الخيمة الجزائرية
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم .
يشرفنا تسجيلك و انضمامك الى اسرة المنتدى
أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
نتمنى لك اطيب الاوقات في منتداك .

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الخيمة الجزائرية
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم .
يشرفنا تسجيلك و انضمامك الى اسرة المنتدى
أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
نتمنى لك اطيب الاوقات في منتداك .
الخيمة الجزائرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دخول

لقد نسيت كلمة السر

بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» Lg g1800
الرجل المثالي هو المسلم  Emptyالجمعة 3 نوفمبر 2023 - 1:47 من طرف alkhaimadz

» اخراج_القضيب_بعد_القذف_خطأ_كبير
الرجل المثالي هو المسلم  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:51 من طرف nahla

» عدد مرات الجماع في أيام التبويض
الرجل المثالي هو المسلم  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:48 من طرف nahla

» كيفية التعامل مع الزوج المشغول ؟
الرجل المثالي هو المسلم  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:44 من طرف nahla

» عوامل يجب أخذها في الإعتبار قبل الموافقة علي الزواج
الرجل المثالي هو المسلم  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:41 من طرف nahla

» ما يجب أن تقوليه لحماتك وما لا يجب أن تقوليه ؟
الرجل المثالي هو المسلم  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:36 من طرف nahla

» #التقبيل???? و #المداعبة????????
الرجل المثالي هو المسلم  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 18:34 من طرف nahla

» داء الأمم
الرجل المثالي هو المسلم  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:23 من طرف nahla

» عَجَبًا لأمْر المؤمِن - عَجِبْتُ لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ
الرجل المثالي هو المسلم  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:23 من طرف nahla

» علمتني أذكار النوم
الرجل المثالي هو المسلم  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:21 من طرف nahla

» كيف تجعليه يرغب فيكي ويشتاق إليكي ؟ 18 طريقة فعالة
الرجل المثالي هو المسلم  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:20 من طرف nahla

» أغبى البنات
الرجل المثالي هو المسلم  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:17 من طرف nahla

» أمثال عن المرأة
الرجل المثالي هو المسلم  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:15 من طرف nahla

» مسائل في القَضاء والقَدَر
الرجل المثالي هو المسلم  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 17:00 من طرف nahla

» له الْمُلْك
الرجل المثالي هو المسلم  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 16:59 من طرف nahla

» الوَدُود سبحانه وتعالى
الرجل المثالي هو المسلم  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 16:58 من طرف nahla

» أربع أمنيات لأربع نساء أوربيات
الرجل المثالي هو المسلم  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:44 من طرف nahla

» نصيحة من عند وحدة مجربة
الرجل المثالي هو المسلم  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:42 من طرف nahla

» نصيحة من اخت لاخت
الرجل المثالي هو المسلم  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:41 من طرف nahla

» وضع المنشورات المتعلقة بالنساء في القسم المخصص لذلك
الرجل المثالي هو المسلم  Emptyالثلاثاء 25 يوليو 2023 - 15:40 من طرف nahla

