الخيمة الجزائرية
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم .
يشرفنا تسجيلك و انضمامك الى اسرة المنتدى
أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
نتمنى لك اطيب الاوقات في منتداك .

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الخيمة الجزائرية
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم .
يشرفنا تسجيلك و انضمامك الى اسرة المنتدى
أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
نتمنى لك اطيب الاوقات في منتداك .
الخيمة الجزائرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دخول

لقد نسيت كلمة السر

بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» Lg g1800
التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة  Emptyالجمعة 3 نوفمبر 2023 - 1:47 من طرف alkhaimadz

» اخراج_القضيب_بعد_القذف_خطأ_كبير
التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:51 من طرف nahla

» عدد مرات الجماع في أيام التبويض
التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:48 من طرف nahla

» كيفية التعامل مع الزوج المشغول ؟
التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:44 من طرف nahla

» عوامل يجب أخذها في الإعتبار قبل الموافقة علي الزواج
التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:41 من طرف nahla

» ما يجب أن تقوليه لحماتك وما لا يجب أن تقوليه ؟
التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:36 من طرف nahla

» #التقبيل???? و #المداعبة????????
التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:34 من طرف nahla

» داء الأمم
التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:23 من طرف nahla

» عَجَبًا لأمْر المؤمِن - عَجِبْتُ لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ
التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:23 من طرف nahla

» علمتني أذكار النوم
التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:21 من طرف nahla

» كيف تجعليه يرغب فيكي ويشتاق إليكي ؟ 18 طريقة فعالة
التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:20 من طرف nahla

» أغبى البنات
التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:17 من طرف nahla

» أمثال عن المرأة
التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:15 من طرف nahla

» مسائل في القَضاء والقَدَر
التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:00 من طرف nahla

» له الْمُلْك
التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 16:59 من طرف nahla

» الوَدُود سبحانه وتعالى
التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 16:58 من طرف nahla

» أربع أمنيات لأربع نساء أوربيات
التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:44 من طرف nahla

» نصيحة من عند وحدة مجربة
التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:42 من طرف nahla

» نصيحة من اخت لاخت
التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:41 من طرف nahla

» وضع المنشورات المتعلقة بالنساء في القسم المخصص لذلك
التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:40 من طرف nahla

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان


    التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة

    3 مشترك

    اذهب الى الأسفل

    التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة  Empty التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة

    مُساهمة من طرف عبد المؤمن الأحد 28 نوفمبر 2010 - 4:50


    التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة
    النظرية والمنهجية بين ابن خلدون وبعض فلاسفة التاريخ الأوربيين :

