قائمة المنشورات


 المنشورات


 العودة إلى المنتدى

الخيمة الجزائرية   

أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر

alkhaimadz | تم النشر بتاريخ الخميس 8 ديسمبر 2022 - 7:09 | 141 مشاهدة

أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر

من المعلوم أنَّ زكاةَ الفطرِ هي الصدقة التي يخرجها المسلم عند إفطاره من الصيام في شهر رمضان الفضيل، وقد سُميت بهذا الاسم لارتباطها بالإفطار، وفي هذا المقال سيتمُّ تخصيص الحديث عن هذه العبادة العظيمة حيث سيتمُّ ببيان حكم إخراجها، كما سيتمُّ بيان أقوال الفقهاء في وقت إخراجها، ثمَّ بيان أفضل الأوقات لذلك، كما سيتمُّ الإشارة إلى كيفية إخراجها، وحكم الصدقة بها نقدًا، وكذلك بيان الحكمة من وقت مشروعيتها، بالإضافة إلى بيان حكم إخراج أكثر من قيمتها.
حكم إخراج زكاة الفطر

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن زكاة الفطر واجبة عل كل مسلم ومسلمة، وقد فرضت عليهم في السنة الثانية من الهجرة في شعبان من العام نفسه الذي فرض فيه الصيام، وما يدل على وجوبها من السنة النبوية الشريفة ما روي عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- حيث قال: “كُنَّا نُخْرِجُ إذْ كانَ فِينَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ، عن كُلِّ صَغِيرٍ، وَكَبِيرٍ، حُرٍّ، أَوْ مَمْلُوكٍ، صَاعًا مِن طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِن أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ فَلَمْ نَزَلْ نُخْرِجُهُ حتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ حَاجًّا، أَوْ مُعْتَمِرًا فَكَلَّمَ النَّاسَ علَى المِنْبَرِ، فَكانَ فِيما كَلَّمَ به النَّاسَ أَنْ قالَ: إنِّي أَرَى أنَّ مُدَّيْنِ مِن سَمْرَاءِ الشَّامِ، تَعْدِلُ صَاعًا مِن تَمْرٍ فأخَذَ النَّاسُ بذلكَ. قالَ أَبُو سَعِيدٍ: فأمَّا أَنَا فلا أَزَالُ أُخْرِجُهُ كما كُنْتُ أُخْرِجُهُ، أَبَدًا ما عِشْتُ”.[1][2]
أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر

اختلف الأئمة الأربعة في أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر، وفيما يأتي بيان آرائهم في ذلك:

    الحنفية والشافعية والحنابلة: إن أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر هو يوم العيد وقبل صلاة العيد، ودليلهم في ذلك أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بها قبل الخروج إلى الصلاة.
    المالكية: يندب إخراجها بعد فجر يوم العيد، ويحرم تأخيرها عن يوم العيد.

وقت جواز إخراج زكاة الفطر

اختلف الفقهاء في الوقت الذي يجوز فيه للمسلم إخراج زكاة الفطر، على قولين، وفيما يأتي بيان هذين القولين:

    القول الأول: يجوز إخراج زكاة الفطر في أيِّ يومٍ من أيَّام شهر رمضان الفضيل؛ إذ أنَّ سببها قد تحقق بالصيام والإفطار، وهذا مذهب الحنفية.[7]
    القول الثاني: يجوز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيومٍ أو يومين، ولا يجوز إخراجها قبل ذلك، لفعل ابن عمرٍ -رضي الله عنه- وهذا مذهب المالكية والشافعية والحنابلة.

وقت كراهة إخراج زكاة الفطر

هناك أوقاتًا يُكره تأخير إخراج زكاة الفطر فيها، وسيتمُّ في هذه الفقرة بيان هذه الأوقات عند الأئمة الأربعة، حيث أنَّ الشافعية يرون كراهة تأخيرها عن صلاة العيد، بينما يرى الحنابلة تأخير إخراجها إلى آخر أيام العيد، ويرى المالكية أنها لا تسقط بمجرد مضي زمنها، بل تبقى في ذمة الإنسان، ويجوز إخراجها بعد صلاة العيد، أمَّا الحنفية فلا يرون كراهة تأخيرها بعد العيد.
كيفية إخراج زكاة الفطر

إنَّ الأصل أ يُخرج المزكي زكاة فطره من الأصناف التي جاءت في الحديث المروي عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- حيث قال: “كنَّا نُخرِجُ في صدقةِ الفطرِ إذ كان فينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صاعًا مِن طعامٍ أو صاعًا مِن تمرٍ أو صاعًا مِن شعيرٍ أو صاعًا مِن أَقِطٍ ولم نزَلْ كذلك حتَّى قدِم علينا معاويةُ مِن الشَّامِّ إلى المدينةِ قَدْمةً فكان فيما كلَّم به النَّاسَ: ما أرى مُدَّيْنِ مِن سمراءِ الشَّامِ إلَّا تعدِلُ صاعًا مِن هذه فأخَذ النَّاسُ بذلك”.[8]

هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا

اختلف الأئمة الأربعة في حكم إخراج زكاة الفطر نقدًا، وسيتمُّ في هذا المقال بيان أقوالهم في ذلك:[9]

    القول الأول: جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا، وهذا مذهب أو حنيفة وأصحابه، ووجهة نظرهم في ذلك أنّ كثرة الطعام عند المحتاج قد تفيض عن حاجته، ممّا يضطره إلى بَيعه؛ ليشتريَ ما يحتاجه، أمّا إن اُعطِي القيمة مباشرة، فإنّه يستطيع أن يشتريَ بها ما يحتاج إليه.
    القول الثاني: عدم جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا، بل يجب إخراجها عينًا، وهذا مذهب المالكية والشافعية والحنابلة، ودليلهم في ذلك الحديث الوارد في الفقرة السابقة.

الحكمة من إخراج زكاة الفطر في الوقت المشروع

أمرَ الشارع بزكاة الفطر، وجعل الحكمة منها طُهرةً وكفّارةً للمُزكّي على ما حصل من النقص في صومه، أو ما شابَه من الكراهة، أو الإثم فيه، أمّا الحكمة منها بالنسبة للآخذ إغناؤه وأهله عن الناس في أيّام العيد؛ فقد أقَّتَ الشارع زكاة الفطر بوقتٍ وأوجبها فيه، وهذا الوقت فيه سعة على الدافع بحيث يتمكّن من أدائها، وعلى الآخذ بحيث يتمكّن من الاستفادة من المال.[10]

هل يجوز اخراج زكاة الفطر اكثر من مقدارها

لقد ذهب أهل العلم إلى أنّه لا بأس لمن أراد أن يخرج زكاة الفطر أن يُخرج أكثر من القدر المطلوب، وفي ذلك زيادة ظاهرة في الخير، يقول تعالى: {وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}، وهذا القول هو قول الجمهور من فقهاء مذاهب الإسلام، إلّا أنّ فقهاء المالكيّة قد كرهوا ذلك وعدّوه من البِدَع المكروهة، يقول الشيخ الدردير أحد شيوخ المالكية الكبار: “و ندب عدم زيادة على الصاع، بل تكره الزيادة عليه؛ لأنه تحديد من الشارع فالزيادة عليه بدعة مكروهة كالزيادة في التسبيح على ثلاث وثلاثين”.

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّ في بيان أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر، كما تمَّ بيان حكم إخراجها، كما تمَّ بيان وقت جواز وكراهة إخراجها، ثمَّ تمَّ بيان كيفية أخراجها، وبيان أقوال الفقهاء في حكم إخراجها نقدًا، وفي ختام هذا المقال تمَّت الإشارة إلى الحكمة من إخراج زكاة الفطر في الوقت المشروع لها، وحكم إخراجها أكثر من قيمتها.

نبذة عن الكاتب