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان


    الرجل المثالي هو المسلم

    2 مشترك

    اذهب الى الأسفل

    الرجل المثالي هو المسلم  Empty الرجل المثالي هو المسلم

    مُساهمة من طرف عبد المؤمن الأربعاء 17 نوفمبر 2010 - 7:18

    بسم الله الرحمن الرحيم
    و الحمد الله رب العالمين و الصلاةو السلام على اشرف المرسلين
    اخوان القراء اني وللاسف كثيرا ما اسمع و رجالا يندمون حق الندم انهم عرب مسلمون لان الاسلام في هذا العصر هو مذلة في رايهم -معاذ الله -لا يقدرون حق الاسلام ويرون ان الغربيين هم اسياد المثالية- الرجل الغربي - ذا عقل شديد وذكاء خارق وغير ذلك اذا فالغربي الغير مسلم عندهم هو الرجل الحقيقي لذا اصبحوا يقلدون الغربيين و يبتعدون عن الاسلام بل يرفضونه وينادون بالتجديد . وهذا كان يحيرني كثيرا لاني متأكد انه هنالك خطأ ما في تفكير هاؤلاء البشر حتى جاء اليقين و هذه المحاضرة خير دليل لهم علهم يرجعون الى رشدهم و يعترفون بحق الاسلام عليهم هذه المحاضرة ألقاها العلامة النّدويّ لجامعة فؤاد الأوّل (جامعة القاهرة حاليا)، وقدمها العلامة الندوي في 5 / رجب سنة 1370 هـ الموافق 10/ إبريل 1951 م في احتفال كبير أمام باب الجامعة وجماعة من الأساتذة.
    بحث عن إنسان
    قال مولانا جلال الدّين الروميّ في بعض مقطوعاته : "رأيت البارحة شيخا يدور حول المدينة، وقد حمل مشعلا، كأنّه يبحث عن شيء، قلت له : يا سيدي ظ تبحث عمّاذا ؟ قال : قد مللت معاشرة السباع والدّواب، وضقت بها ذرعا، وخرجت أبحث عن إنسان في هذا العالم، لقد ضاق صدري من هؤلاء الكسالى والأقزام الذين أجدهم حولي، فخرجت أبحث عن عملاق من الرجال، وبطل من الأبطال، يملأ عيني برجولته وشخصيته، ويروّح نفسي، قلت له : لقد غرّتك نفسك يا هذا ! فخرجت تقتنص العنقاء بالله ! لا تتعب نفسك، وارجع أدراجك، فقد أجهدت نفسي، وأنضيت ركابي، ونقّبت في البلاد، فلم أر لهذا الكائن عينا ولا أثرا ! قال الشيخ : إليك عني أيها الرجل فأحبّ شيء إلى نفسي، أعزّه وجودا، وأبعده منالا".
    بهذه المقطوعة الشعرية افتتح الدكتور محمد إقبال كتابه الخالد "أسرار خودي"، ولا أظنّ أنّ محمد إقبال اختار هذه المقطوعة، وحلى بها صدر كتابه إلا أنّها تصور نفسيته، وتعبّر عن شعوره، فقد كان يحكم دراسته الفلسفية من كبار الرواد الباحثين عن "الإنسان الكامل" فهل وجد محمد إقبال ضالته يا ترى ! وظفر بمطلوبه، أم قطع منه الرجاء ؟
    وإذا كان الجواب : نعم، لقد وجد محمد إقبال ضالته من الناس، وظفر بوطره من الرّجال، فتأكّدوا أنه فتح أعظم من فتح "كولمبس"، واكتشاف أجلّ خطرا وأعظم قدرا من اكتشاف العالم الجديد، لأنّه اكتشاف الإنسان وعثور على الإنسانية الضائعة، ولا خير في العالم- قديمه وجديده- إذا فقد الإنسان، وضاعت الإنسانية، وحاجة العالم إلى إنسان أشدّ اليوم من حاجته إلى القارات الجديدة، والبحار المجهولة.
    المسلم هو الإنسان الكامل

    إنّ محمّد إقبال يحدثنا في شعره بأنّه وجد هذا الإنسان المنشود، وعرفه، واتّصل به، ونراه قد هام به هياما، وتغنّى في شعره بإنسانيته وشخصيته، فأين وجده محمد إقبال، وكيف السبيل إلى هذا الإنسان الرفيع ؟
    أخاف أن أفاجئكم بما لا تقدّرونه، ولا تنتظرونه إذا أخبرتكم أنّ الإنسان الكامل الذي وجده محمد إقبال، فوجد فيه ما كان ينشده من معاني الإنسانية، والقوة، والحياة، والجمال، والكمال، هو "المسلم" لا أقلّ ولا أكثر.
    إنّ هذا الجواب مفاجأة للذين يحملون للمسلم صورة قائمة هزيلة لا تتّفق أبدا مع هذا التصوير الرائع، الذي قدمّه الشاكر للإنسان الكامل، ولكنّ محمد إقبال بالعكس من ذلك يرى في المسلم الضّالة المنشودة، والصورة الكاملة للإنسانية.
    المسلم المثالي :
    ولكنّه يعني ذلك المسلم المثالي، الذي يمتاز بين أهل الجبن والخوف بشاعته وقوته الروحية، وبين عبّاد الرّجال، والأموال، والأصنام، والملوك بالتوحيد الخالص، وبين عبّاد الأوطان والألوان والشعوب بآفاقياته وإنسانيته، وبين عبّاد الشهوات والأهواء والمنافع، بتجرّده من الشهوات، وتمرّده على موازين المجتمع الزائفة وقيم الأشياء الحقيرة، وبين أهل الأثرة والأنانية بزهده، وإيثاره، وكبر نفسه، ويعيش برسالته ولرسالته، ذلك المسلم الحقّ الذي مهما اختلفت الأوضاع، وتطورت الحياة لا يزال الحقيقة الثابتة التي لا تتغيّر ولا تتحوّل، وأما ماعداه فزبد يذهب جفاء، ذلك المسلم هو كالشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السّماء، أما ماعداه فشجرة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار، يقول في بيت : "إنّك أيها المسلم في العالم وحدك، وما عداك سراب خادع، ودرهم زائف"، ويقول في بيت آخر : "إنّ إيمان المسلم هو نقطة دائرة الحقّ، وكلّ ما عداه في هذا العالم ماديّ ووهم، وطلسم، ومجاز".
    المسلم له وجدان :

    إنّ المسلم له وجودان : الوجود الإنسانيّ، والوجود الإيمانيّ، أما الوجود الإنسانيّ : فهو الوجود الذي يشاركه فيه كل إنسان، يولد كعامّة الناس، وينشأ، ويكبر كعامّة الناس، ويجوع، ويظمأ، ويشعر بالبرد والحر، ويأكل، ويشرب، ويصحّ، ويمرض، ويموت، ويحيا، ويفتقر، ويغني، ويزرع، ويتجر، ويعول العيال، ويربي الأطفال، ويقتني الأموال، ويحكم البلاد والرجال، فهو في هذا الوجود خاضع للسنن الطبيعية، تجري عليه كما تجري على غيره، وتنفذ فيه كما ينفذ في أيّ إنسان آخر، وتقسو عليه كما تقسو