    لم يعترف الشهود الأوربيون للعلامة ابن خلدون بلقب فيلسوف التاريخ الأول وعالم الاجتماع الأول - قبل فرا نسو فولتير - وميشيل فيكو - إلا لأن الشروط الموضوعية والذاتية لتأسيس أو ابتكار علم جديد يسمى فلسفة التاريخ كما يراها هؤلاء العلماء أنفسهم قد توافرت في طروحاته .
    إن الدليل الثاني الذي نقدمه هنا على عبقرية ابن خلدون وأصالته أو تأصيله للفكر الأوربي في كثير من مجالاته والتي منها فلسفة التاريخ خاصة ، هو ما نعتقد من تأثير خلدوني واضح في طروحات عدد من فلاسفة التاريخ الأوربيين المحدثين والمعاصرين بصدد التنظير والتفسير الفلسفي للتاريخ وحركته وصيرورته وقوانينه وعوامله ، فضلاً عن المراجعة النقدية والقراءة الخاصة للتاريخ ونقد مقولاته ومناهجه السائدة ، ومن ثم وضع الشروط والقواعد والمعايير العلمية والمنهجية للكتابة التاريخية ، وشروط المؤرخ ومواصفاته ، وتكمن أهمية هذه القضية بأنها لم تقف على أوجه الاتفاق والتقارب والمماثلة الفكرية والمنهجية بين ابن خلدون ومن جاء من بعده واعترف له وحسب ، بل يتعدى ذلك إلى الكشف عن الأفكار الخلدونية لدى فلاسفة أو مفكرين لم يعترفوا لابن خلدون بالسبق ، ولم يشيروا إلى أثره من قريب أو بعيد ، رغم حضور ابن خلدون الواضح- كما نعتقد - في طروحاتهم - كما سنرى لاحقاً -.. ولما كانت فلسفة التاريخ عند المحدثين تقوم على تعريف بعينه ومقولات خاصة بها، ومنهج متميز ، ونظريات مفسرة ، فإن هذه الموضوعات هي مجال المشابهة والمقاربة بين ابن خلدون ومن تلاه من فلاسفة التاريخ المحدثين وبخاصة الأوربيين الأكثر التصاقا بهذا الفن من المعرفة الإنسانية الجديدة .
    المشابهة الأولى : ما يختص بالتعريف الخاص بهذا الفن من المعرفة التاريخية الجديدة : يقول الأستاذ الإنجليزي ( ولش Walsh ) : من واجبنا الإشارة قبل تعريف فلسفة التاريخ إلى نقطة معينة هي ، أن كل تاريخ يحمل معنيين : تاريخ الأحداث الماضية وروايتنا لها ، وفلسفة التاريخ التي تبحث في الشكل التقليدي لسير التاريخ وتطوره ، وتعني بالفكر الفلسفي بحد ذاته ، وفلسفة التاريخ في هذه الحالة تشمل مجموعتين من المشكلات الأولى : تأملية ، والثانية: تحليلية. وهاكم التعريف الخلدوني للتاريخ ، الذي يقول عنه " إذ هو في ظاهره لا يزيد على أخبار عن الأيام والدول والسوابق من القرون الأول ، وفي باطنه نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق ، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق ، فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق ، وجدير بأن يعد في علومها وخليق ". وباجتهادنا الشخصي وتحليل هذا التعريف الخلدوني نجد : 1- هناك ثلاثة مستويات للقراءة التاريخية أو التناول التاريخي ، الأولى : السرد التاريخي للأحداث والأزمنة والأمم والدول والظواهر التي حدثت في مجتمع ما ، وفي مكان ما ، وفي زمان ما ، وهذه مهمة المؤرخ الذي يكتب ويروي هذه الأحداث إما بمعاصرتها ومعايشتها ، أو الاعتماد على الروايات المتناقلة : ( الشفهية منها أو المكتوبة ) في التراجم والطبقات ، والسير والمصنفات والنقوش والمخلفات المادية ، والمؤرخ هنا غير معني بالتدقيق فيما يكتبه أو يخضعه للجرح والتعديل مثلما فعل الطبري ، وابن كثير ، ونحوهما ، الثانية : ويمكن أن نسميها على وفق مقصد ابن خلدون " بعلم التاريخ " الذي يشمل أو يختص بعلم الدراية والرواية وإخضاع المفاهيم والحقائق والمقولات أو الروايات التاريخية لشروط وقواعد البحث التاريخي وبخاصة الجرح والتعديل ويسمى المشتغل بهذا النوع من الدراسة ( عالم التاريخ ) كما يتضح من الجزء الثاني من التعريف ، وما وضعه ابن خلدون في مكان آخر من المقدمة من وصف لأغلاط المؤرخين وأقوالهم ، ثم ما وضع من الشروط اللازمة للوصول إلى الحقيقة التاريخية الصادقة ، وهو ما سوف يسميه ( هيجل ) بالتاريخ النقدي ، بوصفه حالة متقدمة من الدراسة التاريخية النظرية ، فضلاً عن الدراسة الاستبطانية للأحداث والظواهر وربطها بظروفها الطبيعية والاجتماعية والثقافية وربطها بالعلل والأسباب وعوامل التطور والتغير المستمركما سنرى لاحقاً .
    أما الثالثة : فهي بكل تأكيد - وهذا ليس تأكيدنا فحسب ، بل كثير من المفكرين والمؤرخين والدارسين لابن خلدون - القراءة أو الرؤية الفلسفية للتاريخ ، وهي في الأعم رؤية كلية وسببية للأحداث والظواهر والنظم ، وما يتصل بالحضارة ، أو ما يسمى خلدونياً بالعمران البشري . إن هذه القراءة تتجاوز بالطبع الحدود الجغرافية والبشرية للمجتمعات الإنسانية ، حتى وإن كانت الدراسة قد اعتمدت في ملاحظاتها واستقرائها على نماذج حضارية معينة من التاريخ البشري وخلال مدة زمنية معينة ، فإن الاستنتاجات الخلدونية في هذا المستوى ذات طابع ميتافيزيقي عمومي كلي وشامل للتاريخ الإنساني سواء أعاد التاريخ نفسه كما يعتقد ابن خلدون ، أو لم يعد نفسه إلا بصورة جديدة كما يعتقد الفيلسوف الألماني ( جورج فلهلم فردريك هيجل 1770-1831م ) وأزوالد شبنجلر ، وأرنولد وتوينبي ، ) ، وهذا المستوى هو الذي حط فلاسفة التاريخ المحدثين رحالهم عنده مع التزامهم جميعاً بالشرط الموضوعي الخلدوني لفلسفة التاريخ ، وهو المتصل بالانطلاق من الوقائع والأحداث المشاهدة ، أو عدم تجاوز الحقائق التاريخية الجزئية والاستقراء الواقعي والتجريبي لها ، بوصفها تمثل مادة ومضمون الفعل التاريخي للحقيقية التاريخية الكلية ، حتى لا تظل موغلة في الخيال أو عالم التصورات الميتافيزيقية المجردة ، فضلاً عن ضرورة التأكد والتثبت من صحة هذه الحقائق .
    إن للتاريخ ظاهر اًوباطناً كما حدده ابن خلدون في التعريف . فالظاهر منه : الأحداث السياسية والاجتماعية التي حدثت في الماضي وكما تبدو لنا مباشرة من خلال الملاحظة والمشاهدة لمن عاصرها أو النقل ممن رواها أو دونها ، وهذا - بنظر ابن خلدون - لا يقدم لنا تفسيرات دقيقة لقوانين العمران البشري وما يتصل بها من ظروف وعوامل وتطورات . أما الباطن : فهو التاريخ الحقيقي للعمران البشري وما يتصل به من العوارض الذاتية ، لأنه يمتد من وصف الحدث إلى معرفة قوانينه وعلله وأسبابه ، وينتقل من الوصف إلى التفسير والتعليل والكشف عن القوانين التي تحرك التاريخ واتجاهاته وعوامل الصعود والهبوط للدول والحضارات عن طريق الجمع بين الاستقراء والاستنباط ، أي الجمع بين التجربة أو الملاحظة والمشاهدة ، والتأمل العقلي الفلسفي ، للنظر في التاريخ وظواهر العمران البشري ، وهذا ليس موضوعا ولا مادة للمؤرخ ولا مجالاًَ لعالم التاريخ ، بل هو مجال الفلسفة والفيلسوف ، والذي من شروطه تجاوز التاريخ الجزئي القومي إلى التاريخ الكلي أو التاريخ العام وكشف القوانين والعوامل والعلل الكامنة وراء تاريخ الإنسان وتطوره الحضاري ، بغض لنظر عما في هذا التاريخ ، وهذا ما أكده هيجل في القرن التاسع عشر الميلادي في دراسة التاريخ .
    - إن مسألة الظاهر والباطن في التاريخ التي ذكرها ابن خلدون ، كررها هيجل بقوله : إن التاريخ ظاهرة أحداث ووقائع تبدو في حالة فوضى ودون هدف ، تلك الروح التي تجعل له مساراً محكماً ، معقولاً ، ولن نبصر الروح إذا كانت الدراسة مقصورة على الجزئيات حوادث وأفرا. والمقاربة الكبيرة بين ابن خلدون وهيجل - مع اختلاف بعض المفاهيم ، مثل : مسألة الروح التي تتخلل التاريخ عند هيجل - هي عملية تعقل التاريخ أو التفسير العقلي للتاريخ وأحداثه وظواهره وعوارضه وإبدال الصدفة في الأحداث بالقوانين ، والعلل الجزئية بالعلل الكلية ، وهي التي لا ترى ولا تكتشف في الدراسة الجزئية للتاريخ .
    - لقد حدد الفيلسوف الفرنسي ( فرانسو ماري دي فولتير 1694-1778م ) المستوى التاريخي الذي ينشده في الكتابة التاريخية وهو المستوى الثالث عند ابن خلدون = وهو (التاريخ العام الكلي - الحضاري ) كما استخلصناه من التعريف ، حيث يرى فولتير ، ألا يكتب تاريخ الحروب ، بل تاريخ المجتمع (( كي أو أكد كيف عاش الناس داخل محيط عائلاتهم ، وما كانت الفنون التي هذبوها وطوروها بصورة مشتركة . إن موضوعه هو تاريخ العقل البشري وليس مجرد تفاصيل من وقائع تافهة ، إني أريد أن أعرف كم كانت الخطى التي عبرت بالبشر من البربرية إلى المدنية )) . إذن هو تاريخ العقل وتاريخ الحضارة أو العمران البشري الذي قال ابن خلدون أن مقدمته تستهدف دراسة أحوال العمران البشري ، وما يعرض فيه من الكسب والمعاش ، والعلوم والصنائع والتمدن وما يعترض فيها من العوارض الذاتية = ( النظم السياسية والاقتصادية والثقافية ....الخ ) وتطورها ، بعد أن مال عن تقليد أولئك الذين كتبوا أخبار الدول وحكايات الوقائع في العصور الأولى ، إما ركزوا على سفاسف الأمور من الوقائع والأحداث وتفاصيلها ، وإما نقلوا صوراً للأحداث مجردة من موادها ، أو حوادث لم تعلم أصولها ، إما مفرطون في الإسهاب أو مفرطون في الاختصار ، وهذه من جملة أغاليطهم .
    المشابهة الثانية : المسألة المنهجية في تقسيم التاريخ . وطبقاً لما جاء في تعريف ابن خلدون للتاريخ أيضاً ،وتحليل الباحثين لما تضمنه هذا التعريف عن دلالات نظرية ومنهجية في توصيف علم التاريخ ومنهجه وفلسفته ، نورد تقسيم هيجل للتاريخ ومقارنتها بما جاء في مقدمة ابن خلدون من أقسام أو تصنيف للتاريخ ضمناً وتصريحاً بهدف المقاربة والمقارنة والتأشير على النقد الخلدوني مقابل النقد الهيجلي لهذه الأقسام أو المستويات من التاريخ .
    1- فعند هيجل ثلاثة أنوع من التاريخ هي : التاريخ الأصلي والتاريخ النظري ، والتاريخ الفلسفي . الأول : هو ما يكتبه المؤرخ عن عصره الذي يعيش فيه ، وروحه هي روح عصره ، ويتسم بقصر الفترة الزمنية التي يكتب عنها ، وأن رواياته هي روايات فردية أو مذكرات شخصية في الغالب روايات وأحداث قد تكون غير ممحصة . ويضرب هيجل أمثلة لهذا النوع ، مثال :عبد الرحمن الجبري في ق 13هـ ، و18م عند المسلمين ، وهيرودوت في اليونان ، وشروح قيصر عند الرومان والرهبان في العصر الوسيط ، والمذكرات الشخصية في العصر الحديث. وإذا جاز لنا المماثلة مع ابن خلدون فإن هذا الذي قصده ابن خلدون بالتاريخ القطري ، وأهله والمشتغلين به هم مؤرخو الأمصار والأقطار وسماته : عدم استيعاب المؤرخ لمرحلة ما قبل عصره ، والتقيد والوقوف على العموميات ، وعدم الإحاطة بالمقاصد والأهداف البعيدة والتقييد بأحداث وشوا رد عصره ، وأخبار أفقه وقطره . واقتصر على تاريخ دولته وعصره ، ومن أمثال هؤلاء المؤرخين ( يوميات التوحيدي مؤرخ الأندلس والدولة الأموية ، وابن الرقيق مؤرخ أفريقيا ، ودولة القيروان ) .
    -أما الثاني : فهو التاريخ النظري : ويقسمه هيجل إلى أربعة أقسام : الأول : ويقترب من التاريخ الأصلي ، لكن المؤرخ ناقل وراو ويسقط روح عصره على المرحلة الماضية التي كتب عنها ومثاله مؤرخو القرن العشرين عن الحضارة الفرعونية ، وهذا لا مماثلة له مع ابن خلدون ، لأن البقية من المؤرخين عند ابن خلدون هم نقلة ومقلدون لكتاب سابقين بصرف النظر عن المدة الفاصلة بينهم وبين العصر الذي يؤرخون له ، فقط إن البعض لا يفحص ولا يمحص ما يروى له ، والبعض يهتم بمنهج الجرح والتعديل ، والخطأ الأكثر شيوعا بينهم جميعاً - بنظر ابن خلدون- قلة التحقيق، وقلة التنقيح ، والوهم والتقليد ، وغياب الاختصاص أو التطفل على العلوم من مدعى المعرفة ، وأخيرا عدم معرفتهم بأحوال العمران وطبائعه وظروفه وتبدلاته ، ومعرفة أسباب هذه الوقائع والأحوال والبدلات .
    الثاني : التاريخ العملي البراجماتي : وهو الذي تميز به ابن خلدون وبعض من كتاب التاريخ الإسلامي ، وهو الذي يستهدف المؤرخ من الكتابة التاريخية العظة والعبرة ، وهو الذي نقده هيجل وغمز به ضمناً إلى ابن خلدون . وقد قال الأستاذ الدكتور إمام عبد الفتاح إمام ( مترجم كتاب العقل في التاريخ ) لهيجل ،بأن المقصود بهذا النموذج من الكتابة - بنظر هيجل - هو نموذج ا بن خلدون . حيث يقول ابن خلدون : ولما كان مشتملاً على أخبار العرب والبربر ، من أهل المدر والبر ، والألماع بمن عاصرهم من الدول الكبر . وأفصح بالذكرى والعبر في مبتدأ الأحوال وما بعدها من الخبر ، سميته (كتاب العبر ، وديوان المبتدأ والخبر ، في أيام العرب والعجم والبربر ، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر) ، فابن خلدون يعتمد المنهج القرآني في السرد التاريخي الذي يجعل من التاريخ وأحداثه عبرة ) لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب ما كان حديثاً يفترى ( سورة يوسف آية 114 . وابن خلدون يعتقد أن التاريخ يعيد نفسه مهما حدثت من تبدلات في عوارض وأحوال العمران البشري ، لكن التاريخ يسير بحلقات ودوائر مغلقة ، بحيث البداية الجديدة هي النهاية القديمة وهكذا . أما هيجل فيعتقد أن التاريخ لا يعيد نفسه ولا يعلم أحداً ، وأن العبرة تنفع للأطفال ، ولا تفيد الحكام.
    الثالث : التاريخ النقدي : وباعتقادنا أنه علم التاريخ عند ابن خلدون ( علم الدراية والرواية ) . فعند هيجل مثلاًُ :- هو تاريخ التاريخ لأنه نقد للروايات التاريخية ، ودراسة لحقيقتها ومعقوليتها . ويتميز بوحدة الذهن للمؤرخ ، مما يمكن من أن ينتزع من الوثائق أشياء ليست موجودة في المادة المدونة (القراءة من بين السطور ) ، ويشبه هيجل هذا النقد بنقد فقه اللغة ، ويستهدف النقد هنا إزالة الخيالات الذاتية التي تحل محل المعطيات التاريخية ، أو تعارض أكثر وقائع التاريخ يقيناً. وما أشد هذا القسم وضوحاً لدى ابن خلدون فقد أفرد له مقدمة المقدمة ، وأسماها ( المقدمة ) في فضل علم التاريخ ، وتحقيق مذاهبه ، والإلماع لما يعرض للمؤرخين من المغالاة ، وذكر شيء من أسبابها ، ومن جملة الأغلاط :- الثقة المطلقة برواة الأخبار ، والإسراف في الخيال عند عرض سير الملوك ووصف المعارك وإعداد الجيوش وإهمال الظروف والأحوال الاجتماعية المؤثرة في حركة التاريخ وصيرورته - الميل مع الهوى والمصلحة ، التأثر بالمذهب الديني أو السياسي أو الاجتماعي ، سرد الأخبار الواهية وخرافات العامة على أنها وقائع وأحداث حقيقية ، وتجاوز حدود العوائد ، وهي العبارة ذاتها التي رددها هيجل بمقولة : (حشو الماضي بالأفكار القبلية ومطاوعة دسائس الأغراب لحب وولوع النفوس لما هو غريب ، وهو مقولة هيجل (أن الخرافات الغربية تنتشر بين الناس فيصبح جزءاً من التاريخ )، ويضيف ابن خلدون ، وسهولة التجاوز على اللسان والغفلة على المتعقب والمنتقد حتى لا يحاسب نفسه على خطأ ولا عمد ولا يطالبها في الخبر بتوسط ولا عدالة ولا يرجعها إلى بحث وتفتيش.
    الرابع : التاريخ الحضاري أو التاريخ الكلي : وهو يقترب من التاريخ الفلسفي في الانتقال من التاريخ الجزئي إلى الكلي العالمي الإنساني ويقترب من التاريخ الجزئي بالاستناد إلى معطيات الحقائق والأحداث الجزئية .
    القسم الثالث من التاريخ هو التاريخ الفلسفي : الذي هو موضوع فلسفة التاريخ أو التصور الفلسفي للتاريخ وهو التاريخ الحضاري عند فولتير وشبنجلر وتوينبي وتاريخ العمران البشري عند ابن خلدون والتاريخ الفلسفي عند هيجل ، والذي انفرد به هيجل في هذا القسم أنه يعد التاريخ الحقيقي هو تاريخ العقل وتطور الروح وهو تاريخ الفكر والوعي عند فولتير .
    إن التاريخ الحقيقي عند ابن خلدون هو تاريخ العمران البشري والحياة الاجتماعية ، وتغير مؤسساتها وأوضاعها الاقتصادية والثقافية والسياسية ، فكان التاريخ هو تاريخ الحضارة لا التاريخ السياسي ، وموضوع هذا التاريخ يتعدى حدود التاريخ ـــ ويحيط بمسائل الفلسفة الاجتماعية وعلم الاجتماع العام .
    2- واتصالاً بالمسألة المنهجية والتأصيل الخلدوني في النقد التاريخي لمن جاء من بعده ، يرى ( د أبو يعرب المرزوقي )،- وهو رأي بعض فلاسفة التاريخ المحدثين في أوربا - أن أرقى النظريات المنهجية للتاريخ هي بلا منازع محاولة ابن خلدون في الفكر العربي ( فلسفة التاريخ ) ، وأن هذه المحاولة مثل الأورجانون المنطقي لها وجهان : 1- الوجه السالب وهو المتعلق بموانع الوصول إلى الحقيقة في التاريخ ( هدم وبناء ) والعلم الجامع بين الوجهين هو علم العمران البشري والاجتماع الإنساني الذي ثمرتهُ :( نقد الأخبار رغم شرفه في ذاته )، فالوجه السالب يتعلق بأسباب الخطأ الناجمة من طبيعة المعلومة التاريخية نفسها ، والتي مصدرها الإنسان حتى لو كان الحدث مائلاً أمامنا ، فيمكن أن نزيف المعلومة بقصد أو بدون بقصد ، وهكذا في بقية الأخطاء ، مثل التشيع لمذهب أو لفكرة ، أو خدمة الحاكم ، وطبيعة الحدث التاريخي وتأويله بصورة خاطئة ونقائض المنهج بحسن الظن بالمصدر ، أو للاطمئنان إلى الجرح والتعديل ، هذه كلها تجعل الحقيقة عسيرة المنال .
    أما الوجه الموجب فيتعلق بالسبب المتقدم على هذه الوجوه السالبة وهو الجهل بطبائع العمران وأحواله أو الحوادث الذاتية أو العقلية و ما يعرض لها من أحوال ،فإذا كان السامع عارفاً بطبائع الحوادث والأحوال في الوجود ومقتضياتها ، أعانه ذلك على تمحيص الخبر وتمييز صدقة ، وكون العمران ذا طبائع ، وعلمها يساعد على نقد الخبر والمعلومة التاريخية ، فهذان السببان الموجبان للوصول إلى المعلومة التاريخية - كما يرى ابن خلدون -.
    ----------------------منقول عن :اد . عبد الله محمد الفلاحي------------------------------
    عبد المؤمن
    عبد المؤمن
    مشرف
    مشرف

    تاريخ التسجيل : 06/11/2010
    عدد المساهمات : 200
    نقاط : 431
    تاريخ الميلاد : 12/09/1986
    الجنس : ذكر
    المهنة : التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة  Collec10

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة  Empty رد: التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة

    مُساهمة من طرف imad الأحد 28 نوفمبر 2010 - 5:24

    مشكور جزيل الشكر عزيزي عبد المؤمن

    اتمنى الاستفادة الى اصحاب الاختصاص
    لا تنسونا من دعائكم
    imad
    imad
    المدير العام
    المدير العام

    تاريخ التسجيل : 22/07/2010
    عدد المساهمات : 977
    نقاط : 2441
    تاريخ الميلاد : 17/08/1988
    الجنس : ذكر
    المهنة : التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة  Office10

    https://alkhaimadz.123.st

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة  Empty رد: التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة

    مُساهمة من طرف alkhaimadz الخميس 26 نوفمبر 2015 - 5:53

    شكرا لك على الموضوع . بارك الله فيك و جزاك الله خيرا
    alkhaimadz
    alkhaimadz
    عضو مجتهد
    عضو مجتهد

    تاريخ التسجيل : 22/09/2010
    عدد المساهمات : 223
    نقاط : 394
    تاريخ الميلاد : 01/01/1980
    الجنس : ذكر
    المهنة : التأصيل الخلدوني لفلسفة التاريخ من خلال المقاربة والمقارنة  Unknow10

    https://alkhaimadz.123.st/

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    الرجوع الى أعلى الصفحة

    - مواضيع مماثلة

     
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى