمراقبة، والتعاون على البر والتقوى، والأمانة، وحسن الخلق، والحلم، والإيثار، والرفق، وآداب الطعام، وحق الجار، واحترام الكبير، والعطف على الصغير، والصدق في المعاملة، ومكارم الأخلاق. ولنا في تراثنا الإسلامي الأمثلة والمواقف التي يمكن من خلالها اقتباس الأفكار الجيدة لغرس هذه القيم والمبادئ في نفوس النشء وتشكيل سلوكهم وفق التعاليم الإسلامية. فالانتماء للإسلام لا يكون بالهوية الإسلامية فحسب بل بالسلوك الإسلامي، وقد كان الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ يتمثلون القرآن في جميع تصرفاتهم وسلوكهم اليومي، وكان الواحد منهم قرآناً يمشي على الأرض، كما كان قدوتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي وصفته عائشة رضي الله عنها بهذا الوصف.
التربية والعلاقات الاجتماعية Education & Social Relationship
يتميز المجتمع العربي بالترابط الأسري ووحدة العائلة، وهذا يعكس ظروف المجتمع من حيث تركيبته السكانية.
والوضع الاقتصادي لهذا المجتمع مستقر وجيد في معظم البلدان العربية من حيث دخل الأسرة والفرد في الريف والحضر والبادية. كما تهتم الدول العربية بتقديم خدمات جيدة في مجالات التعليم والصحة والترويح. إلا أن هذا المجتمع يواجه المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وقد أثرت هذه المتغيرات على خطط التنمية حيث ركزت على العنصر البشري بشكل مباشر عن طريق تطوير الخدمات المتاحة والمشروعات التنموية التي تعود بالخير على هذا المجتمع.
هذه المتغيرات المضطردة التي يواجهها المجتمع بحاجة إلى نظم تعليمية متطورة وخدمات إعلامية رائدة تفسر أبعادها وتعد المجتمع للتعامل معها بكفاءة عالية، وذلك لرفع كفاءة التعامل بين عناصر المجتمع وتنمية العلاقات الأسرية التي تشكل وحدة المجتمع وترابطه. وتصمم هذه الخدمات الإعلامية وفق معايير التعاليم الإسلامية، والسلوك الاجتماعي والعادات والتقاليد العربية.
وإن البرامج التلفزيونية التي تخدم المجتمع وتبرز دوره الفعال في بناء الوطن ترتبط مع جوانب التربية الإسلامية للنشء ارتباطاً وثيقاً، فالبعد الإسلامي والبعد الاجتماعي لا يمكن فصلهما عن بعضها؛ لذا يجب عند إعداد المنهج التربوي الأخذ في الاعتبار الجوانب التالية:
1ـ التعاليم الإسلامية.
2ـ السلوك المناسب.
3ـ العادات والتقاليد.
4ـ العلاقات الاجتماعية.
5ـ أهم المتغيرات الاجتماعية المعاصرة.
التربية والجوانب الوطنيةEducation & National Aspects
التربية الوطنية أحد أهداف التربية العامة، ويجب أن يغرس كل من الإعلام والتربية والمنهج روح الانتماء الوطني في نفوس النشء، والانتماء غريزة بشرية فالفرد ينتمي إلى الأسرة والأسرة إلى المجتمع والمجتمع إلى الوطن. ولو استعرضنا الخصائص الفسيولوجية للنسق الحضاري في مجتمع مثل المجتمع السعودي على سبيل المثال نجد أنه يستند إلى نسق مرجعي من القيم الدينية مبني على الشريعة الإسلامية، وهذا النسق يفسر عدم ظهور صور الانهيار المعياري الذي يسود معظم المدن رغم أن صور الانهيار المعياري اعتبرها "فيرث وزمبرت وسروكن" من خصائص الحياة الحضرية، وتعد الضوابط الرسمية أساساً للعلاقات في الحياة مع أهمية وجود الضوابط غير الرسمية التي تستمد قوتها من قوة العقيدة الإسلامية ووضوح نسق العادات والأعراف في المجتمع الذي ينتمي للوطن الواحد.
ومُعد المحتوى التربوي الإعلامي يجب أن يدرك الحقائق التي بنيت على أساسها العلاقات الاجتماعية حتى يصل إلى مستوى الانتماء الوطني، وأن يستشعر التغير القوي لاتجاهات الناس نحو الأخذ بمعطيات العصر مع الحرص الشديد على الإبقاء على الهوية الوطنية، وأن هذا التوجه متناغم مع عنصري الإدراك والوعي ما أدى إلى انتشار مظاهر التغير في نواحي الحياة الاجتماعية مع المحافظة على الهوية الوطنية. وعلى النظم التربوية أن تعزز هذه الاتجاهات وتنميه وتحافظ عليه مثلها مثل المقررات الدراسية التي صممت وفق المعايير الإسلامية والاجتماعية والمفاهيم الحديثة في المعارف والمهارات والاتجاهات.
التربية والتطور العلميEducation & Scientific Development
إن التطور الحادث في المجتمعات البشرية أوجب أن تكون تلك المجتمعات دائمة التغير في مختلف الجوانب، ذلك التغير الذي يتطلب التكيف المستمر مع معطيات العصر التقنية؛ لذلك كان الإنسان دائم التطلع إلى مواكبة عملية التقدم العلمي والإفادة من تلك المعطيات، إلا أن تطلع الإنسان إلى مواكبة الأمم المتقدمة تزامنه عملية تقويم مستمرة لكل ما يرد إليه من تقنيات حديثة وهو لذلك يميز الغث والسمين، ويختار ما يلائم احتياجاته التي هي بالتالي جزء من احتياجات مجتمعه دون أن يؤثر ذلك في القيم والمفاهيم الإسلامية للمجتمع الذي يعيش فيه.
وإن معطيات التقنيات الإعلامية كثيرة ومجالاتها متعددة ضربت جذورها في أعماق المجتمع فأخذت تغير في سلوك الفرد. والتغير في السلوك لابد من أن يواكبه شيء من الحذر، فإذا كان تغيراً مرغوباً فهذا ما تسعى إليه المجتمعات للرقي بمعطياتها وأسلوب حياتها إلى الدرجة التي تواكب من خلالها التطور التقني، وتواجه تحديات العصر، وتسخر جميع إمكاناتها لاستغلال الموارد الطبيعية والبشرية الاستغلال الأمثل، وبذلك تتجاوز حدود التخلف.
وتتحكم درجة الثقافة العامة بالقدرة على التمييز بين معطيات التقنية الإعلامية الحديثة وتحديد حجم احتياجات المجتمع إلى هذه التقنية الإعلامية والقدرة على تكييف الكثير منها لتلائم طبيعة متطلبات المجتمع. وحينما تفرض التقنية نفسها على المجتمع فإنه لابد من التكيف وإعادة الترتيب الوظيفي للفرد، والعمل على رفع كفاءته وتأهيله التأهيل المناسب.
هذه الحقائق سالفة الذكر هي المنطلقات الحقيقية لإبراز دور التقدم العلمي في رفع كفاءة إنتاجية أفراد المجتمع من خلال البرامج الإعلامية التربوية، وتشمل مجالات الصحة والزراعة والصناعة والتجارة والاتصال والتعليم على أن يصاغ المحتوى الإعلامي التربوي بأسلوب يخدم الجوانب التالية:ـ
1ـ التفكير الابتكاري.
2ـ التفكير الناقد.
3ـ التفكير العلمي.
4ـ الثقافة والتراث.
5ـ متطلبات البيئة والمجتمع.
ولكي يدرك حجم التوافق بين الإعلام والتربية نشير هنا إلى أن التربية الواقعية مرت بثلاث مراحل أشار إليها الغامدي (1418هـ)، ولخصها على النحو التالي:
-التربية الواقعية الإنسانية، حيث لا تقتصر التربية على كسب المعرفة فحسب، بل تشمل النمو الجسمي والخلقي والاجتماعي للفرد.
-التربية الواقعية الاجتماعية، وينظر إليها على أنها وسيلة لإعداد الفرد للحياة الاجتماعية. وتكوين إنسان عملي يحسن الاستفادة من محيطه.
-التربية الواقعية الحسية، وهي أقرب إلى التربية الحديثة من الفقرتين السالفتين ولها العديد من المبادئ التي تقوم عليها منها (الألباني، 1979م):
1ـ احترام العلوم الطبيعية، واستخدام الطريقة العلمية.
2ـ الإعلان عن شأن الحواس، وعن شأن الإدراك الحسي في اكتساب المعرفة.
3ـ وجوب بناء عملية التربية على الإدراك الحسي، أو الخبرة الحسية بدلاً من بنائها على نشاط الذاكرة كالحفظ والدراسة النظرية.
4ـ يجب على الفرد أن يحيط بالفكرة أكثر مما يحيط بالأسلوب اللغوي، ويجب أن يفهم الشيء قبل أن يعرف الكلمة الدالة عليه.
5ـ الاهتمام البالغ بالطبيعة كمصدر للمعرفة والحقيقة.
6ـ يجب أن تقوم التربية على أسس نفسية، متمشية مع طبيعة الفرد وميوله.
ويشير لال (1422هـ) إلى أن قيمة الفرد إذا أجاد في أعماله إيجاباً فإن ذلك من صلاح التربية، ولكل مجتمع أسراره، ولكل مجتمع خطواته، ولكل مجتمع آفاقه، فنحن ننظر إلى هذا الأساس عن طريق تنشئة الطفل وتعليمه، وتعزيز دوره بالتربية لمواجهة ما يدور في مجتمعه وما يمكن أن يغزوه من المجتمعات الأخرى، ذلك أن الدور هنا يبدأ من التنشئة الصحيحة، والتنشئة كما يقول الفلاسفة تبدأ بسؤال عن ماذا تعلم الفرد؟ ويقول علماء النفس: هل تعلم الفرد المعرفة الذاتية؟. وللإجابة عن هذا السؤال نجد أن التربية الصحيحة هي التي تعلم الفرد القيم، وهذه القيم من الأخلاق غير العاجلة التي إن أتقنها الفرد أصبح إيجابيا في حياته ووسط مجتمعه، وقد حدد أفلاطون في المدينة الفاضلة مثاليات قد تكون من المهمات المطلوبة من الفرد في احترامه للمدينة، وتقديره للذات؛ بل شعوره بالتقدم نحو الآخرين، وذلك أن المثاليات التي طالب بها أفلاطون لم تقدم بالصورة المطلوبة في وقت كانت إما أن تجدها في هذا الوقت تحت ظلال من التعقيدات والتغيرات التي أعطت الإنسان ـ بكونه فرداً في المجتمع ـ القدرة على أن يخرج من الأخلاقيات الفاضلة إلى حيز من الصيغ الجديدة نحو استعمال الماديات، وهذا ما أدى إلى جعل القيم تتهاوى أمام ما نسميه باحترام الذات حسب تأهيلها. ونضيف هنا إلى أن الإعلام لعب دوراً فاعلاً في هذا التوجه.
ومن هنا تبرز أهمية إيجاد مساحة تربوية إعلامية منهجية لمواجهة انهيار القيم أمام الماديات، واستمراء القفز على حواجز الحقوق والحريات تحت عنوان التربية الإعلامية، كمنهج تربوي يعنى بإكساب السلوك وفق مفهوم أسلوب النظم الذي يشمل:
المدخلات والعمليات والمخرجات النتائج
وبقدر ما يعنى بالمدخلات وانتقاء عناصرها وفق الأهداف السلوكية المحددة مسبقاً، يسهل تطبيق مقرر التربية الإعلامية في مرحلة العمليات لأن تشكيل السلوك تتجاذبه أربع قوى تتمثل في التربية والمجتمع والأسرة والإعلام، لذا تصاغ الأهداف وفق الترابط الوظيفي بين هذه القوى ما أمكن، وبقدر مستوى التنسيق والتناغم والتكامل بين القوى الأربع تصبح المخرجات على درجة عالية من الجودة والكفاءة، وبالتالي تصبح للنتائج آثار تربوية وسلوكيات سليمة.
ومثل هذه البرامج التربوية المقترح إدخالها في النظم التعليمية في التعليم العام مدعاة إلى تنمية الميول نحو البحث عن المعرفة والتعود على التأمل والتتبع العلمي مما يحفز على استخدام وسائط الاتصال فيما يعود بالنفع على زيادة الثقافة وتنويعها و تنمية المعلومات والتزود بكل مفيد في حدود الثوابت العقدية.
كذلك إحساس الطالب وتعويده بأن يجعل لحياته معنى؛ فالمدرسة تمتلك ببرامجها ومناهجها وأدواتها القدرة على تزويد الطالب بالمهارات الحياتية التي تجعله يدرك قيمة الحياة وتجعله يحرص على أن يجعل للحياة معنى يسعى من خلاله إلى المحافظة على وقته وتنمية مهاراته وتربية ذوقه وأن يحسن التعامل مع البيئة المحيطة به والتي أنعم الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ بها عليه وعلى بني جنسه في إطار من تكريمه سبحانه وتعالى للإنسان {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا}. وإذا ما أدرك الفرد أن للحياة معنى توجه نحو العمل المثمر وحرص على السلوك الإيجابي البناء الذي ينمي إحساسه بمشكلات مجتمعه ويجعله يعايش قضاياه ويتفاعل معها.
دور الثقافة والإعلام كرافد أساسي للتربية
ثقافة الأمة هو تراثها الحضاري والفكري بحيث تشكل ثقافة الأمة عناصر مترابطة تشكل إطاراً ومحيطاً يحكم الأفراد والأسر والمجتمع.
ويشير قنبر وآخرون 1409هـ إلى أن المجتمعات الإنسانية قادرة على تشكيل ثقافاتها، فبين الإنسان وثقافته علاقة تأثر. وتتغير الثقافة حينما يجمع الأفراد على التغير ويقبلونه ولذلك فالأجيال الجديدة من أفراد المجتمع تصنع وتصهر داخل الثقافة الجديدة بكل ما فيها من تغير قد لا تكون الأجيال السابقة قد مرت به أو خبرته.
ويقول العواد 1421هـ لقد عاشت المجتمعات في السابق محافظة على ثقافاتها إلى حد كبير إلا في التغيير النسبي عليها الذي يعترضه التغير الاجتماعي، حيث لم تكن وسائل المواصلات ووسائط الاتصال قد ارتقت بعد إلى الحد الذي يسمح بالتواصل الثقافي الذي نشهده اليوم، فقد كانت القدرة على السفر محدودة ومرتبطة بالتجارة إلى حد كبير في وقت كانت فيه وسائل التنقل تقليدية غير أن التبادل التجاري قد كان وسيلة من وسائل التواصل الثقافي.
ولعلنا هنا نذكر ما كان يقال من أن (زيت التجارة قد أشعل مصباح الحضارة).
ويقول الحارثي والغامدي (2004م) إنه على الرغم من الجهود التي تبذلها الدول لحماية هذه الفئة الشبابية إلا أن المتغيرات الثقافية السريعة النابعة من الثقافات، والجنسيات, واللغات، والديانات المتعددة، ووسائل الإعلام المتقدمة، غيرت من شخصية الشباب وتوازنهم، وولدت الكثير من التناقضات التي يعيشون معها بصورة يومية، وقضت فيها على تأثير العوامل المكونة للشخصية وهي التنشئة الاجتماعية الوالدية، لتحل محلها التنشئة النابعة من البدائل، ما أنتج الصراع القيمي بين الشباب والسلوكيات والتصرفات النابعة من الثقافات الأخرى المتداخلة مع ثقافة المجتمع، والوضع الثقافي الذي يعيشه النظام العالمي، فالطابع التقليدي للثقافة بدأ ينهار أمام التقدم والتطور والتحديث. كذلك تأثرت المكانة الحالية للشباب والتي برزت كنتيجة للتغيرات التعليمية والديموجرافية والاقتصادية، التي عن طريقها يؤسس الشباب علاقاتهم بالمجتمع.
وإن من الملاحظ أن الغالبية من الشباب يتأرجحون في حياتهم اليومية، وتظهر المشاكل التي تبدأ بالمعارضة بينهم وبين عالم الكبار، وتتصادم الثقافة التقليدية بالثقافة الأخرى, ما يولد الاضطرابات والمشاكل النفسية والانفعالات اليومية، لما تتقبله هذه الشخصية الشابة من مؤثرات وثقافات متنوعة ومتعددة، وتفاعل كل هذه المؤثرات دون توجيه مستمر، ومراقبة لتخليص الشخصية الشابة من الشوائب والسلبيات التي تؤثر بطريقة سلبية على عقليته ونفسيته الشبابية.
ولا يخفى علينا الآن أن التقنية الحديثة والإعلام قد جعلت التواصل الثقافي أمراً واقعاً وملموساً بعد أن أصبح تدفق المعلومات سمة العصر الذي نعيش فيه ما جعل عوامل التغير الثقافي بفعل امتصاص الثقافات الأخرى والتأثر بها من المسلمات الحياتية في عالمنا المعاصر.
ومن صفات الثقافة أنها في تغيير مستمر، ويرجع هذا التغيير إلى موافقة الناس لعمليات الإضافة الثقافية، على أن عملية التغيير لا تجد السبيل أمامها دائماَ سهلاً وممهداً وأحياناً تقاوم الأنماط الثقافية الجديدة نتيجة الشك في قيمتها أو بسبب خوف الناس من النتائج المترتبة على التغيير ذلك. والثقافة هي رقي الفكر وسمو الوجدان، والسبيل إلى رقي الفكرة هو التعليم وتنمية المعارف والتجربة، وإن الطريق إلى سمة الوجدان هو الفن والأخلاق والوعي الديني الصحيح، وكل هذا من شأنه أن يرقى بالسلوك ويسمو بالعلاقات ويعمق الانتماء للوطن ويؤكد الإحساس بالأخوة بين المواطنين. فأين ذلك من السلامة المرورية عندما نرى أن معدل حالات الإعاقة السنوية المسجلة في العالم العربي تجاوز ستة عشر ألف معاق من جراء الحوادث المرورية.
ويشير الخليوي (1424هـ) إلى أن آثار الحوادث المرورية لعام 2002م على المملكة العربية السعودية بلغت أكثر من 61 بليون ريال سعودي، ونقيس على هذا الرقم ما تستنزفه الحوادث المرورية من الناتج المحلي لبقية الدول العربية، ما يحتم إجراء المزيد من الدراسات لمواجهة تلك المشكلات.
وتشترك التربية والإعلام في الأهداف العامة وفي أسلوب تحقيق تلك الأهداف، وبعيداً عن التفاصيل الدقيقة لأهداف كل منهما نلحظ أن التربية والإعلام يهدفان إلى إيصال المعلومة إلى المتلقي باستخدام وسائل اتصال متشابهة، فعملية الاتصال في الجانبن لا تعدو كونها نقل رسالة من مرسل إلى متلق بوسيلة ما. وإذا أردنا الدخول في بعض التفاصيل نجد أن الاختلاف والخلاف بين التربية والإعلام يكمنان في الأهداف التفصيلية حيث تحدد الأهداف التفصيلية في التربية السلوك المطلوب بأسلوب يمكن قياسه، في حين لا يرى الإعلاميون أهمية تذكر لهذا الأسلوب، وفي وسيلة نقل المعلومة حيث يتجاوز الإعلام حدود المهنجية إن صح التعبير في نقل المعلومة. فالإعلام لا يتقيد بمنهجية معينة وإن كان ينهج سياسة محدودة، والإعلام لا يخاطب فئة معينة من جمهوره ولا يشترط كذلك مستوى معيناً من الثقافة أو العمر أو الجنس فهو كما وصفه الدكتور حمود البدر (1414هـ) بالحصان الجامح الذي يتعذر على التربية والتعليم مجاراته، ولكن لا يتعذر عليهما الاستفادة من إمكاناته التقنية في نقل المعلومة، خصوصا ونحن نعيش في عصر ثورة المعلومات وفي عصر التقنية التي تسهل عملية جمعها وتدفقها واسترجاعها، وفي هذا الصدد يقول فتح الباب وزملاؤه "وهكذا أصبحت إذاعة العلم وانتشار الفن وذيوع الأدب غير قاصرة على مصاحبة العالم، وحضور قاعات الدارس، ولا محدودة بمجال الرواية وإلقاء الشعر في المحافل والمنتديات، والأسواق كما كان في القرون الأولى، ولم يقتنع العلماء ولا رجال الإعلام ببث الكلمة عبر موجات الأثير، ومن خلال المذياع، ولم يكتفوا بالمطبوعات حيث تخرج الماكينات آلاف النسخ أو ملايين النسخ في ساعات قليلة، تنقلها الطائرات وتنشرها في أرجاء العالم, بل أصبحت المعلومة والفكرة الأدبية والنفحة الجمالية، تصل إلى الناس جميعاً لك ولي، في بيتك بطرق متنوعة مطبوعة أو مسموعة أو مرئية، سلكيا، أو لاسلكيا، بضغط الأزرار أو إدارة المفاتيح وغيرها من التقنيات في عصر الكمبيوتر والإنترنت".
إذاً تلقي المعلومة لم يعد قاصرا على المدرس والمدرسة والكتاب المدرسي والتجارب المعملية، أو حتى الوسائل التوضيحية البدائية، وبالتالي لم تعد التربية مسئولية المنزل والمدرسة والمسجد، فقد أفرد الإعلام دوراً فاعلا في تشكيل شخصية الطفل التي تمثل السنوات الست الأولى في حياته فترة حرجة في تكوين شخصيته، وقد سمح الإعلام لنفسه بمباركة من أوكلت إليهم أمور تربية النشء أن يكون عنصرا فاعلا في هذه المهمة، ولم يعد التمترس خلف الصيحات المدوية والمحذرة من الغزو الفكري مجدياً في نزع هذا الحق الذي فرضه الإعلام على مخطط التربية في العالم العربي على وجه الخصوص.
وقد استعرض الباحث العديد من الدراسات والبحوث التي أجريت في العالم العربي (ما توافر للباحث أثناء إعداد هذه الورقة) ولم يجد ما يدحض مقولة إن النتائج التي يحصل عليها من جراء دراسة التأثير الإعلامي على النشء ما هي إلا وجهات نظر وتخمينات لا تحكمها دلائل إحصائية. إلا أن أشهر الدراسات حول تأثير أفلام العنف على زيادة السلوك العدواني ما قام به أرون ومساعدوه حيث أجروا دراسة استمرت عشرين عاماً بدأت عام 1960م وأجريت على عينة قوامها (87) طفلاً في سنوات عمرية مختلفة (7ـ9 سنوات). وأجريت فحوصات سيكولوجية للعينة تضمنت قياس السلوك العدواني ومظاهره سواء في المدرسة أو في المنزل.
وبعد حوالي سنة أجريت دراسة تتبعية لنفس العينة ودراسة أخرى كذلك عندما بلغت أعمار أفراد العينة حوالي (19) سنة. ودراسة عندما بلغت أعمارهم (30) سنة. وكان الارتباط بين مشاهدة أفلام الجريمة والعنف وارتكاب الجرائم دالاً إحصائياً وذلك نتيجة مشاهدة العنف والجريمة على شاشات التلفزيون.
ومثل هذه الدراسة تعزز ما ذهب إليه العديد من علماء النفس بأن تأثير التلفزيون ينحصر في تعزيز سلوك كامن في الفرد أكثر من خلق سلوك جديد. كذلك أدت نتائج دراسات الاحتمال ووجهات النظر إلى لجوء الباحثين إلى نموذج الاستخدام والإشباع الذي يعتبر أكثر النماذج تطبيقاً في الدراسات الإعلامية، حيث يرى كل من بلور وكاتز 1974م، وبالم جرين 1984م، وروزنجرين وزملاؤه 1985م أن المتلقي للمعلومة عبر وسائل الإعلام ينتقي ويفاضل بين ما هو معروض من وسائل الإعلام؛ لذا يثير نموذج الاستخدام والإشباع التساؤل عما يفعله المتلقي بالوسائل بدلا من التساؤل عما تفعله الوسائل بالمتلقي.
وهذا يبرز التأثير من خلال الاحتياجات الاجتماعية والنفسية للمتلقي لا من خلال المحتوى الإعلامي نفسه. وهنا يفترض نموذج الاستخدام والإشباع أن الجمهور المتلقي نشط يحدد طبيعة الربط بين إشباع احتياجاته واختيار التعرض لوسائل الإعلام، وكما أن المتلقي أقدر على إبلاغ الباحث عن احتياجاته ومدى إشباعها بواسطة وسائل الإعلام.
وفي العالم العربي وأمام التطور المضطرد في مجال الإعلام لا يوجد من الدراسات التطبيقية ما يبرز دور الإعلام في التربية وانحراف السلوك سواء بعض التقارير أو الدراسات المكتبية التي تبرز تلك الأنشطة وتثمنها كأسلوب لمواجهة الاستهلاك المتزايد للبرامج المستوردة. كما تحاول بعض الدراسات تقييم بعض المحاولات الإعلامية التي تهدف إلى تحقيق الأهداف التربوية التي رسمتها المؤسسات الإعلامية في مجال التربية والتعليم وتعزيز الجانب السلوكي.
الإذاعة رغم مزاحمة التلفزيون لها واستحواذه على جمهورها تلعب دوراً فاعلا في التربية والتعليم والتوجيه، وتسعى العديد من الإذاعات العربية إلى رسم أهداف تربوية تثقيفية محدودة لتحقيق الجانب التربوي.
وفي دراسة أجرها الباحث حول الأبعاد التربوية لبرامج الأطفال المعدة محليا اتبع فيها أسلوب المسح الوظيفي وتحليل المضمون، وقد أعدت لهذه الدراسة قائمة بالمبادئ والقيم والجوانب الإيجابية التي أشارت إليها تساؤلات الدراسة على شكل بطاقات تحليل المضمون ودرجة التشبع الكمي للمبادئ المشار إليها، وقد اشتملت استمارة تحليل المضمون على:
1ـ الأهداف.
2ـ تنمية الاتجاهات نحو العقيدة.
أـ تنمية الاتجاهات.
ب ـ تنمية الاتجاهات نحو المجتمع.
ج ـ تنمية الاتجاهات نحو الوطن.
د ـ تنمية الاتجاهات نحو البيئة.
3ـ تنمية المهارات الذهنية وتشمل:
أ ـ الحث على التفكير العلمي.
ب ـ الحث على التفكير الابتكاري.
ج ـ الحث على التفكير الناقد.
4ـ الإعداد ويشمل:
أ ـ التهيئة الذهنية.
ب ـ الارتباط بالواقع.
ج ـ المواءمة الزمنية.
د ـ المواءمة العمرية.
ومثل هذه المبادئ التي يرتكز عليها المحتوى التربوي جديرة بالأخذ بها في البرامج التوعوية التي تبث وتنشر في وسائل الإعلام المختلفة. وللوصول إلى هيكل برامج فاعلة للتوعية في مجال السلامة المرورية لابد أن يكون الهدف هو مجال أنشطة الهيئات الثقافية والإعلامية في المجال التوعوي بحيث ترتبط بشكل أو بآخر بثقافة المجتمع المسيرة والمحصنة بالعقيدة الإسلامية.
وللوصول إلى هذا الهدف لا بد من برنامج توعوي يشمل المفاهيم التربوية والسلوكية، والإدراك الواعي لكيفية التعامل مع القضايا والأحداث، التي تحقق الأمن الفكري والاستقرار الاجتماعي، وتحافظ على القيم؛ ولذلك فهو إحساس بروح المسؤولية الخاصة والعامة، نحو الإنسان والمجتمع.
العولمة والاعلام
مع الثورة الجارفة لوسائل الاتصال، والسرعة الفائقة في تبادل المعلومات والقدرة غير المحدودة في المعالجة والتفسير، والارتباطات التجارية بين الأمم ظهر مفهوم العولمة وأصبح حقيقة وواقعاً حتى وإن لم يجد الترحيب المتوقع من معظم الشعوب الحريصة على ثقافتها وخصوصيتها.
واستهدفت العولمة في بدايتها الاقتصاد نظراً لارتباط الشعوب المباشر بهذا النشاط، ودور التقنية الحديثة في إحداث ثورة في السوق التجارية والصناعية ، ويطلق على التجارة الإلكترونية الوليد الشرعي لأنظمة المعلومات الحديثة التي جعلت منها ظاهرة عالمية غير تقليدية تلاشت أمامها الخصوصية التجارية ومهدت الطريق أمام فكر تقني عولمي اجتاح المجتمعات المحافظة، وأحدث خللاً في بنيتها الفكرية؛ بل تجاوز ذلك الجانب الاقتصادي لينال من التعليم الذي يعاني اليوم من التدخلات الفكرية التي لا يستطيع النظام التعليمي العمل بمنأى عنها.
وتشير الأدبيات إلى أن العولمة هي مرحلة جديدة في مراحل تطور المجتمع البشري، وقد برزت بشكل واضح خلال عقد التسعينات من القرن الماضي، وأصبحت ممكنة بفضل ظهور تقنية المعلومات انطلاقاً من الحاسب الآلي والإنترنت اللذين فتحا آفاقاً واسعة أمام الشركات ليس لزيادة الإنتاج وتحسين النوعية فحسب بل لغزو أسواق أكثر في العالم أجمع، وإن هذا الغزو قد أحدث فجوة في الأنظمة الاقتصادية في العالم الثالث كان لابد من تحديها والتعامل معها بعقلانية وبأسلوب علمي هدفه الاستثمار البشري. فالتنمية البشرية في العالم الثالث لم تكن موجهة توجيهاً علمياً وموضوعياً لمقابلة الاحتياجات الفعلية ولا لمقابلة التحديات المستقبلية، كما أن جودة هذه الاستثمارات لم ترق إلى تحقيق مخرجات بشرية عالية الإنتاجية، والمدخل السليم لهذه الخطة تقنية وثورة المعلومات، فنحن نعيش اليوم حضارة المعلومات التي أوجدت مفهوم العولمة الذي تجاوز في آثاره خصوصية الوعي الاجتماعي والثقافي، ما حدا بالمجتمعات النامية والحريصة على كيانها وخصوصيتها إلى تبني ما يسمى بالتقنية الملائمة Appropriable Technology التي تصمم وفق عدد من الاعتبارات المحلية. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه؛ إلى أي مدى يمكن أن تكون التقنية الملائمة حلاً لمشكلة العولمة؟. إن العولمة هي القوة الرئيسة والفاعلة لقيادة المجتمعات إلى القرون التالية ، هذا من الناحية الأمنية، ومن الناحية الفكرية نجد أن العولمة عامل رئيسي في التحولات السياسية والاقتصادية والتقنية والثقافية التي يشهدها العالم.
وإن إعداد الأفراد لمجتمع العولمة يتطلب شيئاً من التوازن في خطة الإعداد وإن كان هذا الأمر صعبا أحياناً ولكنه غير مستحيل على من يسعى إلى إيجاد نظام تعليم تربوي يحمل سمات الخصوصية والعالمية التي قد لا تخرج في بعض مفاهيمها وأدوات تطبيقها عن الفكر الإسلامي إذا ما علمنا بأن للتربية الإسلامية مفاهيم ومعايير أساسية يبنى عليها المنهج التربوي الإسلامي. كما أن لها قيماً ومبادئ نابعة من القيم والمبادئ الإسلامية المتمثلة في الصبر والصدق والمراقبة والتعاون على البر والتقوى والأمانة وحسن الخلق والإيثار والرفق والصدق في المعاملة ومكارم الأخلاق.
ولنا في تراثنا الإسلامي الأمثلة والمواقف التي يمكن من خلالها اقتباس الأفكار الجيدة لغرس هذه القيم والمبادئ في نفوس النشء وتشكيل سلوكهم وفق التعاليم الإسلامية.
والعولمة أو "ثقافة الاختراق" كما أشارت العديد من الأدبيات هي السيطرة على الإدراك وإخضاع النفس،وتعطيل فاعلية العقل وتكييف المنطق، والتشويش على نظام القيم، وتوجيه الخيال، وتنميط الذوق، وقولبة السلوك.
ويتلخص المفهوم الثقافي للعولمة في النقاط التالية:
1)يرى البعض أن التخطيط أو التوحيد الثقافي هو مرآة التطور الاقتصادي للعولمة. فمن البديهي أن يتكامل البناء الثقافي للإنسان مع البناء الاقتصادي المعلوماتي، إذن للمفهوم الثقافي للعولمة بعد اقتصادي وإعلامي.
2)يشير المعارضون لثقافة العولمة إلى أن ثقافة العولمة تسعى إلى طغيان ثقافة عالمية واحدة على الثقافات الوطنية.
3) يرى البعض أن التفاعل الإيجابي يرسخ قيماً ثقافية رئيسية مشتركة تجمع الثقافات في بوتقة، بحيث تكون الثقافات الوطنية مزيجاً من ثقافة دولية تحترم المعاصرة،وثقافة تحافظ على الأصالة.
ومن هنا فإن التعامل الثقافي بحاجة إلى تحديد مواطن الترابط والتلاقي. والتنافر من متطلبات عقائدية واجتماعية وتراثية، واكتساب المهارة التلقائية والاستجابة المعتمدة على القدرة على تحليل القيم، وكذلك الارتقاء في وعي الجيل وفي إدراك البشرية عموماً هو ارتقاء نظري وتلقائي وحتمي وقد يكون توجها نحو العولمة. وهذا لا يعني فقدان الاتصال بالواقع الوطني من خلال الولاء والانتماء.
ويتطلب التعامل مع العولمة مراجعة المعرفة التي تتصف بالقدرة على فهم الآخر والاستيعاب النظري للأفكار والمفاهيم والحقائق التي تتعلق بالفكر الدخيل.
ويرى البعض أنه ليس هناك ما يدل على أن اتجاهات العولمة تهدف بالضرورة إلى محو الهويات الثقافية المتعددة، فالعولمة لا تستطيع إلغاء تميز الثقافات.
وهناك من يرى أن العولمة طموح ؛ بل إرادة لاختراق الآخر وسلبه حريته، وقد يكون نفيه من العالم.
إن الانفتاح الإعلامي الذي تشهده المعمورة اليوم أدى إلى ظهور ثقافة إعلامية لم تعهدها البشرية، هذه الثقافة تحمل من السلبيات أكثر مما تحمله من الإيجابيات، والبث الفضائي المتواصل أدى إلى الزج بكل ما هو غث أو سمين لتغطية مدة البث دون النظر إلى الآثار السلبية لذلك؛ كما أن الرغبة في زيادة الدخل بأي وسيلة تطرح من خلال البرامج الفضائية أتاح الفرصة للطرح الرخيص. أما في الجانب السياسي والعقائدي فحدث ولا حرج، وتشهد ذلك في اللقاءات والحوارات التلفزيونية الفضائية ذات النمط الإعلامي الذي لم تألفه المجتمعات العربية، والمتمثل في البرامج الحوارية المباشرة التي أخذت القنوات الفضائية تتسابق في بثها للمشاهد العربي محاولة للتدخل في تشكيل الفكر والسلوك الذين يعدا من أساسيات العمل التربوي والتعليمي.
وأياً كان موضوع البرنامج الحواري فهو لا يعدو كونه طرحاً لوجهات النظر المتباينة التي تحكمها بعض الخلفيات الاجتماعية أو السياسية أو العقائدية لضيف أو ضيوف الحوار، ولم يكن في وقت من الأوقات غالباً طرحاً علمياً واقعياً وتقويمياً منطقياً وعلاجاً إجرائياً لقضية أو ظاهرة سياسية أو اقتصادية، أو اجتماعية يرقى بالفكر البشري ويثري المخزون الفكري لدى المشاهد. وتحكم هذه التوجهات في الغالب طبيعة الأنماط السلوكية للمحاور من جانب ولمدير الحوار من جانب آخر، فمنهم الواقعي، ومنهم العقلاني، ومنهم العاتب، ومنهم المقتنع ... وهكذا، كما يحكم كذلك توجه الضيف أو الضيوف محوران؛ هما السعي إلى تحقيق الذات المشبعة بالقناعات الفكرية والسلوكية التي يراها صواباً، ومحور آخر يتمثل في الترقب والتربص بالآخرين. وحصيلة ذلك كله خروج عن المألوف واعتداد بالرأي وتشبث بالمبدأ وإن جانب الصواب.
وإن المتتبع الفطن يلحظ أن إعداد مثل هذه البرامج يتم من خلال تصميم مسبق للوصول إلى الهدف ، وهو في الواقع ليس تصميماً عشوائياً طالما أنه يتصف بصفة معرفية تتمثل بالتوقع المسبق للهدف، وبالتالي الوسائل التي توصل إلى ذلك الهدف. والتصميم نفسه يتصف بالمرونة حيث يخضع لبعض التعديل أثناء الحوار ليتوافق مع الظروف والمتغيرات التي تواجهه وهو في طريقه إلى تحقيق الهدف؛ لذا ينهج التصميم ثلاثة سبل تتمثل في اختيار أسلوب الحوار المؤدي إلى الاستجابة، والكمية المعرفية الجدلية المعتمدة على نوع الأسلوب المختار للوصول إلى الهدف، والكفاءة أو المهارة في تنفيذ ذلك الأسلوب، وهنا يبرز دور المحاور في اختيار وتوجيه الحوار الوجهة التي يريدها.
وإن ما يسهل دور المحاور في توجيه الحوار نحو الهدف المقصود هي المرونة التي يلمسها المحاور في ضيفه وهي - أي المرونة- وإن كانت نسبية إلا أنها مدخل جيد للمحاور يساعد في ذلك كون التركيب العضوي والنفسي لدماغ الإنسان يجعله مطواعاً قابلاً للتكيف؛ فعاداته وأنماط تفكيره ليست راسخة وثابتة؛إضافة إلى أن الإنسان في الغالب يحدد قدراته من خلال مقياس نراه معياريا وهو في الواقع مرتبط بعلاقاته بالآخرين.
وينهج المحاور الجيد الأسلوب النفسي لإحداث التباين بين إمكانيات المتحاورين، وهو بذلك يحدث فرصاً لا تخلو من مقومات فشل أحد المحاورين نتيجة للإجراءات الحوارية التي نتخذها بعشوائية في الغالب.
وفي الجانب الآخر ينهج المحاور أسلوب الإثارة بناء على ما يتوقعه من أحد المحاورين، وهذا التوقع بحد ذاته يكفي أن يدفع بسلسلة من الأحداث التي قد تؤدي فعلاً إلى تحقيق هذا التوقع، حيث تظهر سلبية المحاور على كل ما يقوله ويفعله ويعتقده، وقد لا يحقق المحاور هذا التوقع عندما يتضح أن الطرف الآخر في الحوار مؤهلاً تأهيلاً كافياً بأن ينهج الأسلوب العلمي الموضوعي وأن لديه الهمة والنشاط والالتزامات الضرورية التي أعدته إعداداً جيداً في رده ومداخلاته بكفاءة وموضوعية.
وإن التفكير الإيجابي هو الشرط اللازم لكل جهد ناجح لتحقيق الذات، فنحن- كبشر- محاطون في تفكيرنا بالعديد من الأفكار والآراء والتجارب والنظريات.
وقد نكون سلبيين لو سلمنا أمرنا إلى كل ما يحيط بنا لأننا بذلك سوف نحيط تفكيرنا بسياج من أفكار غيرنا.
إنه من البديهي أن يتم التوجه نحو تنمية الفكر البشري الذي يهدف إلى تطوير المجتمع وإكسابه الخبرات العلمية والعملية ومهارات التفكير العلمي الناقد وأهمية مقومات القدرة على تسخير المعرفة واستغلال إمكانات التداخل والترابط المعرفي في محاولة التعامل مع المشكلات المعقدة. وإن التفكير العلمي السليم المتسم بالواقعية والبعد عن الخيال يجعل البرامج الحوارية في القنوات الفضائية وغيرها أكثر قبولاً، وما تفرزه من أثر اتصالي أكثر فعالية وكفاءة. ومقارعة الحجة بالحجة أدعى إلى الوصول إلى الحقيقة، وعلى رأس ذلك كله التحلي بآداب الحوار واحترام عقل المشاهد الذي لديه من المخزون المعرفي ما يؤهله لسبر أغوار الحقيقة وتجسيدها وهذه أهم منطلقات التربية الإعلامية.
وقد اتسم السلوك الإنساني بالمفاهيم التالية:
-الطلاقة الفكرية.
-القدرة على صياغة المفاهيم.
-خصوبة الخيال.
-الاستعداد لتحمل المسئولية.
-الثقة بالنفس.
-سهولة التكيف مع المواقف.
-القدرة على نقد الذات.
ولكن افتقد الفرد ما يقيم سلوكه من المصادر المرجعية مثل :
-دور المسجد وعدم السيطرة الكافية على التربية الدينية.
-الترابط الاجتماعي التربوي داخل الحي.
-اختفاء القدوة التربوية الصالحة للشباب.
-إقامة الحواجز بين الشباب والعلماء وقد تكون حواجز مصطنعة.
-غياب الدور التربوي في وسائل الإعلام.
وفيما يتعلق بالإعلام نفسه فقد اتسمت رسالته بالعشوائية واللامسئولية في كثير من الأحيان بسبب:
-غياب التوازن الموضوعي والقيمي في الرسالة الإعلامية.
-التسارع إلى بث الجهل بقصد أو بغير قصد.
-التركيز على البرامج الحوارية التي تيسر سبل الانحراف الفكري.
-التوجيه الإعلامي المكثف من قبل الإعلام الخارجي لزعزعة الثقة بالمخزون الفكري السليم لدى الشباب.
الطرح العشوائي وغير الموثق ومن جهات لا مسئولة عبر الإنترنت..
التخطيط لبرنامج التربية الإعلامية
يعد التخطيط السليم الأسلوب الأمثل الذي يُمكن الإعلام التربوي في المدارس والهيئات الأهلية من تسيير العمل من خلاله وفق خطط وبرامج محددة تستشرف المستقبل واحتمالاته، وتوظف الامكانات المادية والبشرية لمواجهة متطلبات التنمية الشاملة.
نموذج لبرنامج التربية الإعلامية
مبررات النموذج:
1-وضع خطة منهجية للبرامج التربوية وفق متطلبات العصر.
2-توفير التوازن العلمي والموضوعي لتحقيق أهداف الإعلام المتزن.
3-توحيد الجهود في مجال الإعلام التربوي من خلال هذا النموذج.
4-إمكانية تقييم الأثر التربوي من خلال هذا النموذج.
5-إمكانية إدخال أو حذف أو تعديل النموذج وفق مخرجات التقويم.
6-الأسلوب الانتقائي والتلقائي في النموذج على كل الإعلام الموجه وتوظيفه في المجال التربوي.
7-يأخذ النموذج بجميع العوامل الأساسية والمحيطة بالعمل الإعلامي ويوظفها لصالحه.
8-إمكانية تطبيق النموذج في الهيئات جميعها بصرف النظر عن تخصصاتها.
عناصر النموذج:
* الهدف التربوي:
·في المجال المعرفي.
·في المجال المهاري.
·في المجال الوجداني.
محتوى البرنامج التربوي الإعلامي:
·مجموعة الحقائق والمفاهيم والقيم والممارسات التربوية.
·تحليل وتفسير ونقد صياغة الأهداف الإعلامية.
·إبراز الممارسات السليمة والوجه المضيء للحقائق والمفاهيم والقيم في البرامج الإعلامية.
·إجراء مقارنة معرفية وقيمية لما ورد في الأهداف التربوية والمحتوى الإعلامي.
·وضع توصيات ومقترحات عملية لإحداث النقلة النوعية في تحقيق الأهداف التربوية من خلال الرسالة الإعلامية.
أساليب ووسائل تطبيق النموذج
·البعد عن التوجيه المباشر.
·إعطاء أمثلة حية من الواقع مدعمة بإحصاءات ـ إن وجدت.
·البعد عن المبالغة الممقوتة التي لا يمكن استيعابها.
·التوثيق وذكر الأدلة والبراهين ـ ما أمكن.
·توظيف تقنيات المعلومات والاتصال في تطبيق النموذج .
·اختيار المكان والزمان المناسبي
مواضيع مماثلة
» دراسة الأسس العلمية للفلسفة الأخلاقية
» عودة إلى نظرية الحتمية القيمية الإعلامية واستنطاق الصامت حوار مع د. عبد الرحمن عزي
» الأسس الحديثة في إعداد الموازنات وترشيد الإنفاق الحكومي
» ظهرو نتائج مسابقات التوظيف لمديريات التربية
» عودة إلى نظرية الحتمية القيمية الإعلامية واستنطاق الصامت حوار مع د. عبد الرحمن عزي
» الأسس الحديثة في إعداد الموازنات وترشيد الإنفاق الحكومي
» ظهرو نتائج مسابقات التوظيف لمديريات التربية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 3 نوفمبر 2023 - 1:47 من طرف alkhaimadz
» اخراج_القضيب_بعد_القذف_خطأ_كبير
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:51 من طرف nahla
» عدد مرات الجماع في أيام التبويض
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:48 من طرف nahla
» كيفية التعامل مع الزوج المشغول ؟
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:44 من طرف nahla
» عوامل يجب أخذها في الإعتبار قبل الموافقة علي الزواج
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:41 من طرف nahla
» ما يجب أن تقوليه لحماتك وما لا يجب أن تقوليه ؟
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:36 من طرف nahla
» #التقبيل???? و #المداعبة????????
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:34 من طرف nahla
» داء الأمم
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:23 من طرف nahla
» عَجَبًا لأمْر المؤمِن - عَجِبْتُ لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:23 من طرف nahla
» علمتني أذكار النوم
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:21 من طرف nahla
» كيف تجعليه يرغب فيكي ويشتاق إليكي ؟ 18 طريقة فعالة
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:20 من طرف nahla
» أغبى البنات
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:17 من طرف nahla
» أمثال عن المرأة
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:15 من طرف nahla
» مسائل في القَضاء والقَدَر
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:00 من طرف nahla
» له الْمُلْك
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 16:59 من طرف nahla
» الوَدُود سبحانه وتعالى
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 16:58 من طرف nahla
» أربع أمنيات لأربع نساء أوربيات
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:44 من طرف nahla
» نصيحة من عند وحدة مجربة
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:42 من طرف nahla
» نصيحة من اخت لاخت
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:41 من طرف nahla
» وضع المنشورات المتعلقة بالنساء في القسم المخصص لذلك
الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:40 من طرف nahla