على غيره، ولا تتسامح معه لأنّه يحمل اسما خاصّا، وينتمي إلى جنس خاصّ، يلبس لباسا خاصّا، وهو ذرة حقيرة في صحراء الوجود المترامية، وموجة عادّية تأتي وتذهب في بحر الكون الزاخر، من غير أن يشعر بها أحد، فإذا اقتصر المسلم على هذا الوجود البشريّ العام، وعاش كإنسان لا أقلّ ولا أكثر، كان كائنا ضعيفا فانيا ليست له قيمة كبيرة في نظر الضمير في الوجود، إذا مات وقته ما بكت عليه السماء والأرض، وما خسر فيه العالم شيئا كبيرا.
    أما الوجود الإيمانيّ فهو أنّه يحمل رسالة خاصّة، رسالة الأنبياء والمرسلين، ويؤمن بمبادئ خاصّة، ويعتقد اعتقادا خاصا، ويعيش لغاية خاصة، فهو من هذه الناحية سرّ من أسرار الحقّ، ودعامة من دعائم العالم، وحاجة من حاجات البشر، يستحقّ أن يعيش، ويستحقّ أن ينتصر، ويستحقّ أن يزدهر، بل يجب أن يعيش ويجب أن يزدهر، ويدوم مع البشرية ومع هذا الكون، فحاجة البشرية، وحاجة الكون إليه ليست أقلّ من حاجتهما إلى الماء، والهواء والنور والحرارة، كانت معاني الحياة وحقائقها مرتبطة بالغايات والأرواح والإيمان والأخلاق التي تتكفل رسالات الأنبياء بشرحها وبيانها، ويتكفّل المسلم بإعلانها، والقيام بها، والجهاد في سبيلها، فلولا هو لضاعت هذه الغايات والرسالات وأصبحت سرّا مكتوما، إذا فمركزه في العالم، وبقاؤه كبقاء الشمس والكواكب النّيّرة، تنقرض الأجيال والأمم، وتحوّل الأنهار مجراها، وتخرب عمائر وتعمر خرائب، وتقوم حكومات، وتتقلّص حكومات، وتأتي مدنيات، وهو قائم لا يزول ولا يحول.
    المسلم حيّ خالد :
    يعتقد محمد إقبال أنّ المسلم حيّ خالد، لأنّه يحمل رسالة خالدة، ويحتضن أمانة خالدة، ويعيش لغاية خالدة، يقول في بيت : " لا يمكن أن ينقرض المسلم من العالم، لأنّ وجوده رمز لرسالات الأنبياء، وإنّ أذانه إعلان للحقيقة التي جاء بها إبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمّد "، ويقول في بيت آخر : "المسلم رسالة الله الأخيرة، فلا يعتريها النسخ والتبديل"، ولا يعني محمد إقبال أنّ كلّ فرد من أفراد الأمة الإسلامية حيّ خالد، يفلت من الموت، ويتمرّد على القانون الطبيعيّ، كيف، وقد قال الله تعالى  وما محمّد إلاّ رسول قد خلت من قبله الرّسل [ آل عمران : 144] وقال :  فأين متّ فهم الخالدون [ الأنبياء : 34]، ولكنّ محمد إقبال يرى أنّ المسلم موج من أمواج بحر الإسلام الخضم، يأتي موج ويذهب موج، وتترامى الأمواج في أحضان البحر وتتلاشى في وجوده.

    والبحر لا يتغيّر، فالبحر امتداد دائم، وتسلسل قائم لأجزاء متغيرة، كبحر الحياة، وبحر الوجود، تتبدّل أمواجه- وهي أفراد البشر- لا يتبدّل كيانه.
    خلق العالم للمسلم :
    ويتقدم محمد إقبال خطوة أخرى، فيعتقد أنّ المسلم هو غاية هذا الكون، خلق العالم له، وخلق هو الله، لقد كان العلماء يتباحثون في صحة حديث : "لولاك لما خلقت الأفلاك"، ولكن محمد إقبال لا تهمّه صحّة هذا الحديث لفظا ورواية، إنّه يفهم من القرآن، ومن دراسة الإسلام، وطبيعة المسلم، ورسالته السّامية، ويفهم من دراسة التاريخ الإنسانيّ الواسعة العميقة، والاطّلاع الواسع على أوضاع العالم، وطبائع الأشياء : أنّ المسلم الذي هو حاجة لرسول الله  وخادمه، هو مصداق معنى الحديث، فضلا عن الرسول عليه الصلاة والتسليم، فهو خليفة الله في أرضه، خلق لأجله العالم، وعلّمه الأسماء، وحكّمه في الأرض، وأورثه خيراتها، وخزائنها، وألقى إليه بمقاليدها، فيجب عليه أن يعتقد، ويقتنع بأنّ العالم خلق له، ويجاهد ويجتهد لتطبيق هذه العقيدة، وتحقيق هذه الفكرة، يقول في بيت :" إن العالم تراث للمؤمن المجاهد، لا يشاركه فيه أحد، ولا أعدّ مؤمنا كاملا من لا يعتقد أنّ العالم خلق له".
    مقام المسلم مقام الإمامة والتوجيه :
    ويعتقد محمد إقبال : أنّ المسلم له يخلق ليندفع مع التيار، وليساير الركب البشري حيث اتّجه، وسار، بل خلق ليوجّه العالم والمجتمع والمدنية، ويفرض على البشرية اتجاهه، ويملي عليها إرادته، لأنّه صاحب الرسالة، وصاحب العلم واليقين، ولأنّه المسؤول عن هذا العالم، وسيره، واتّجاهاته، فليس مقامه مقام التقليد والاتّباع، إنّ مقامه مقام الإمامة والقيادة، ومقام الإرشاد والتوجيه، ومقام الآمر والناهي، إذا تنكر الزمان وعصاه المجتمع، وانحرف عن الجادّة، لم يكن له أن يستسلم ويخضع، ويضع أوزاره، ويسالم الدهر، بل عليه أن يثور عليه وينازله، ويظلّ في صراع معه وعراك، حتى يقضي الله في أمره، يقول في بيت : "يقول من لا خلاق له : در مع الدّهر حيث دار، وإذا لم يسالمك الزمان، فسالمه، وأنا أقول : "إذا لم يسالمك الزمان، فصارعه، وحاربه، حتى يفيء إلى أمر الله"، ويرى أنّ المؤمن غير مأذون بمجاراة الأوضاع، بل هو مكلّف بمصادمة الأوضاع الفاسدة، يردّ الأمر إلى نصابه، ويقيم سالفة الدّهر الغشوم، ويقيم العوج، ويصلح الفاسد، وإن كلفه ذلك عملية العدم والنقض، والعملية الجراحية، فإنّ كل ذلك في سبيل البناء والعمارة والإصلاح، يقول في بيت : "على المسلم أن يزن في نفسه الروح، وينشئ في هيكله الحياة، ثم يحرق هذا العالم الفاسد بحرارة إيمانه، ووهج حياته، وينشئ عالما جديدا"، يقول متمثلا : " سألني ربّي : هل ناسبك هذا العصر، وانسجم مع عقيدتك ورسالتك ؟ قلت : لا ياربي ! قال : فحطّمه، ولا تبال".

    ويرى محمّد إقبال : أنّ الخضوع والاستكانة للاحوال القاسرة، والأوضاع القاهرة، والاعتذار بالقضاء والقدر، من شأن الضعفاء والأقزام، يقول في بيت : "المسلم الضعيف يعتذر دائما بالقضاء والقدر، أما المؤمن القويّ فهو بنفسه قضاء الله الغالب وقدره الذي لا يردّ" ويقول : " أذا أحسن المؤمن تربية شخصيته، وعرف قيمة نفسه، لم يقع في العالم إلا ما يرضاه ويحبّه".
    المسلم رائد الانقلاب ورسول الحياة :
    ويرى محمد إقبال أنّ المسلم هو مصدر الانقلاب الصّالح في التاريخ، ومطلع فجر السّعادة في العالم، وأنّه لم يزل رائد الانقلاب، وسول الحياة، ومؤذن الفجر في الليل البهيم، وإنّ أذانه لا يزال صيحة تدوّي في هدوء الليل وسكون الموت، فيعيد إلى هذا العالم النائم الناعس المتعب حياته ونشاطه، ويؤذن بطلوع الصبح الصّادق، وانصرم الليل الغاسق، وعلى هذا الأذان الصارخ والنداء العالي الذي ارتفع من جبل "أبو قبيس" قبل ثلاثة عشر قرنا، استيقظ هذا الكون بعد السبات العميق، الذي غطّ فيه خمسة قرون وأكثر، وكان نفخة صور للإنسانية الميتة والعالم المحتضر، وهو الكفيل الآن لإيقاظ الإنسانية، وإحياء الضمير البشريّ، يقول في بيت : "إنّ المؤمن إذا نادى بالآفاق بأذانه، أشرق العالم و استيقظ الكون"، ويقول في قصيدة : "لست أعلم سرّه، ولكنّي أعلم أنّ السحر الذي يهتزّ له هذا العالم المظّلم، ويولي به ليل الإنسانية الحالك، إنما ينشأ بأذان المؤمن الصادق".
    قوة المؤمن مستمدة من رسالته :
    ويعتقد محمد إقبال بحقّ أنّ قوة المؤمن الخارقة للعادة، المحيّرة للعقول، المعجزة للبشر مستمدة من رسالته وإيمانه، وباندماجه واضمحلاله في إرادة الله، هنالك يتحوّل جارحة للقدرة الإلهية، وقوة قاهرة لا تصدّها الجبال، ولا تقف في سبيلها البحار، يقول في قصيدة أنشأها في قرطبة : "إنّ يد المؤمن جارحة القدرة الإلهية، فهي غلابة، حلاّلة للعقد والمشكلات، فتّاحة للأبواب المقفلة، لبقة، صناع، حاذقة، إنّ المؤمن جسمه من تراب وفطرته من نور، عبد متخلّق بأخلاق مولاه، قلبه غني عن العالمين"، يقول على لسان القائد الإسلامي الكبير طارق بن زياد فاتح الأندلس، وهو يدعو لأصحابه العرب بالنصر، ويناجي ربّه، يقول : " إنّ الغزاة المجاهدين عبيدك الغامضون، الذين لا يعرفهم غيرك، وقد أصبحوا اليوم يطمحون إلى فتح العالم وإخضاعه، إذا ركلوا برجلهم الصحراء، انشقت، وإذا ركلوا برجلهم البحر، انفلق، انكمشت الجبال، وتقبضت بمهابتهم، إنّهم عرفوك، وأحبوك، فزهدوا في العالم، واستغنوا عن الدنيا، لا يطلبون إلا الشهادة في سبيلك، ولا يهدفون بجهادهم إلى الفتح والغنائم، لقد أفردت رعاة الإبل بنعمتك، وميّزتهم بين أقرانهم في الخبر والنظر، وأذان السّحر، لم يزل العالم يعوزه لوعة القلب، والتوجه للإنسانية المظلومة، وفي قلوب هؤلاء الجريحة، وفي أكبادهم المتّقدة وجد العالم مآربه"، بل إنّ الشاعر يتقدّم خطوة ويقول : "ما ظنّك بقوة ساعد المؤمن ! وهو بنظرته يقلب الأوضاع، وبدعوته يردّ القضاء"، والمطّلع على التاريخ يصدّق ما قاله محمد إقبال، فقد هزىء المسلمون المؤمنون في عصرهم الأول من الجبال والبحار، وشقّوا طريقهم غير محتفلين بما يعترضهم من أشواك وعقبات. قصص سعد بن أبي وقاص، وخالد بن الوليد، والمثنى بن حارثة الشيباني، وعقبة بن نافع، ومحمد بن القاسم الثقفي، وموسى بن نصير، وطارق بن زياد شاهدة على صدق ما قاله محمد إقبال.
    المسلم لا ينحصر في الأوطان والشعوب :

    ويرى محمد إقبال أنّ المسلم حقيقة عالميّة لا تنحصر بين حدود الجنسية والوطنية الضيّقة، بل تتخطّى حدود المكان والزمان، وتفيض كالطبيعة البشرية، وكالإنسانية العامّة في مساحة زمانية شاسعة، كمساحة التاريخ الإسلاميّ، وفي مساحة مكانية واسعة كمساحة العالم الإسلاميّ، يقول في قصيدة قرطبة : "إنّ المسلم لا تعرف أرضه الحدود، ولا يعرف أفقه الثغور، ليست دجلة والنيل ودانوب إلا أمواجا صغيرة في بحره المتلاطم، عصوره عجيبة، وأخباره غريبة، نسخ العهد العتيق، وغيّر مجرى التاريخ، هو في كلّ عصر ساقي أهل الذوق، وفي كلّ مكان فارس ميدان الشوق، شرابه رحيق دائما، وسيفه ماض في كلّ معركة"، ويعتقد محمد إقبال : أنّ العالم كله وطن للمسلم، يقول في بيت :

    "المسلم الربانيّ ليس بشرقيّ ولا غربيّ، ليس وطني دهلي، ولا أصفهان، ولا سمرقند، إنما وطني العالم كله".

    ويعتقد محمد إقبال أنّ المسلم يعتبر كلّ ملك الله وطنا له، يقول :

    "لما نزل طارق بالجزيرة الخضراء أمر بالسفن فأحرقت، فجاءه رجال من الجيش، ولاموه على فعله، وقالوا له : لقد قطعت بنا الحبال، فكيف نرجع إلى بلادنا ؟ فوضع طارق يده على السيف، وقال : أنا لا أفكر في الرجوع، وسنبقى هنا، ونتخذه وطنا، فإنّ كلّ ما كان الله من أرض وبلاد وطن لنا، لا فرق في ذلك بين العجم والعرب، والشرق والغرب".

    المسلم متخلّق بأخلاق الله :

    ويعتقد محمد إقبال أنّ المسلم يجمع بين المتناقضات من الأخلاق والصفات، وما هي بمتناقضات، ولكنّها ظلال صفات الله، ومظاهر أخلاق الله، فهو في تسامحه، ورحابة صدره، وكثرة صفحه قد تخلق بخلق "الغفار"، وفي شدته في الدّين، واغضبه للحقّ، وثروته على الباطل قد تخلق بخلق "القهّار"، وهو في نزاهته، وعفّته، وطهارة ضميره قد تخلق بخلق "القدّوس"، وفي صلابته إذا تصلّب وشدّة شكيمته إذا أبى، وشدة بطشه إذا حارب تخلق بخلق "الجبّار"، ولا يكون المثل الكامل لدينه، وصورة صادقة للإسلام حتى يجمع بين هذه الأخلاق المتنوعة، فيجمع بين الشدّة واللّين، والغضب والرحمة، والصلابة والمرونة، والعفّة والنزاهة، ويكون في ذلك آية من آيات الله، ومعجزة من معجزات الرّسول، ثم يقول الشاعر : "إنّ المؤمن هو الميزان العادل، والقسطاس المستقيم، به يعلم رضا الله وسخطه، وبه يعرف الحسن من القبيح، فما راق في نظره، فهو حسن، وما استقبحه، فهو طائش، وفي عزائمه تتجلّى إرادات الله، وهو القرآن الناطق، وهو الدّين يسعى على قدميه. ثم إنّ حياته متوافقة متشابهة كالطبيعة، فالصبح يطلع كلّ يوم والليل يتبع النّهار، لا تخلف فيه ولا تناقض، وهو صاحب معان كثيرة، ونغمة واحدة، فهو كسورة الرحمان في القرآن تتجدّد معانيه، وتتكرّر فيه آية  فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان [ الرحمان : 13] وقد صدق الشاعر، فالمسلم لم يزل يتحف كل عصر بعلومه وتوجيهاته، وينير ظلمات كلّ عصر بنوره، وضيائه، ويضرب على وتر واحد.

    ويكرّر رسالة الأنبياء، ويقول لكلّ جيل :  فقال يقوم اعبدوا الله مالكم من إلاه غيره [الأعراف : 59] فهو كالصبح جديد، وقديم، فهو في جدّته ليس أجدّ منه، وهو في قدمه ليس شيء أقدم منه، هو قديم لكنه يتجدّد به العالم، وتتجدّد به الكائنات، وتنتعش به القوى، وتستيقظ به الأجسام والقلوب والعقول، ثم هو جديد بنفسه تتجدّد قواه ويتجدّد نشاطه، وتتفتّح قريحته، مع العصور، علمه سيّار، وعقله مبتكر، ونفسه طموح، وهمّته وثابة، وهو كالمطر كلّ قطرة غير الأولى، ولكنّها قطرات مطر، كلّها تحيي الأرض، وكلّها تنبت النبات، وكلّها تسقي المزارع والأشجار، وكلّها تفتح الأزهار، وكلّها تكوّن الأنهار، وهو معنى قول النّبيّ  : "أمتي كالمطر لا يدرى أوله خير أم آخره".

    المسلم كالشمس لا تغرب مطلقا :

    ويقول محمد إقبال : "إنّ المسلم كالشمس، إذا غربت في جهة طلعت في جهة أخرى، فلا تزال طالعة"، وقد صدق، فإنّ الإسلام لم ينكب في ناحية من نواحي العالم، ولم يخسر في جانب دولة إلا وقامت له دولة في جانب آخر، ولم تسقط له راية إلا وخففت له راية أخرى، ولم يغب له نجم إلا وطلع له نجم آخر، لقد كانت خسارة الأندلس الإسلاميّة كارثة كبيرة، ومصابا عظيما، ولكن عوّض الإسلام بها بدولة فتية من أعظم دول العالم، هي دولة آل عثمان في تركيا، قامت في نفس القارة الأوربية، وجثمت على صدر الدول والأمم التي انتزعت الأندلس الإسلامية وأجلت المسلمين من وطنهم العربيّ الإسلاميّ، وكان سقوط غرناطة وأوج الدولة العثمانية في عهد سليمان القانوني حادثين في عصر واحد، ونكب العالم الإسلاميّ، ونكبت بغداد بغارة التتار، وانطمست معالم الحضارة الإسلامية، وزلزل المسلمون زلزالا شديدا، ولكن في نفس الفترة كانت الدولة المسلمة في الهند تتّسع وتزدهر، وأصيب العالم الإسلامي بهزات عنيفة وقواصم مؤلمة في فجر هذا القرن المسيحي على أيدي الأوربيين، فقد اقتسمت الدول الأوربية تراث الدولة العثمانية كمال سائب، واغتصبت مملكتها في إفريقية، وتقاسم الحلفاء سورية، وفلسطين، والعراق، ولكن تبع هذا كلّه اليقظة الإسلامية الهائلة، والوعي السياسيّ القويم، والطموح إلى الاستقلال وحرية الحركات الإسلامية المختلفة التي كان بجيش بها العالم الإسلاميّ من أقصاه إلى أقصاه.

    ونكب المسلمون في العهد الأخير بنكبات عظيمة في الشرق الأقصى والأوسط، وخسرت الدول العربية فلسطين العربية الإسلامية، ولكن في نفس هذه الفترة قامت للمسلمين دولتان فتيتان في الشرق، إحداهما دولة باكستان والأخرى إندونيسيا.

    وهكذا لم يزل التاريخ الإسلاميّ متأرجحا بين الأسفل والأعلى، فما تسفّل منه جانب إلا وترفّع جانب آخر، كالأرجوحة تماما، ولم تتوار شمسه في أفق إلا وبزغت في أفق آخر، وذلك لأنّ الإسلام رسالة الله الأخيرة التي لا رسالة بعدها، والمسلمون هم الأمّة الأخيرة التي لا أمّة بعدهم، فإذا ضاعوا، فقد ضاعت الرسالة، وإذا هلكوا، فقد غرقت السفينة التي تحمل الذخيرة.

    المصدر: محاضرات إسلامية في الفكر والدعوة (أبو الحسن الندوي
    عبد المؤمن
    عبد المؤمن
    مشرف
    مشرف

    تاريخ التسجيل : 06/11/2010
    عدد المساهمات : 200
    نقاط : 431
    تاريخ الميلاد : 12/09/1986
    الجنس : ذكر
    المهنة : الرجل المثالي هو المسلم  Collec10

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    الرجل المثالي هو المسلم  Empty رد: الرجل المثالي هو المسلم

    مُساهمة من طرف imad الجمعة 26 نوفمبر 2010 - 4:27

    بارك الله فيك وجزاك الله خيرااااا


    لك مني ارق تحية
    imad
    imad
    المدير العام
    المدير العام

    تاريخ التسجيل : 22/07/2010
    عدد المساهمات : 977
    نقاط : 2441
    تاريخ الميلاد : 17/08/1988
    الجنس : ذكر
    المهنة : الرجل المثالي هو المسلم  Office10

    https://alkhaimadz.123.st

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    الرجوع الى أعلى الصفحة

    - مواضيع مماثلة

     
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى